العشر الأواخر من رمضان فرصة لمضاعفة الحسنات والتقرب إلى الله عز وجل


https://www.saba.ye/ar/news467205.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
العشر الأواخر من رمضان فرصة لمضاعفة الحسنات والتقرب إلى الله عز وجل
[18/ يونيو/2017]
صنعاء - سبأ:
 جعل الله تعالى العشر الأواخر من رمضان فرصة لمن أحسن في أول الشهر أن يزداد أجرا ولمن قصر أن يستدرك ما فاته ويغتنم هذه الأيام العشر في الطاعات وما يقربه من الله عز وجل.

وللعشر الأواخر من رمضان خصائص عديدة تميزها عن غيرها من الأيام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها " رواه مسلم، وفي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر ".

كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في رمضان أكثر مما يجتهد في غيره من الليالي والأيام بالعبادات والطاعات، من صلاة واستغفار وذكر وصدقة وقراءة للقرآن، وكان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا على إغتنام هذه الليالي المباركة بإعتبارها فرصة للعمر وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل .

ومن مزايا العشر الأواخر من رمضان أن فيها ليلة خير من ألف شهر " ليلة القدر " التي أنزلت في شأنها سورة وآيات تتلى قال تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} سورة القدر آية 1-5 وقال عز وجل " حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ".

وفي السنة المطهرة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.

ومن مظاهر العشر الأواخر من رمضان الإعتكاف الذي يعد من أسرار صفاء القلب والروح، إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث " ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ".

كما تتميز العشر الأواخر من رمضان بالإكثار من الطاعات والعبادات والذكر وتلاوة القرآن، حيث كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قالت عائشة : رضي الله عنها : " لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ".

وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة ، الصلاة .. ويتلو هذه الآية : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" وكان بن عمر يقرأ هذه الآية " أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ".

ولقيام الليل روحانية خاصة يشعر بها المسلم خلال صلاته وقربه من الله تعالى وفي رمضان لها ميزة خاصة قد لا يجد المرء مثل ذلك في باقي أيام العام.

سبأ