السيد عبد الملك الحوثي يؤكد ان العدوان لن يفلح في أن يكسر إرادة الشعب اليمني وصموده وثباته


https://www.saba.ye/ar/news3159793.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
السيد عبد الملك الحوثي يؤكد ان العدوان لن يفلح في أن يكسر إرادة الشعب اليمني وصموده وثباته
[13/ أكتوبر/2021]

[02/ اغسطس/2015]
صنعاء - سبأنت:

 أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الكبير المتجبر لن يفلح أبدا في أن يكسر إرادة الشعب اليمني وصموده وثباته.

وقال السيد عبد الملك الحوثي في كلمة وجهها اليوم إلى جماهير الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج " إن الجميع وهم يحشدون كل طاقاتهم ويتحركون بكل امكانياتهم الهائلة ويستغلون كل نفوذهم العالمي وعلى كل المستويات سياسيا واعلاميا وعسكريا واقتصاديا وامنيا هذا العدوان الكبير المتجبر لم يفلح ابداً في ان يكسر ارادة هذا الشعب وصموده وثباته".

وأضاف " وتلك الامكانات الهائلة للتضليل الاعلامي ومحاولة التزييف الاعلامي فشلت إلى حد كبير في ان تلبس عليه الحقائق الكبرى التي يعيشها واقعا ملموسا ولا يمكن لاحد ان يلبس عليه تجاهه مهما كانت امكاناته".

وتابع قائلا ايها الشعب انت في الموقف القوي في الموقف المحق وانت في الطريق التي تكسب فيها العاقبة لصالحك وانت تخوض معركة الشرف ومعركة الاستقلال ومعركة الحرية والدفاع المقدس ".. مؤكدا ان الشعب اليمني في موقع المعتدى عليه وليس المعتدي.. متسائلا عما سيكون عليه الموقف فيما لو كان الشعب اليمني هو الذي ذهب الى السعودية لفرض تصوراته في شكل النظام والحكم هناك .

وتابع السيد عبد الملك الحوثي " ان الشعب اليمني مستهدف في حياته وارضه وكرامته واستقلاله، حيث يقتل أطفاله ونساؤه في مظلومية كبيرة تجعله صاحب حق في التصدي للعدوان على كل الاتجاهات لاسيما وان المعتدي لا يمتلك أي حق او مشروعية في التدخل بشؤون الشعب اليمني".

وسخر السيد عبد الملك من الحديث عن شرعية هادي ..مؤكدا ان هادي وغير هادي ليسوا سوى ذريعة رخيصة واهداف العدوان ابعد من أولئك.

وأعاد التذكير بالدور الأمريكي والإسرائيلي في الحرب على اليمن .. لافتا الى ان كل الغزاة والمحتلين يعملون على إيجاد ذرائع لما يرتكبونه بحق الشعوب الحرة فيشكلون حكومات ويسمون جيوش ولكن غالبا ما يكون أولئك مجرد ادوات خاضعة للمحتل والغاصب كما كان جيش انطوان لحد في لبنان بالإضافة الى ان الامريكان اقاموا في فيتنام حكومة وجيش لتبرير حربهم على ذلك البلد وتكون غطاء لأهدافهم الاستعمارية وهذا ما حدث أيضا في العراق بعد الاحتلال الأمريكي لهذا البلد .

كما أكد السيد عبد الملك الحوثي أن الشعب اليمني سيواصل تحركه في موقف الحق والعدل مهما كلفه ذلك من تضحيات ..متطرقا الى الحالة التي كانت عليها الأوضاع باليمن خلال عقود الوصاية الامريكية السعودية من سوء وتراجع على مختلف المستويات لاسيما المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية والثقافية.

وأشار إلى ان السعوديين والامريكان ليسوا حريصين على الناس.. ساخرا من المنطق السعودي في هذا الاتجاه .. وقال " من المضحك وانتم ترتكبون الجرائم بحق الاف النساء والاطفال تتوجهون بالكلام الى الشعب اليمني ان هذا من اجلكم، تقتلونهم لأجلهم وتدمرون منازلهم وبنيتهم التحتية من اجلهم".. مضيفا " لا لسواد عيون اليمنيين ولا لسواد عيون اي طرف حتى المرتزقة فإن دول العدوان مستعدة للتخلي عنهم في سيبيل تحقيق اهداف دول العدوان وليس اهداف المرتزقة".

وخاطب السيد عبد الملك الحوثي السعودية قائلا : ضمان امنكم ان يكون هناك حسن جوار وكان الامر متاح من الطرفين ولليمنيين الحق في الامن كما هو الحق لكم غير انكم تثبتون بما تعملون وترتكبونه من جرائم أنكم تشكلون خطرا على اليمن ومن حق الشعب اليمني ان يطلب ضمانات من السعودية التي اثبتت انها الخطر عليه وليس العكس".

وطمأن السيد عبد الملك الحوثي الشعب اليمني بان المعركة التي يخوضها معركة كرامة في موقع الرضا لله وموقع الحق بينما الطرف الاخر في موقع العميل .. داعيا الى الاعتماد على الله والتوكل عليه بإزاء التحرك العملي في كل الاتجاهات.

وأشاد بالأدوار التي يقوم بها الشعب وفعالياته المختلفة.. داعيا الى بذل المزيد من الجهد والعمل والاهتمام بالرفد المستمر للجبهات والاستعداد للخيارات الاستراتيجية التي باتت ملحة .

وأعاد السيد التأكيد ان ما جرى في عدن مهما طبل له العدو لن يحسم المعركة مذكرا بتجارب الشعب اليمني تاريخيا في مواجهة الغزاة والمحتلين.. وقال " هذا الشعب هزم امبراطوريتين كان لكل واحد منها نفوذ عالمي وهو اليوم بوعيه وايمانه وفيه الكثير الكثير من الشرفاء والاحرار والثابتين والمؤمنين والصادقين والصالحين والمستبصرين هو اليوم لا يقل عما كان عليه اباؤه واجداده الذين تصدو للغزاة في كل قمة جبل وفي كل واد وفي كل ساحل".

ونفى السيد عبد الملك الحوثي ان يكون الشعب اليمني يخوض المعركة نيابة عن احد قائلا" هي معركة اليمنيين المستهدفين في قرى ومدن اليمن ومناطق اليمن ومحاولة التضليل الاعلامي فاشلة وخاسرة وبائرة ".

ونصح من يبيعون انفسهم للعدوان ألا يرخصوا انفسهم فلطالما كان العملاء والمرتزقة هم الخاسرين.. داعيا الشعب اليمني الى عدم الاصغاء للمرجفين والجبناء فالبعض من الجبناء يهتزون ويتضعضعون لكن هناك نوعية اخرى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .

وأضاف : من يثق بالله ويعي قضيته ومن يعيش الحرية في دمه ووجدانه وشعوره وكيانه لا يقبل أيا كانت التحديات لا يمكن ان تركعه تلك الاحداث ابدا وهو يعي ان عاقبته النصر وعاقبة صموده الظفر الحتمي".

واكد ان الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل .. واصفا إياه بالعارض الوقتي الذي سيزول مهما كانت الاموال السعودية ومهما كان لديهم من مرتزقة في العالم فلن يستطيعوا الصمود كصمود الشعب اليمني الذي يملك قضية ولا يمكن ان يقبل باحتلال بلده .

وتوجه السيد عبد الملك الى الشعب قائلا : بقدرما رأيناك في الساحات والوقفات عزيزا وشامخا ونحن ننظر في وجوه الناس عظمة الشعب اليمني نامل ان تستمر وتكون دافعا للتحرك اكثر .

وبخصوص المسار السياسي قال السيد عبد الملك الحوثي" ان الحلول السياسية ممكنة ومتاحة ومن يعمل على عرقلتها هو العدوان".. مرحبا بأي جهد أو مسعى عربي او غير عربي أو من اي طرف محايد .. داعيا الاطراف السياسية الى ملء الفراغ السياسي الذي يفيد استمراره العدو الخارجي.

