الحديدة - سبأ :
مهدي البحري
تشكل المستنقعات المكشوفة بمحافظة الحديدة بؤراً لاحتضان البعوض وتكاثره، ما يجعل المحافظة رابضة على بحيرة من المستنقعات الحاملة لملايين يرقات البعوض الناقل والمسبب لحمى الضنك والملاريا والمكرفس.
وتزداد معاناة أبناء الحديدة يوماً بعد آخر في ظل استمرار العدوان والحصار وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة حمى الضنك والملاريا والتي حصدت أرواح الكثيرين، رغم جهود وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية في المحافظة للحد من انتشارها.
ففي مديريات مدينة الحديدة "الحالي والحوك والميناء" توجد الكثير من المستنقعات التي تسبب الوباء وتسهم في انتشاره بسرعة كبيرة وكذلك الحال بالنسبة لمديريات زبيد وبيت الفقيه والمنصورية، وغيرها من مديريات المحافظة.
وأكدت فرق الترصد الوبائي وبرنامج مكافحة الملاريا المتواجدة في الميدان، أن تلك المستنقعات هي السبب الرئيسي لتكاثر يرقات البعوض المسببة لحمى الضنك والمكرفس والملاريا ولن يتم القضاء على الأوبئة إلا بردمها وتكثيف التوعية حول ذلك.
وفي هذا الإطار وبناءً على توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى استنفرت وزارة الصحة كافة قطاعاتها للقضاء على الأوبئة والأمراض التي فتكت بالمواطنين في محافظة الحديدة والنهوض بالقطاع الصحي بالمحافظة.
ومنذ ظهور هذه الجائحة، حشدت قيادة وزارة الصحة العامة والسكان إلى جانب قيادة محافظة الحديدة الجهود والإمكانيات للنزول الميداني إلى مختلف المديريات للإطلاع عن كثب على ما تتطلبه مكافحة هذه الأمراض من احتياجات مادية وبشرية، بما يحد من انتشارها وتوفير الأدوية للمصابين والعمل على ردم المستنقعات والتوعية بمخاطر الأوبئة وطرق الوقاية منها.
وحسب تقرير مكتب الصحة بالحديدة، انتشر حمى الضنك والملاريا مؤخرا وبشكل غير مسبوق يفوق إمكانيات المكتب لمواجهتها .. مبيناً أن أكثر من ٤٠٠ مرفق صحي تواجه ضغوطاً كبيرة جراء زيادة أعداد المصابين بحمى الضنك والملاريا، ما يتطلب تضافر الجهود لتجاوز الصعوبات.
وفي هذا الصدد قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إن عدد حالات الإصابة بحمى الضنك والملاريا في محافظة الحديدة يصل إلى أكثر من أربعة آلاف حالة يومياً.
وأكد أنه لن يتم القضاء على الوباء إلا بالقضاء على مسبباته المتمثلة في البعوض والمستنقعات .
وأشار إلى أن من أولويات الوزارة بمحافظة الحديدة مكافحة الأمراض وتصحيح الوضع الصحي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ومنها ردم المستنقعات والرش الرذاذي للقضاء على يرقات البعوض.
وأوضح أنه تم استنفار مختلف القطاعات والبرامج في الوزارة لمواجهة الأمراض والأوبئة من خلال النزول الميداني إلى المحافظة والعمل من واقع الميدان على المكافحة والحد من انتشار الأوبئة والأمراض.
وشدد وزير الصحة على أهمية تعزيز التوعية والمشاركة المجتمعية لمواجهة الأوبئة خاصة حمى الضنك والملاريا والمكرفس وغرب النيل بمديريات الحالي والحوك والميناء وبيت الفقيه وزبيد والمنصورية.
وشهدت محافظة الحديدة تنفيذ حملات الرش وردم المستنقعات ونزول الفرق الطبية للمراكز الصحية في مختلف المديريات بالإضافة إلى تنفيذ عدد من برامج التوعية التي استهدفت المواطنين في منازلهم، كما تم تنفيذ حملة لردم بؤر تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك والمكرفس في مديريات الحالي والحوك والميناء.
واستهدفت الحملة التي شاركت في تنفيذها مكاتب الصحة، صندوق النظافة، برنامج مكافحة الملاريا، الأوقاف، الأشغال، الزراعة، المياه والصرف الصحي، التربية، حماية البيئة، الشباب والرياضة، الإعلام، الأمن ، السلطة المحلية، جامعة الحديدة وملتقى الطالب الجامعي، رفع المخلفات من الأحياء والأسواق بالمديريات الثلاث.
ورافقت الحملة أنشطة مجتمعية للتخلص من بؤر التوالد في الأواني والمستنقعات وتجمعات المياه الراكدة، وكذا إزالة المخلفات المتكدسة ورش ضبابي وتوزيع ناموسيات مشبعة بالمبيد على المواطنين بالمناطق ذات الخطورة العالية، واستبدال أواني حفظ المياه التالفة في المنازل بأوانٍ جديدة محكمة الإغلاق، وإصلاح وصيانة أنابيب المياه ورفع مخلفات البناء بالإضافة إلى توعية عبر وسائل الإعلام والإذاعات المتنقلة في الأحياء والحارات والأسواق.
وفي هذا السياق أكد القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم الحرص على تنفيذ الحملات بما يكفل القضاء على الأمراض والأوبئة.
وشدد على أهمية دور مختلف المكاتب المعنية ووسائل الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الأمراض والأوبئة عبر العلماء وخطباء ومرشدي المساجد ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية ووزارة الصحة للتخلص من أسباب تفشي الأوبئة والأمراض التي تعاني منها المحافظة والذي فاقم من انتشارها استمرار العدوان والحصار.
وقد ضاعف من معاناة المواطنين في محافظة الحديدة استهداف قوى العدوان والمرتزقة للبنية التحتية, خاصة المستشفيات والمراكز الصحية ومصادر المياه وشبكات الصرف الصحي، ما تسبب في تفشي الأوبئة والأمراض.
حيث أكد مشرف المحافظة أحمد البشري أن ما تشهده الحديدة من تفشٍ للأمراض والأوبئة يُعد من المشاكل والكوارث التي تسبب بها العدوان وساهم في مضاعفة معاناة المواطنين، نتيجة الحصار واحتجاز قوافل الغذاء والنفط ومنع دخول الأدوية والمضادات التي تحتاجها المستشفيات للمصابين بهذه الأمراض والحميات.
وتٌعد المستنقعات قنبلة موقوتة يعيش بجانبها المواطنون ولا يعلمون أن ما تحتويه هذه المستنقعات من ملايين اليرقات الناقلة للأوبئة والأمراض، قد تعرض حياة الآلاف منهم لخطر الإصابة بحمى الضنك والملاريا، ما يستدعي ردم المستنقعات باعتبارها المسبب الرئيسي لتلك الأمراض والأوبئة.