الكاتب البريطاني هيرست: حرب غزة تقوض نفوذ أمريكا في العالم


https://www.saba.ye/ar/news3279831.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
الكاتب البريطاني هيرست: حرب غزة تقوض نفوذ أمريكا في العالم
[11/ نوفمبر/2023]
لندن- سبأ:
اعتبر رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن حرب غزة تقوض نفوذ أمريكا في العالم.. مستشهدا بأن دبلوماسيين وقادة مخابرات أمريكيين يتلقون بانتظام إفادات تؤكد أن الدعم الأمريكي للإبادة الجماعية في غزة يدمر صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي.

وقال هيرست في مقال له، اليوم السبت: إنه بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن "إسرائيل" قطار خارج عن السيطرة دمر فعليا التواري العسكري الإستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، واتفاقات أبراهام وكثيرا من سلطة واشنطن في العالم الإسلامي ودول الجنوب.

وأضاف: إن أمريكا في هذه الحرب لا تقود حتى من الخلف -نكتة باراك أوباما حول الإطاحة بالرئيس الراحل الليبي معمر القذافي– بل يتم جرها إلى الخلف.

وأشار هيرست إلى أن الدبلوماسيين وقادة الاستخبارات الأمريكيين يواجهون لقاءات مؤلمة مع نظرائهم العرب والأتراك في جولاتهم الإقليمية، ويتم إخبارهم في وجوههم -خلال اجتماعات تستمر لساعات- بأن "إسرائيل" تقوم بإبادة جماعية انتقاما، وأن الولايات المتحدة تدعم ذلك، وأن دعمها لهذه الحرب يقوض صورتها في العالم الإسلامي.

وأكد هيرست أن الأمريكيين فهموا أخيرا أن سياستهم في الشرق الأوسط -التي أعلنت أن "أمريكا عادت"- في ورطة عميقة.

وأورد الكاتب أن أقوى ردود الفعل على القصف الصهيوني لغزة، رغم ضعفها وهشاشتها، جاءت من مصر والأردن، الدولتين اللتين اعترفتا بـ"إسرائيل" أولا، إذ إن "كلتيهما في الواقع تتعرض للخطر الشديد بسبب اعتمادهما على المساعدات والمال من الغرب"، فقد أوضحت مصر أن التطهير العرقي في غزة غير مقبول، وأنها لن تسلم حبة من رمل سيناء لإعادة توطين سكان غزة.

أما موقف الأردن، فقد جاء على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي الذي قال: إن أي طرد للفلسطينيين من غزة سيكون بمنزلة "إعلان حرب" على الأردن.

كما أشار هيرست إلى سحب بوليفيا سفيرها من "إسرائيل" وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع "تل أبيب"، وإلى موقف الصين المعارض لقصف غزة، وكذلك مواقف كل من قطر وتركيا وماليزيا وغيرها.

وقال هيرست: إن الأهم من ذلك كله هو أن حرب غزة سوف تنتج تحولا كبيرا في المجتمع الدولي، مع تنازل أمريكا مرة أخرى عن نفوذها لبقية العالم.. مؤكدا أن مجال نفوذها آخذ في التقلص وبشكل متسارع بسبب غطرستها.

واختتم الكاتب البريطاني هيرست مقاله، بالقول: إنه عندما وُضِع الغرب على المحك، أثبت أنه غير قادر على تعديل سياسة الدعم الأعمى واللاعقلاني لـ"إسرائيل" التي تجاوزت منذ فترة طويلة تاريخ صلاحيتها.