وخاطب السيد عبد الملك الحوثي أبناء المحافظات الجنوبية مذكرا لهم بخداع النظام السعودي الذي لا يريد مصلحتهم فبمقابل وعوده لهم باستعادة الدولة او فك الارتباط فهو يعد الاخوان وحزب الإصلاح بعكس ذلك لأنه لا يريد مصلحة الجنوبيين ولا الشماليين وعندما يتحرك باتجاه أي طرف انما يريد تحريكه كأداة وسلعة رخيصة.

وحذر النظام السعودي ونصحه بعدم عرقلة الحجاج اليمنيين والحيلولة دون أدائهم الطبيعي لفريضة الحج.

وفيما يلي نص الكلمة :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين.

أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني العزيز السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}]آل عمران: 173[، هذا هو الحال لشعبنا اليمني العزيز بعد التطورات الأخيرة في عدن، تلك التطورات التي سعى المعتدي وبذل كل جهده لتوظيفها بُغية كسر إرادة شعبنا اليمني الثابت، والعزيز، والصامد، وعمل بكل ما يستطيع لتهويل تلك التطورات، وللإرجاف، ولمحاولة الاستغلال لها، وتوظيفها ضمن الحرب النفسية، يستهدف إرادة هذا الشعب، وثبات هذا الشعب وصمود هذا الشعب، لكن الواقع الذي يعيشه شعبنا اليمني العزيز، وما عبر عنه في مظاهراته الحاشدة، ووقفاته في شتى المناطق، وصموده في الميدان، إنما يعبر عن حقيقة، وواقع هذا الشعب، وأصالته، هذا الشعب الذي هو شعبٌ مسلمٌ، مؤمنٌ، يمن الإيمان يمن الحكمة، يمن العزة، يمنُ الإباء، يمنُ الثبات، الذي يعي قضيته جيداً، ووعيه وصموده، وثباته فوق مستوى ذلك التطبيل والتهويل، والإرجاف؛ ولذلك نحن نشعر أولاً نتوجه بالحمد لله سبحانه وتعالى، ونشعر أن توفيقاً كبيراً، ورعاية كبيراً منّ الله بها على هذا الشعب العزيز، هذا الوعي العالي، وهذا الثبات العظيم، وهذا الإحساس بالمسئولية وهذا الصمود بالرغم من طول أمد العدوان، بالرغم من الإمكانات الهائلة للمعتدين، بالرغم من التكالب من الأطراف المعتدية، ومحاولتها أن تستغل كل نفوذها العالمي، الأمريكيون من جانبهم، الاسرائيليون من جانبهم، النظام السعودي يبذل قصارى جهده، أذياله وأذنابه في المنطقة، بعض الدول التي تدور في الفلك الأمريكي والاسرائيلي، الجميع وهم يحشدون كل طاقتهم، ويتحركون بكل إمكاناتهم، ويبذلون قصارى جهدهم، ويوظفون كل إمكاناتهم الهائلة، ويستغلون كل نفوذهم العالمي، وعلى كل المستويات، سياسياً، وإعلامياً وعسكرياً واقتصادياً، وأمنياً، هذا الكيد الكبير، هذا العدوان المتجبر لم يفلح أبداً في أن يكسر إرادة هذا الشعب، وصمود هذا الشعب، وثبات هذا الشعب، وتلك الإمكانات الهائلة للتضليل الإعلامي، ومحاولة تزييف الحقائق فشلت إلى حد كبير أيضاً، في أن تحيد بشعبنا اليمني عن قضيته الرئيسية والأساسية، وأن تلبّس عليه الحقائق الكبرى التي يعيشها واقعاً ملموساً ولا يمكن لأحد أن يحاول أن يلبس عليه تجاهها، مهما كانت إمكاناته الإعلامية والتضليلية؛ ولذلك نحن بالقدر الذي نشيد به بصمود شعبنا ووعيه وثباته ونتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالحمد والشكر، وبأكثر من ذلك ونحن أيضاً نتوجه إلى شعبنا اليمني العزيز لنقول له:

أيها الشعب الثابت الصامد، أيها الشعب المتوكل على الله، المعتمد على الله، المراهن على الله، أيها الشعب الذي يتحرك في موقف الحق ليس مبطلاً مدافعاً عن نفسه وأرضه وعرضه وكرامته واستقلاله، أيها الشعب المظلوم وليس في موقع الظالم، والذي يواجه العدوان، وليس هو في مقام المعتدي، ثق بربك واطمئن لواقعك، واستمر في ثباتك، وصمودك، أنت في الموقف القوي، في الموقف المحق، وأنت في الطريق التي تكسب فيها العاقبة لصالحك، وأنت تخوض معركة الشرف، ومعركة الاستقلال، ومعركة الحرية، والدفاع المقدس، المشروع الذي لك فيه الشرعية الدينية، والشرعية الإنسانية، والشرعية الأخلاقية، والشرعية بكل الاعتبارات في شرائع السماء، وقوانين الأرض، أنت في الموقف الذي لا شُبهة فيه، ولا لبس فيه موقفاً أصيلاً ثابتاً، صحيحاً، سليماً، الشعب اليمني لا يخوض معركة ترفية، أو هو يعيش حالةً من نزوة عدوان، هذا هو حال المعتدي، هو حال المعتدي الشعب يخوض معركة الشرف، معركة الدفاع المشروع، الموقف الذي لا بديل عنه إلا الاستسلام، وإلا الهوان، وإلا الإذلال، وإلا القهر، وإلا الخسران في كل شيء، فموقفك هو موقف أصيل، وفيما يتعلق بتلك التطورات في جهة عدن، هي تطورات محدودة، وهي في نفس الوقت تدلل فيما قابلها من صمود هذا الشعب، ووعيه، وتفاعله، واندفاعه الكبير في وقفاته وتظاهراته وتحركه في الميدان، هي تدلل على أن العدو والمعتدي كلما زاد عدوانيةً وتصعيداً، وأقدم على خطوات حمقاء، إنما في المقابل كلما يزداد شعبنا وعياً واندفاعاً، وكلما يزداد إحساساً بالمسئولية، وإدراكاً لطبيعة الصراع، ولطبيعة الخطر الذي يواجهه، ولحقيقة التحدي الذي يواجهه، كلما ازداد المعتدي إجراماً، وكلما أقدم على المزيد من الخطوات العدوانية التصعيدية، كلما أيضاً تعرى، وانكشف، وتورط أكثر، وكلما أدرك شعبنا اليمني العزيز سوأ هذا المعتدي، وبشاعته، وضرورة التصدي لعدوانه، وهذه من الحقائق المهمة، وهذه الأحداث بكلها العدوان بكله والتطورات في بعض المناطق والوضع بشكلٍ عام، إنما هو يمثل عاملاً مهماً لشعبنا اليمني العزيز في تعزيز علاقته بالله سبحانه وتعالى والتجائه إلى الله، وارتباطه به، والثقة بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والاستعانة به وحافزاً ودافعاً مهماً في الأخذ بأسباب معونة الله وأسباب نصره من خلال التحرك الجاد والثبات، نحن كشعب يمني عزيز والله سبحانه وتعالى قد وفقنا في أن نخوض معركة كهذه في مقام الشرف والمسئولية، في مقام الحق والعدل، الذي نرضي فيه ربنا ونزداد شرفاً، ونزداد كرامة، ويتجلى من خلال ذلك أخلاق هذا الشعب وإيمانه وصبره وحريته وكرامته وعزته.. الخ.

