"هيومن رايتس ووتش": العدو اعتقل عمالا من غزة "بشكل سري" لأسابيع


https://www.saba.ye/ar/news3293705.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
[05/ يناير/2024]
القدس - سبأ:

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن سلطات العدو اعتقلت آلاف العمال من غزة لعدة أسابيع "بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف غير إنسانية ومهينة" بعد بدء العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في السابع من أكتوبر الماضي، ".
وقالت المنظمة في تقرير صدر عنها، امس الخميس، "ما يزال آلاف آخرون عالقين في الضفة الغربية المحتلة بدون تصاريح إقامة قانونية وعُرضة للاعتقال".
وأشارت إلى أن "المعتقلين بعد السابع من أكتوبر اعتقلوا في إسرائيل وقواعد عسكرية في الضفة الغربية، وأفادت تقارير أنه تم استجواب بعضهم... وأُطلق سراح أكثر من 3,000 شخص ونُقلوا إلى غزة في 3 نوفمبر".

ولفتت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن سلطات العدو لم تعلن عن عدد عمال غزة الذين كانوا في الاراضي المحتلة يوم السابع من أكتوبر، وعدد المحتجزين، أو الذين ما زالوا محتجزين.

وقالت ميشال رندهاوا، مسؤولة أولى لحقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "اعتقلت السلطات الصهيونية آلاف العمال لأسابيع بمعزل عن العالم الخارجي بدون توجيه تهم إليهم، وأخضعت بعضهم على الأقل لسوء المعاملة المهينة"، مضيفةً أن لا شيء يبرر "الاعتداء على عمال كانوا قد حصلوا على تصاريح للعمل في الاراضي المحتلة".

وأوضح التقرير أنه بحلول السابع من أكتوبر، كان لدى 18,500 عامل من غزة تقريبا تصاريح للعمل في الاراضي المحتلة، رغم أن عدد من كانوا في إسرائيل يومها ليس واضحا، و"للحصول على تصاريح، يخضع المتقدمون من غزة لتدقيق أمني صارم".

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى أربعة عمال من غزة اعتقلتهم سلطات العدو بعد السابع من أكتوبر، ثلاثة منهم كانوا ضمن مجموعة صغيرة أُطلق سراحها إلى الضفة الغربية قبل 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وأُطلق سراح العامل الآخر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر إلى غزة.

حاول أحد العمال الذهاب إلى الضفة الغربية بعد معرفته بإلغاء تصريح عمله. قال إنه أوقف عند حاجز عسكري للاحتلال في الطريق، وعُصبت عيناه وقُيّدت يداه بإحكام، ثم نُقل إلى سجن "عوفر".

وأضاف، "أجبروني على خلع كل ملابسي... والتقطوا صورا لي... ضربوني ضربا مبرّحا، وبقيت عاريا أثناء ذلك، وكان الأمر مهينا... وكان الجزء الأسوأ عندما كانت الكلاب تهاجمني. كنت معصوب العينين ومكبلا، ولم أكن أعرف ما إذا كان ثمة شخص ما يسيطر على الكلاب أم تُركت طليقة لمهاجمتي. شعرت بالرعب".

استُجوِب وطُلب منه تحديد منزله على خريطة جوية لغزة، وكذلك تحديد أشخاص معيّنين يعيشون في الحي الذي يسكن فيه، ثم أُطلق سراحه في 3 نوفمبر عند معبر كرم أبو سالم الذي يوصل إلى غزة.

وقال عامل آخر إن الشرطة الصهيونية في مدينة رهط في النقب داخل أراضي الـ48 اعتقلته مع عمال آخرين واقتادتهم إلى قاعدة "أوفاكيم" العسكرية.

أضاف: "أجبرونا على خلع ملابسنا. كنا عراة تماما. أعطونا حفاضات لنرتديها وأفرولات بيضاء رقيقة…. بقينا معصوبي الأعين ومقيدين بأربطة بلاستيكية على أيدينا وأرجلنا لمدة عشرة أيام... ظللنا نسأل عن سبب اعتقالنا، لكن لم نتلقَّ أي رد، بل فقط اعتداءات لفظية وتهديدات بالقتل".

قال إنه تعرض للضرب لساعات، وسُحب على منطقة حصوية ووجهه إلى الأسفل، ثم رُبطت يداه المكبلتان بجدار أو سياج وضُرب مجددا.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية أن عاملَيْن من غزة استشهدا في السجن أثناء اعتقالهما.

وقال أحد العمال الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن مريضا بالسرطان كان معه في سجن "عوفر" استشهد بعد بضعة أيام وهو يتألم.

وقالت منظمتا حقوق الإنسان الإسرائيليتان "چيشاة-مسلك" و"هموكيد" لـ هيومن رايتس ووتش إن العائلات في غزة التي لم تتلقَّ أي خبر من أقاربها بعد 7 أكتوبر بدأت بالاتصال بهما. طلبت المنظمتان الإذن بزيارة المعتقلين ومكالمتهم هاتفيا والحصول على معلومات عن وضعهم القضائي، ولكن بدون جدوى.

وأدلى العمال الفلسطينيون المُفرج عنهم بمقابلات صحفية، وصفوا فيها الانتهاكات والظروف المهينة أثناء الاعتقال، بما في ذلك التعرض للصدمات الكهربائية، والتبول عليهم، وهجوم الكلاب، والبقاء لعدة أيام بدون طعام أو شراب.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها: "ما يزال وضع آلاف العمال من غزة الذين فروا أو أطلق سراحهم إلى الضفة الغربية غير واضح. يقيم عديدون في مآوي مؤقتة توفرها السلطة الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية. ثمة تقارير تفيد بأن قوات الاحتلال اعتقلت عمالا من غزة كانوا يقيمون في منازل خاصة".