نحن في هذا السياق، في هذا المسار مطلوب منا ونحن في معركة كهذه، معركة مشرفة، معركة عظيمة، معركة محقة، مطلوب منا فيها دائماً أن نبذل قصارى جهدنا، أن نثبت في كل الأحوال والظروف، أن نطمئن، أن نثق بالله سبحانه وتعالى وبنصره، وبأنه إلى جانبنا ومستفيدين من كل ما قد مضى، في كل المرحلة الماضية ومنذ بداية العدوان وإلى اليوم ونحن في الشهر الخامس والأعداء بكل إمكاناتهم ويبذلون قصارى جهودهم إنما هم فعلاً أخفقوا إلى حد كبير كبير كبير، ولذلك فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في عدن معلوم أنهم رموا بكل ثقلهم وبكل طاقاتهم وبكل إمكاناتهم آلاف الغارات الجوية منذ بداية العدوان وإلى أن حدث ما حدث في عدن مليارات الدولارات التي وظفوها لصالح تلك الخطوة، استنفار على أقصى قدر تمكنوا منه وحشد لمرتزقه من كل أنحاء العالم، حتى من السنغال وحتى من بلدان في أفريقيا وبلدان في آسيا وبلدان في شتى العالم وشراء لذمم البعض من الذين خدعوهم بعض الإخوة في الجنوب من الحراك الجنوبي وخداع لهم، عملية خداع وتظليل لهم جهد كبير وجهد عالمي وجهد مكثف وغرفة عمليات يشتغل فيها الاسرائيلي والأمريكي والسعودي والإماراتي والقاعدة والداعشي.. الخ، وجهد كبير جداً وظف في تحقيق تلك الخطوة في ظرف قابله قدر من التساهل نتيجةً لعدة اعتبارات، يعني شعبنا اليمني العزيز فعلاً يعيش حالة من الاطمئنان النفسي بشكل عجيب وبشكل كبير وصموداً متميزاً، ومعنويات عالية، ولكن كان هناك قدر من التساهل هناك فيما يتعلق بعدن خصوصاً في تلك الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقدوم العيد وعودة الكثير لزيارة أهاليهم من اللجان الشعبية والجيش بمعنى أن العدو في الوقت الذي رمى كل ثقله هناك وطاقته وإمكاناته مع تراكم الأحداث، آلاف الغارات، القصف المستمر على مدى المرحلة الماضية حقق إنجازاً محدوداً بعد كل هذا الاستنفار بكل تلك الإمكانات الهائلة، واستغل فقط فرصة معينة كانت في ذلك الظرف فرصة مواتية له نتيجة ما حكيناه، على العموم كل إمكاناتهم كل كبريائهم كل أموالهم تعاونهم وتحالفهم هذا أنجز بعد كل هذه الفترة الطويلة والحصار الشديد لهذا البلد وعلى الجيش وعلى اللجان الشعبية والاستهداف الدائم في الليل والنهار بكل الإمكانات سواءً على المستوى الأمريكي وعلى المستوى السعودي طائرات بلا طيار كانت لا تبرح سماء عدن وسماء لحج لا في الليل ولا في النهار جهد مكثف، في نهاية المطار الذي يحسب هو موقف هذا الشعب، ما حققه أولئك ليس مكسباً بقدر كل ما قد فعل وبقدر كل إمكاناتهم بقدر كل جهودهم، الجهد الأمريكي، الجهد الاسرائيلي الجهد السعودي الجهد الإماراتي الذي تورط وأساء الى اليمن إساءة كبيرة إلى غير ذلك، وما حشدوه من مرتزقة العالم، إضافة إلى داعش والقاعدة التي كانت جزءًا أساسياً في العملية، ولكن كل هذا يعتبر شيء محدوداً، والذي يحسب بحق هو ما يحسب لهذا الشعب، ويحسب لجيشه ويحسب للجانه الشعبية في ظل الحصار الشديد في ظل القصف الدائم في ظل الاستهداف بكل تلك الإمكانات الهائلة هناك هذا المستوى العظيم من الصمود ومن الثبات، ونحن نقول في واقع الحال تلك التطورات في عدن، لا تمثل مكسباً حقيقاً للمعتدي بقدر ما هي انزلاقة في المستنقع، وسقوط في الوحل، هي انزلاقة حقيقة وفعلية، في مستنقع كبير؛ لأن هذا المعتدي كلما استرسل في عدوانه، وكلما تورط في عدوانه، إنما هو يغرق نفسه ويستنزف نفسه، ويجني على نفسه وهو في نهاية المطاف هو الخاسر؛ لأن مثل هذه الخطوات مهما كانت هي لا تحسم المعركة لصالحه أبداً بأي حال من الأحوال هذه سنن الله مع الشعوب، الشعب المعتدى عليه حينما تكون شعوباً متحررة تجري في دمائها عروق الحرية مصممة على استقلالها وشعوباً تشعر بالعزة تحمل الأخلاق والقيم شعوباً لا تقبل بالاستعباد ولا بالهوان هي في نهاية المطاف دائماً سنة تاريخية هي التي تكسب الصراع لصالحها لأنها تنطلق من موقف الضرورة، ومن موقف الحق، ومن موقف العدل، وتنطلق كضرورة، ليست في موقف نزوة عدوانية، تجبر، غطرسة، أطماع، لا .. هي تعيش أو تخوض المعركة الضرورة التي لا مناص لها منها وهي في أرضها والقضية قضيتها؛ ولذلك في نهاية المطاف هي أعظم تصميماً، أكثر وأقوى إصراراً وتصميماً وعزماً وفي نهاية المطاف الله معها وهي التي تنتصر من موقع مظلوميتها مع ثباتها، معروفٌ في كل العالم وحتى الشواهد قريبة بكثر مما حدث بكثير في واقعنا، ما حدث يعبر حدثاً جزئياً محدوداً وبسيطاً ويمكن أن تحدث متغيرات مهمة جداً في مقابل ما قد حدث، لكن على مستوى العالم هناك الكثير من الشواهد التي هي شواهد لحقائق وهذا هو المهم لأنه هناك فرق بين العوارض، الأشياء التي هي أشياء عارضة ليست لها أصالة، وليس لها ثبات، هي تعرض لعوامل موضوعية ثم تزول وتذهب وبين ما تستند إلى حقائق وتستند إلى جذور ثابته وراسخة، لا يمكن زعزعتها أبداً، لا حظوا الشواهد كبيرة لهذه الحقائق المهمة في صراع الشعوب، صراع التحرر، صراع الاستقلال، وصراع الثبات في مواجهة المعتدي والمحتل، فيتنام على سبيل المثال، فيتنام رمت فيها أمريكا، وأمريكا نعرف من هي أمريكا بإمكاناتها المادية بقوتها العسكرية المتوفقة في العالم، أمريكا رمت بكل ثقلها في فيتنام وكان لها أيضاً في فيتنام مرتزقة لأن هذه مسألة تقريباً تحصل في كل الشعوب دائماً في كل شعب مرتزقة وعملاء وخونة، هذا يحدث، منهم من يقاتل منهم من يناصر المعتدي على بلده وأرضه إعلامياً أو سياسياً، منهم من يجعل من نفسه أداة تستغل أو يشترى بقليل من المال، أو يراهن على المعتدي على بلده لتحقيق مكاسب زائلة ولكن بالرغم من كل ذلك بالرغم من القوة العسكرية للولايات المتحدة والنفوذ الكبير عالمياً بالرغم من إمكاناتها المادية الهائلة، بالرغم من وجود مرتزقة وعملاء في نهاية المطاف انهزمت أمريكا في فتنام، وفي نهاية المطاف تحررت فيتنام مع أن كان مستوى التقدم والتغلغل الأمريكي في فيتنام بشكل كبير، أما ما هو لدينا لا يزال محدوداً جداً جداً، مثال آخر من منطقتنا العربية هو لبنان، اسرائيل بكل إمكاناتها العسكرية، اسرائيل بما لها من نفوذ على المستوى العالمي تقف إلى جانبها أمريكا بكل إمكاناتها وعلى كل المستويات، تستفيد من أنظمة حتى عربية كما تكشفت الكثير من الحقائق وتجلت للناس، أيضاً بالرغم مما كان لاسرائيل في المراحل الماضية وقبل هزيمتها في لبنان وقبل هزائمها الأخيرة في غزة في فلسطين ما كان لها من هيبة في الوطن العربي نتيجة الانكسار العربي في مراحل ماضية، ولكن اسرائيل بكل ما لديها من إمكانات ونفوذ ودعم دولي وإقليمي وقوة عسكرية وإمكانات،.. إلخ

في نهاية المطاف انهزمت، هزمتها المقاومة الإسلامية الباسلة بشكل مهين ومخز من لبنان، وأُخرجت من لبنان رغماً عنها بطريقة مذلة ومهينة دائماً وهذه هي الحقيقة الراسخة، الثابتة التي لا تقبل النقاش أبداً، الشعوب التي هي متحررة وتخوض معركة الاستقلال والحرية هي المنتصرة مهما كانت إمكانات المعتدي مهما كانت جهوده، مهما فعل ومهما سعى، وإذا حقق نتائج محدودة وبسيطة هي تمثل عوارض تزول وتذهب، والبقاء في النهاية والثبات والانتصار والتمكين من الله لعباده المظلومين المستضعفين، وفي كثير من الحالات تمثل مثل هذه المنزلقات منزلقات خطرة على المعتدي نفسه يتكبد فيها الخسائر الأكبر، ويستنزف فيها بشكل أكبر وتكون نتائجها عليه سلبية وبشكل كبير، ثم هذه الخطوة هي تكشف عما كنا نتحدث عنه منذ البداية عن حقيقة أطماع المعتدي، المعتدي لديه أطماع حقيقة في بلدنا، وهو يريد فعلاً السيطرة على بعض المناطق والاستفادة المباشرة منها، مهما حاول أن يقدم من عناوين هذا هو شأن كل المحتلين في كل الدنيا ما من محتل ولا مستعمر استهدف بلد إلا وحاول أن يقدم عناوين مظللة ومخادعة، وليقرأ كل التاريخ أو ليستقرئ حتى الأحداث المعاصرة، ولكن نحن نقول لشعبنا اليمني العزيز هناك فعلاً اطماع في أرضك، أطماع حقيقة في بلدك؛ لأن له موقع جغرافي مميز ويمثل بلد مهماً بكل ما تعنيه الكلمة، كما أن الشعب نفسه مستهدف لمثل ما هو مستهدف في أرضه في مقدراته في إمكاناته هو مستدف في وجوده، هو مستهدف في حياته، دل على ذلك تلك الأعداد الكبيرة والهائلة من الجرائم التي يرتكبها المعتدي بحق هذا الشعب، وإلا فما الذي يريده من تلك الجرائم، جرائم القتل والإبادة التي من أواخرها جريمة بشعة جداً جداً محاولة قتل أكبر قدر ممكن من المواطنين من أبناء الشعب اليمني من الجيش في معسكراته من السكان في منازلهم في مدنهم في القرى في الأرياف في كل مكان هذا يدلل على أن هذا المعتدي أيضاً بشع وسيء، سيء في أهدافه سيء في نواياه وسيء فيما يفعل وفي ممارساته وإذا أراد البعض ممن لا يزالون صماً بكماً عمياً، إذا أرادوا أن يتفهموا حقيقة ما يجري فإن التطورات الأخيرة التي حدثت في عدن بقدر ما يقدمها المعتدي على أنها مكسب له انتظروا من شركاؤه في المسألة من الذي يعتبروا أنفسهم كاسبين مما حدث الأمريكي يرقص على وقع جرائمه التي هي بالقنابل الأمريكية والطائرات الأمريكية والصواريخ الأمريكية، الاسرائيلي بالتأكيد يعتبر نفسه كاسباً ومستفيداً وشريكاً في المصلحة كما أكد ذلك وعبر عن ذلك هناك في الميدان من حضر إلى عدن مع السعودي ومع الإماراتي من شركائهم في الميدان مع أولئك المرتزقة الذين جلبوهم من شتى أقطار العالم ليحتلوا جزءًا من الأرض اليمنية مع أولئك الذين من السنغال ومن دول كثيرة من هناك وهناك من مرتزقة العالم ممن اشتروهم بالفلوس، هناك داعش وهناك القاعدة، إخوتنا في الجنوب يعرفون هذه الحقيقة، الإخوة في الحراك الجنوبي يعرفون هذه الحقيقة، أهالي عدن يشاهدون ذلك، يشاهدون انتشار داعش في عدن، وانتشار القاعدة في عدن براياتها، بشخصيات قيادية فيها، هذه حقيقة مهمة، هذه تفضح كل المسرحيات التي تجري في المنطقة وصولاً إلى ما يجري في سوريا، إلى ما يحدث في العراق إلى بعض المسرحيات التي تفتعلها وزارة الداخلية في النظام السعودي وهم يعلنون أحياناً عن اعتقال خلايا لداعش وما إلى ذلك لكنكم انتم وداعش موجودون في هذه العملية التي قمتم بها في بعض عدن، أنتم موجودون سوية، موجودون في معركة واحدة في خندق واحد في جرائم واحدة ترتكبونها بحق الناس هناك منها إعدامات جماعية قمتم بتنفيذها بتلك الطريقة البشعة فإذاً هذه الأطراف المستفيدة التي هي تمثل شراً ومشاكل كبيرة في المنطقة والعالم، هذه هي الصورة الحقيقية المعبرة عنكم، وعن أهدافكم وعن ممارساتكم وعن سياساتكم، ما تأتون به وما فعلتموه من السابق، وفي الحاضر والآن هو عين ما يحدث الآن في عدن دمار قتل إعدامات جماعية بدون أي مبرر قتل بشكل بشع اعتداءات مستمرة بمعنى أن مشروعكم في اليمن هو مشروع تمديري، احتلال، تدمير، استهداف لمحو الهوية اليمنية هكذا ليعي شعبنا حقيقة معركته، ومستوى الصراع مع أولئك وما الذي يريدونه وبالرغم من أن هذه الخطوة لم تحسم الصراع مهما طبلوا لها إعلامياً حدث جزئي بكل ما تعنيه الكلمة عارض، حدث جزئي عارض والشعوب هي المنتصر وانتصرت الشعوب في ظروف أصعب بكثير، بكثير مما هو الواقع في البلد شعوب قد تمكن الغزاة لها من الدخول فيها بشكل كامل أو بشكل كبير والسيطرة بشكل كبير، ورموا بثقلهم بشكل كبير، وفي النهاية انهزموا، وطردوا، هذه هي نهاية المحتلين والغزاة في كل الشعوب وعلى كل الشعوب المتحررة التي لها قيم ، لها أخلاق، وهذا هو حال الشعب اليمني، هو شعب له أخلاق، وله قيم وتجري في عروق أبنائه دماء الحرية، وواقعه واقع عظيم، واقع ثبات، واقع متماسك، عناصر القوة كبيرة جداً وعلى كل المستويات موقفه لا يزال موقفاً وسيظل وسيستمر باعتماده على الله تعالى وبهذه الهمة والوعي والثقافة والأخلاق سيستمر وسيبقى الموقف الثابت المتماسك الصامد القوي المعتز الواثق بربه والواثق بنفسه والواثق بعدالة قضيته وبالتالي ليس هناك ما يقلق في مستوى ما يقلق أحداث عارضة تعوض إن شاء الله بما هو أكبر وبما هو أهم وهي في نفس الوقت عملية تنبيه؛ لأنه كما قلت حالة الاطمئنان السائدة في البلد جعلت هناك قدراً من الفتور في المرحلة الأخيرة هي ناتجة عن حالة اطمئنان كبير في الوقت الذي كان العدو نتيجة إخفاقاته الكبيرة يعيش أزمة فشل وحريص على أن يحقق أي انجاز مهما كان لأنه يدرك مدى إخفاقه وفشله الكبير؛ ولهذا طبلوا كثيراً، وكأنهم قد ملكوا الدنيا كلها بهذه الخطوة الجزئية لأنهم مأزومين، فشلين مخفقين كانوا يبحثون عن أي إنجاز في الوقت الذي كانت حالة الاطمئنان السائدة قد أثرت على مستوى الاهتمام في الميدان، هذه الحادثة هي تعتبر عملية تنبيه للناس ليتحركوا بالشكل المطلوب، ليدكوا مسئوليتهم ليدركوا لؤم المعتدي، أنه معتدي أحمق وغبي وفي نفس الوقت لجوج ومعاند وهو يحسب في كل اعتداءاته هذه حسابات متعددة يمكن أن نناقشها، وهنا بإمكاننا أن نذكر بحقائق طالما نذكر بها في كل الخطابات والكلمات ولكنها حقائق مهمة ومهم التذكير بها بشكل مستمر خاصة مع الضخ الإعلامي الهائل والإمكانات الإعلامية والتظليل النشط للعدو، ما الذي يريده المعتدي السعودي ومعه من معه في هذا العدوان أمريكا، اسرائيل وغيرهما ممن يدور في فلكهما ما الذي يريده؟ هذا التكالب هذا العدوان هذا الإجرام بحق هذا الشعب المليارات التي تنفق وتمثل حتى خسائر كبيرة للمعتدي، ما الذي يريده بالضبط من بلدنا، هل الحفاظ على أمنه القومي؟، هل ليضمن أن بجواره بلداً يعيش معه التعامل على قاعدة حُسن الجوار؟، وأنه لا يستهدف من خلال هذا البلد؟، لا.. ليست هذه القضية التي يحارب النظام السعودي ومن معه من أمريكيين واسرائيلين وغيرهم ويستهدفون البلد من أجلها، ليست هي هذه، ولا بالطريقة هذه كان سيحصل على ذلك، المسألة الحقيقة التي يريدها معلومة للجميع، هو يسعى إلى اذلال اليمنيين والسيطرة عليهم بما يضمن تدمير هذا البلد وتمزيق هذا البلد، وإيصال هذا البلد إلى الانهيار، وهذا ما تشهد به ممارساته وسياساته وتوجهاته ومواقفه قوله والعمل؛ ولذلك عندما يحاول في تظليله الإعلامي أن يقول من أجل شرعية عادي وما هادي، هذه مهزلة وهذا كلام سخيف، لا ينفق، بالقطع والجزم فانه لا هادي، ولا حكومته المستقيلة معه، ولا كل المرتزقة سواءً من البلد أو من خارج البلد يساوون عند الأمير السعودي عند الأمير نفسه غير الملك، عند الأمير نفسه، كل أولئك لا يساوون عنده قيمة حذائه، وهو يعتبرهم مجرد بضاعة مشتراه، اشتراها بفلوس، هذه هي حقيقتهم لديه، هو يحتقرهم ليس لهم عندما أي وزن يعتبرهم بضاعة اشتراها بفلوس وأداة يشغلها لتحقيق أهداف أخرى وإلا فليس لسواد عيونهم يدمر البلد، ويفعل كل هذه الجرائم وينفق كل تلك المليارات التي سيكون لها آثار سيئة حتى على اقتصاده هو، ليس من أجل سواد عيونهم، من المعلوم وهم يعرفون كيف يتعامل معهم في الخفاء، كيف يتعاطى معهم في الخفاء وفي السر، وفي الجلسات المغلقة، ولكن المسألة مسألة أخرى لأنهم حتى هم يعرفون المسألة جيداً مسألة هادي عبدربه كانت مدة ولايته انتهت المدة المزمنة المنصوص عليها في مبادرتهم الخليجية، واستقال أيضاً، واستقالة معه حكومته، بعد ذلك أتوا بمشروع جديد، وحاولوا أن يعيدوهم إلى الواجهة من جديد، وأن يشتغلوا بهم من جديد لأهداف أخرى، طريقة التعاطي مع هذا الشعب كانت في الماضي ولا تزال قائمة على أساس الكبر والحقد والاحتقار والتعالي والغطرسة وبلؤم، ليس في أي مرحلة من المراحل ليس هناك أي تعاط قائم على احترام وعلى ندية من النظام السعودي تجاه اليمن في أي مرحلة من المراحل من لديه معطيات وحقائق فليبرزها في كل المراحل الماضية، ونحن ذكرنا بهذا كثيراً في المراحل التي كان النفوذ للنظام السعودي في البلد في السياسة وفي الحكومة وفي الشأن العام نفوذاً كاملاً وقوياً ما الذي كان يسعى لتحقيقه من خلال ذلك النفوذ، تلك السيطرة، ذلك التحكم، ما الذي كان يسعى لتحقيقه في البلد، وما الذي كان يقدمه لهذا البلد؟ المسار الذي اتجهت فيه الأوضاع لهذا البلد يشهد لذلك، في ظل حكومات كان معظم وزرائها ومسئوليها، والرؤساء كذلك يتعاطون بطاعة مطلقة مع النظام السعودي كمأمورين يلبون أي أوامر، يستجيبون له في أي شيء يريده، نشر القاعدة في البلد، ضرب أمن واستقرار هذا البلد، دمر بنيته الاقتصادية، عمل في نهاية المطاف إلى تمزيقه وصولاً إلى أن الشعب اليمني لم يعد يطق أن يتحمل، وأن يتهاون تجاه تلك الأضرار البالغة السوء في حياته، ومعيشته، وأمنه، واستقراره، وكل أوضاعه فكان أن ثار ثورة شعبية مشهودة عرف بها العالم أجمع وثورة نقية صافية لها مطالب مشروعة ومحقة، وأرست اتفاق السلم والشراكة الذي لم يسعَ ولم يهدف إلى الإطاحة بأي قوة من القوى السياسية، وبأي مكون من المكونات السياسية والاجتماعية في هذا البلد، بل أرسى مبدأ الشراكة، ومبدأ العدالة، وسعى إلى حل مشاكل البلد، فكان أن انقلب أولئك النظام السعودي من خلال زمرته، ونفوذه، وتأثيره مع أربابه وأسياده من الأمريكيين والاسرائيلين إلى إيجاد الكثير من العوائق أمام نجاح هذا الاتفاق، وصناعة المزيد من الأزمات والمشاكل، وجاءت استقالة عبدربه والحكومة وتلك المواقف والأحداث التي قد مرت في هذا السياق، وبالتالي هذا المشروع الذي هو مشروع تدمير واحتلال، ومشروع إذلال لهذا البلد، هذا المسعى لإذلال اليمنيين، هذا الإصرار على تركيع هذا الشعب، هو مشروع غير قابل للنجاح، ولا يمكن أبداً القبول به، يعني طالما والنظام السعودي كل ما يسعى له هو هذا، فهذا أمراً غير ممكن، غير قابل للتطبيق، غير ممكن القبول به، مسألة معلومة بأنها معلومة سيئة، أيضاً هو ما الذي يفعله يسفك الدم اليمني كل يوم، يقتلون الأطفال، يقتلون النساء، يدمرون البنية الاقتصادية، يحاربون الشعب يحاصرونه، يدمرون البلد، ومعهم أيضاً مساعً أخرى في سياق مسعاهم لتعزيز نفوذهم الإقليمي وعرض عضلاتهم بعد إخفاقات كبيرة في المنطقة، والأمريكي لعب لعبته في هذا السياق، جعلهم يتفانون دائماً في سياق أن ينفذوا له أي أجندة في المنطقة مقابل أن يبقى له أهمية عندهم، هذا ما يريده النظام السعودي، لا هو أراد ما يسميه بالشرعية، أي شرعية هذه شرعية تدمير بلد، هو لا يمتلك أصلاً حق في أن يتدخل حتى تحت هذا العنوان، حتى تحت هذا العنوان هو لا يمتلك الحق في ذلك، ولكن هو غير معنياً بنا نحن كيمنيين، وما يريده في هذا البلد من إذلال وتدمير وسفك للدماء وتركيع وتمزيق والسيطرة على مناطق واحتلال لمناطق، هو مشروع في النهاية سيخفق صحيح له أضرار كبيرة، له آثار سلبية، والجرائم فضيعة جداً، ولكن شعبنا اليمني في نهاية المطاف هو مظلوم ومعتدى عليه، ومواقفه ضرورية، مهما كان هناك من نشاط إعلامي تظليلي وادعاءات وافتراءات وتقولات، فإن الجرائم الفظيعة البشعة التي فعلاً لا نظير لها في المنطقة هي فوق كل تلك الادعاءات، تكشف زيف كل تلك الادعاءات، وأن ما يريده المعتدي هو شيء آخر، وهي في نفس الوقت تحتم على الجميع مسئولية كبيرة في التصدي للمعتدي؛ لأنه هو هذا، وهذا ما يفعله مجرم بكل ما تعنيه الكلمة، وجرائم بشعة وفظيعة، وفي نفس الوقت تقدم نذيراً مهماً لأنه لو تمكن والعياذ بالله هذا المعتدي ما الذي سيفعله ذبح، قتل، تدمير، تمزيق، سيطرة على الأرض إلى غير ذلك، فالمسألة مسألة لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال، وواقع شعبنا اليمني واقع معروف، شعب مظلوم معتدى عليه من طرف لا يمتلك الحق أبداً فيما يفعله حتى العناوين التي يرفعها لا يمتلك الحق في شأننا اليمني، وإلا ماذا لو أتينا نحن قلنا نريد أن نغير أو نفعل أو نقرر شيء في شئونكم في المملكة، ماذا كنتم ستقولون أنتم تفعلون نفس الشيء في بلدنا، يعني أنتم متدخلون فيما لا يعنيكم ولا شأن بكم به، ولا حق لكم فيه، فشعبنا اليمني الذي هو مظلوم ومظلوميته كبيرة والعدوان عليه كبير، وهو مستهدف في حياته وأرضه وكرامته لأنهم يريدون أن يذلوه واستقلاله ويقتل أطفاله ويقتل نساؤه بالتأكيد مظلوميته كبيرة وهو الذي يمتلك الحق في أن يتحرك في كل الاتجاهات للتصدي لهذا العدوان الذي هو من أطراف لا حق لها مطلقاً في ذلك، وكما قلنا سابقاً الشيء المهم في ظل وضع كهذا ومظلومية كبيرة وعدوان وقح من أطراف وقحة، معتدية، مجرمة بشعة في إجرامها وطغيانها، المهم هو الرهان على الله سبحانه وتعالى والتحرك الفعلي في كل الاتجاهات، وهذا هو ما يمكن أن يضمنه شعبنا اليمني، ويضمن من خلاله الوصول إلى النتائج العظيمة، والمهمة إلى الحرية، إلى الاستقلال، إلى النصر، إلى إبطال كيد المعتدين بفضل الله سبحانه وتعالى ومعونته، شعبنا حينما يتحرك ويواجه أولئك الذين اعتدوا عليه، أولئك الذي يقتلون أطفاله ونسائه ويدمرون بنيته ومنشآته ومرافق حياته كلها، حينما يتحرك هو يواجه معتدين أرادوا السيطرة عليه، والتحكم بشئونه والتدخل في أمره، وأن يكونوا هم من يأمر ويقرر، وإن قالوا أن هناك من يسمونه رئيساً أو حكومة هذا هو كل ما يعمله المحتلون تقريباً في أي بلد استقرئوا كل حالات الاحتلال يعملون حكومة يعملون جيشاً يسمون رئيساً، ولكن عادة ما يكون الرئيس مرؤوس والحكومة محكومة، تتلقى الأوامر والتوجيهات، وتخضع بالكامل لأوامر وتوجيهات المحتل والمعتدي، كان في لبنان جيش انطوان لحد، وكان هناك في مرحلة من المراحل حكومات موالية لاسرائيل، كان في فيتنام في شطر من فيتنام حكومة جيش، طرف كامل يتحرك على أساس أنه مستظل بالمظلة الأمريكية في بلدان كثيرة، في العراق فعلوا ذلك، أول ما دخلوا العراق بالتالي المسألة عندما يتحرك شعبنا اليمني ويتحرك في موقف أصيل وثابت وضرورة ومحق وعادل يستحق التضحية من أجل أن نكون أحراراً يمكن أن نضحي بأي شيء، حتى بأنفسنا في سبيل أن لا نستعبد، وأن لا نخضع، ولا نركع إلا لله عز وجل، في سبيل أن يكون بلدنا مستقلاً، وأن يأتي اليوم الذي يكون فيه لهذا البلد حكومة حرة ورئيس حر ويحظى هذا البلد بالاحترام بين البلدان، وينظر إليه كبلد مستقل وحر يمكن أن ندفع أي ثمن مهما كان هل يمكن أن نرضى بالاستعباد؟ لا يمكن إلا لله سبحانه وتعالى فنحن له عبيد داخرين وأذلاء ومستسلمين لعظمته وخاضعين له ومتوكلين عليه وفي هذا العز وكل العز، لكن وأن يستعبد الإنسان لمن؟، هل لمن هم حريصين عليه؟ هل تشهد المرحلة السابقة كما قلت كثيراً وكثيراً مرحلة النفوذ المطلق، والسيطرة الكبيرة للنظام السعودي على البلد، هل كان فيها ما يشهد وهل كان مسارها وتطوراتها وما كان سائداً فيها يشهد على أن أولئك أناس يحترمون الشعب اليمني أو يفكرون في مصلحته أو يعطفون عليه أم أنهم كانوا يسعون إلى فرض سياسات تدمر هذا البلد بالكامل أمنه واستقراره واقتصاده ونسيجه الاجتماعي وهويته الثقافية وكل شيء فيه كل مواطن يمني كان يعيش في حياته في واقعه يعيش الحقيقة، يدرك أن كل يوم يمر هو أسوأ من اليوم الذي مضى، كان البلد يشهد دائماً من يوم إلى آخر تضعضعاً في كل شيء، واختلالاً في كل شيء، وتدهوراً في كل شيء، كل يوم كان يمر في تلك المرحلة التي كانت سياساتكم فيها، وتوجهاتكم فيها وأوامركم فيها هي المفروضة في هذا البلد، كل يوم يمر اقتصاده يتدهور أكثر فاكثر، أمنه واستقراره يتدهور أكثر فأكثر، الحالة العامة في البلد النسيج الاجتماعي يتفكك يوماً بعد يوم بما تثيرونه من فتن، القاعدة كانت تنتشر أكثر فاكثر، بتصديركم أنتم لها إلى هذا البلد وتمويلكم لنشاطها في هذا البلد، إذاً فمشكلتكم أنكم لم تكونوا لا حريصين على الناس، ومن أجل سواد عيونهم تعملون كل ما تعملون ومضحك، والله إنه لمضحك ومحزن في نفس الوقت أنكم وأنتم ترتكبون أبشع وأفظع وأسوأ الجرائم الجماعية التي تقتلون فيها الآلاف من الأطفال والنساء وتدمرون كل شيء في هذا البلد تتوجهون بالكلام إلى الشعب اليمني، أيها اليمنيون إنما هذا من أجلكم، يعني أنتم تقتلون اليمنيين من أجلهم؟..!!، تدمرون كل مرافق حياتهم من أجلهم؟..!!، تقتلون الآلاف من النساء والأطفال من أجلهم؟..!!، تحاصرونهم وتسعون إلى منع كل احتياجاتهم الإنسانية من أجلهم؟..!!، تدمرون منازلهم من أجلهم؟..!!، هذه سخافة، كلام سخيف بقدر ما أنتم عليه من انعدام الأخلاق والإنسانية والضمير أنتم هكذا فيما تقولون وفيما تفعلون غلط الغلط وباطل الباطل، وبالتالي لا لسواد عيون اليمنيين ولا لسواد عيون أي طرف، حتى مرتزقتكم والله إنكم لتعترفون حتى في الخفاء، وفي التعاطي مع كثير من الناس أنكم مستعدون أن تضحوا بهم، أن تتجاوزوهم لكن في سبيل تحقيق أهداف لكم أنتم، وليس لهم هم، لا لسواد عيون اليمنيين تفعلون ما تفعلون ولا لضمان أمنكم فقط، لأنها كانت مسألة لا تحتاج إلى ما تفعلونه ضمان أمنكم أن يكون هناك حسن جوار وأمن ينبغي أن يكون من الطرفين يعني بمثل ما لو افترضنا أن همكم أن تأمنوا من هذا الطرف من اليمن، لليمنيين الحق كل الحق أن يكونوا آمنين من جانبكم؛ لأنكم اثبتم بما تفعلون، وليس بالحديث عن نوايا وخفايا، بما تفعلون بعدوانكم هذا الإجرامي وبسياساتكم الظالمة أنكم أنتم من تشكلون خطراً على اليمن، وأنه كان يحق لليمن أن يقول لكم دائماً أنتم تشكلون خطراً على أمننا القومي نحن نريد الضمانات لأمننا، نحن نريد أن نأمن منكم، أنتم الخطر علينا قبل أن نكون الخطر عليكم، متى كان اليمن خطراً عليكم ومتى كان الشعب اليمني خطر على أي بلد من البلدان العربية وهو الشعب الذي أخلاقه أصيلة وأثبت أنه دائماً كان المظلوم وليس الظالم، والمعتدى عليه وليس المعتدي، والمتآمر عليه وليس المتآمر، شعب يعاني بكل ما تعنيه الكلمة، وشعب أخلاقه أصيلة، وصبره كبير، وكنتم أنتم دائماً لا لضمان أمن ولا لمصلحة اليمنيين، فعلتم ما فعلتم أكبر من ذلك أردتم من ذلك، أردتم ما هو أسوأ وأفظع، وإلا كانت مسألة متاحة ما تحتاج إلى كل هذه الجرائم والطغيان، فشعبنا اليمني الذي يعيش معركة الشرف والإيمان والاستقلال والحرية هو في موقع الرضا بالله في موقف الحق والعدل، والآخر خارجي معتدي وعميل باع نفسه كأداةٍ رخيصة ما يعزز موقفنا لمواجهة هذا التعدي وهذا الاجرام ونحن نخوض معركة الشرف والحرية والاستقلال كشعب يمني، هي أولاً الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والالتجاء إليه، ثانياً التحرك الجاد مهما كان هناك من اطمئنان وصبر وثبات ليرفق بمواقف عملية في كل الاتجاهات وفي كل المجالات، ونحن نثمن ما يقول به علماء البلد من نشاط كبير، ما يقوم به كل الشرفاء و الأحرار في كل المجالات، الشرفاء والأحرار من الإعلاميين، الشرفاء والأحرار من الوجهات والمشائخ والقبائل من كل فئات ومكونات هذا البلد، كل الشرفاء والأحرار نحن نثمن ما يقومون به، لكن المزيد من الجهد، المزيد من العمل المزيد من الاهتمام، كذلك الرفد المستمر لجبهات القتال في الداخل في مواجهة المعتدي وأدواته ومرتزقته الآتون والمشكلون من كل شكل، إضافةً إلى رفد الخيارات الاستراتيجية التي باتت ملحة، كلما زاد صلف المعتدي كلما كانت ملحة أكثر، وأنا أقول للمعتدي مهما فعلت، وإذا حققت اختراقاً هناك أو هناك هذا لم يحسم لك المعركة نهائياً، أولاً أنت أمام شعب مجرب للحروب والأحداث والمتغيرات، وإذا أردت أن تقرأ تاريخه فاقرأ تاريخه، هذا البلد، هذا الشعب سبق له في تاريخه أن هزم امبراطوريتين كل منهما كان لها ثقلها على مستوى العالم كله؛ في الشمال امبراطورية وفي الجنوب امبراطورية، وهو اليوم بإيمانه ووعيه وفيه الكثير الكثير الكثير، من الشرفاء والأحرار والثابتين والمؤمنين والصادقين والصالحين والواعين والمستبصرين، هو اليوم لا يقل عما كان عليه أسلافه وآباؤه وأجداده، أولئك الذين تصدوا للعدوان في كل قمة جبل وفي كل مدينة وفي كل واد وفي كل قرية وفي كل ساحل، هو ذلك الشعب اليمني الذي بقد رما تزدادون إجراماً يزداد اندفاعاً وإحساساً بالمسئولية، ويدرك كم هو بحاجة إلى أن يواجه هذا التصلف، أو هذا الصلف وهذا العدوان وهذا الإجرام، وفي نفس الوقت الرفد للخيارات الاستراتيجية إلى مواقع التدريب، وإلى جبهات القتال في الثغور، أنا أوجه ندائي إلى كل الأحرار والشرفاء في هذا البلد أن يتحركوا في هذين الاتجاهين؛ تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الاستراتيجية والتحرك الجاد والاطمئنان، نحن جاهزون أن نخوض هذه المعركة التي هي معركة نحن فيها في مقام الرضا لله وفي مقام العزة وفي مقام القتال عن أنفسنا ووطنا وبلدنا وأرضنا وعرضنا وشعبنا، بأصالة، نحن لا نخوض هذه المعركة بالوكالة عن أحد، هذه المعركة التي تجري في اليمن هي معركة اليمنيين، الذين استهدفوا إلى اليمن، في اليمن، في قرى اليمن، في مدن اليمن، في مناطق اليمن، ومحاولة التظليل الإعلامي والتزييف الإعلامي للحقائق فاشلة وخاسرة وبائرة، وهنا كذلك ننصح الكثير ممن يبيعون أنفسهم أن لا يرخصوا أنفسهم أبداً؛ لأنهم هم الخاسرون وطالما كان العملاء والمرتزقة الذين خانوا أوطانهم وباعوا شعوبهم في النتيجة وفي النهاية كانوا هم الخاسرين، وأنا أؤكد لشعبنا اليمني العزيز أن لصموده قيمة وأي قيمة ثبتت هذه القيمة طول الفترة الماضية فلا يسمع أحد للمرجفين ولا للمثبطين ولا للجبناء، عادة تجاه أحداث كهذه، البعض من الجبناء يتضعضعون يهتزون يجبنون، لكن في مقام الآخرين النوعية التي قال عنها القران الكريم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}]آل عمران: 173[،

لأن من يثق بالله ومن يعي قضيته ومن يعيش الحرية في دمه، ووجدانه، وشعوره، وكيانه، هو لا يقبل أبداً أياً كانت الأحداث، وأياً كانت الظروف، ومهما كان مستوى التحديات، لا يمكن أن تركعه، ولا أن تخضعه تلك الأحداث أبداً وهو يعي أن عاقبة موقفه النصر، وأن في صموده، وثباته، قيمة، وجدوائية، وعاقبة حتمية بإذن الله تعالى، وأقول للمعتدين طالما وأنتم تنطلقون في تعاطيكم، وفي عدوانكم مع هذا البلد من منطلقاتكم تلك العدوانية والإجرامية بغية إذلال اليمنيين، تركيع اليمنيين، احتلال أرضهم، تجزئة وبعثرة بلدهم.. الخ، فأنتم فاشلون مهما فعلتم، هذا مشروع سيفشل، وأي عوارض وقتية ستزول، ولن تكونوا أبداً مهما كانت أموالكم، ومهما كان لكم من المرتزقة من أي بلدان العالم، لن تستطيعوا أبداً أن تصمدوا أكثر من صمود هذا الشعب الذي له قضية حقيقية، وقضية أصيلة، وقضية لا يمكن المساومة عليها، هل يمكن أن يساوم الشعب اليمني على استقلاله؟ على كرامته؟ أن يقبل باحتلال أرضه، أن يسكت ويتغاضى عن تجزئة وطنه؟ هذا أمر لا يمكن أن ينجح أبداً، والعوارض الوقتية ستزول حتماً وحتماً، ومستوى تفاعلنا كيمنيين، وقناعتنا بضرورة أن نعيش الحرية التي أرادها الله لنا، والحرية التي من ثقافتنا، من تكويننا، من وجداننا، من طبيعتنا هي مسألة أساسية لا يمكن التفريط بها أبداً، ولن نركع لأحد، ولكن أنتم تورطون أنفسكم كلما دخلتم في خطوات تصعيدية، كلما تورطتم كلما استمر عدوانكم، أنتم تتورطون أكثر، تغرقون أكثر في هذا المستنقع، تستنزفون أكثر، وشعبنا وإن تضرر لكنه يعيش معركة الحرية والعزة وهو المنتصر في الأخير والله تعالى هو خصيمكم والشعب اليمني تأبى له أخلاقه وحريته وعزته وكرامته وتاريخه وحضارته أن يقبل بالإذلال والإهانة، وإذا أردتم اليمن جاراً صالحاً وافترضنا أن هدفكم فقط كان هو ضمان أمنكم، كانت مسألة متاحة بغير هذا الأسلوب الإجرامي والعدواني، من أراد الصلاح مع جاره لا يظلم جاره ويستهدفه بهذا الشكل، وتأكدوا أن العواقب والغايات هي المعتبرة، العوارض الجزئية ليست هي المعتبرة، عادة تحصل في كل الظروف وفي كل الحروب أن يحدث أحياناً اختلال هنا أو اختلال هناك، في حركة النبي صلوات الله عليه وعلى آله وهو يقاتل في سبيل رسالة الله تعالى في مواجهة الكافرين والمشركين بكل طغيانهم وهمجيتهم وإجرامهم كانوا هناك أُحد، وكان هناك بدر، كان هناك خيبر، كانت هناك في نهاية المطاف العاقبة للمتقين، والنصر كان للإسلام، والحق والعدل، وحدثت أُحد بالرغم من عظمة وقداسة مسيرة الإسلام، وحركة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، يعني أن يحدث إخفاق، أو يحدث لكم منزلق وليس تقدماً، أو مكسباً حقيقياً لكن منزلق بما تعنيه الكلمة لا يعني هذا أبداً أنكم ربحتم المعركة، وأن المسألة انتهت.. لا .. موقف شعبنا اليمني موقف أصيل يستطيع أن يخوض معركة النفس الطويل، ويستطيع أن يتحرك في اتجاه تنفيذ خياراته الاستراتيجية مهما كان هناك من تطورات على الأرض ولربما أنتم تعرفون حقائق وإن أخفيتموها عن إعلامكم، من يحدد العواقب في نهاية المطاف هو الله، لا أمريكا ولا اسرائيل ولا مالكم ولا نفطكم ولا جبروتكم ولا تكبركم ولا مرتزقتكم، من يرسم العواقب ويحدد النهايات هو الله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}]الحج: 41[،{أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} ]الزخرف:53[، وهو قد قال وحكم: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}]الأعراف: 128[،{إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}]هود:49[،{وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}]طه: 132[، { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}]النحل:128[، وبالتأكيد شعبنا اليمني وإن قدم التضحيات، وإن تكبد خسائر في ما يقدمه، لكنه لقضية عادلة، ليكون حراً، وليمنع عن نفسه الضيم والهوان والإذلال والقهر، وإن قدم ما قدم في نهاية المطاف قضية محقة، وعادلة، تستحق كل ذلك، وأقول لشعبنا اليمني العزيز بقدر ما رأيناك في الساحات والوقفات متفاعلاً وعزيزاً وشامخاً ونحن ننظر في وجوه الناس فنرى فيها عزة الإيمان وقوة وشهامة وشجاعة اليمني المعروفة عنه، بقدر ما نأمل أن تستمر هذه الحالة، وأن تكون مثل تلك التطورات حافزاً ودافعاً للتحرك بجدية أكبر، هذا الذي ينبغي أن يكون لمعالجة بعض العوائق، وبعض الإشكالات، أو بعض الخلل في الواقع العملي الذي قد تؤثر هنا، أو هناك، وليطمئن ليستفيد الكل من التاريخ ومن الحقائق الثابتة وليطمئنوا ويتوكلوا على الله .

ونؤكد في ختام الكلمة على بعض النقاط: .

أولاً: نؤكد أن الحلول السياسية بالشأن السياسي في البلد متاحة وممكنة، والذي أعاقها في البدء كان هو العدوان وإلا كانت القوى السياسية على وشك إنجاز اتفاق برعاية الأمم المتحدة في صنعاء، فأتى العدوان وأفشل ذلك، اليوم وقبل اليوم كانت ولا تزال الحلول السياسية متاحة وممكنة، ونحن في هذا السياق نرحب بكل جهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الأطراف العربية المحايدة أو الأطراف الدولية.

ثانياً: أتوجه إلى الإخوة في الجنوب لأن هناك محاولة لخداع الإخوة في الجنوب سواءً في الحراك أو في غيره، النظام السعودي يلعب لعبته مع كل المرتزقة وخارج إطار المرتزقة، ويستهدف حتى الكثير من الشرفاء بأسلوب الخداع والتظليل، يأتي ليقول الإخوة في بعض الحراك ليقول لهم أنا أدعمكم لتنفصلوا، حاربوا وأنا سأدعمكم من أجل تحقيق الانفصال، يأتي ليقول للبعض مثلاً في حزب الإصلاح أو في غيره أنا سأدعمكم للحفاظ على الوحدة، ويأتي لكل بعنوان بمعنى يغني لكل بأغنيته، هذا هو أسلوب من أساليب الخداع، من أساليب التظليل، لا تكونوا منخدعين والله لم يرد النظام السعودي لا الجنوبيين ولا الشماليين ولا أي مكون من المكونات السياسية، وما نظر إلى أي طرف في هذا البلد يريد أن يحركه، أو يستغله إلا كأداة رخيصة يعتبره سلعة يشتريها إما بفلوس أو مضافاً إلى ذلك البعض من الوعود.

في هذا السياق أيضاً نحذر النظام السعودي وننصحه أن لا يعمل عوائق على حج اليمنيين، أن لا يعمل على تعقيد مسألة الحج على أبناء اليمن هذا أولاً لا يجوز له شرعاً بأي حال من الأحوال ولا يحق له ذلك نهائياً أن يتعاطى بناءً على الأحداث، بناءً على الصراع، بناءً على الحرب، فيأتي ليحاول أن يعقد الحج على اليمنيين إلى بيت الله الحرام الذي قال الله عنه: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي}]الحج: 25[، ثانياً لو فعل ذلك سيكون لذلك آثار سيئة عليه من الله أولاً ومن الشعب اليمني ثانياً. وأتوجه إلى المكونات السياسية أن كفى تأخراً عن سد الفراغ السياسي الذي يفيد المعتدي إلى حد كبير، ونتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفق شعبنا اليمني، وأن ينصره ويؤيده ويعينه ويثبته ويوفقه وأن يرحم الشهداء وأن يشفي الجرحى وأن يعين أبناء الجيش واللجان الشعبية وكل الأحرار في الميدان ويثبتهم وينصرهم ويؤيدهم والعاقبة للمتقين.


والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...