"الأورومتوسطي": المسنون يقتلون واحدًا تلو الآخر في شمالي غزة


https://www.saba.ye/ar/news3312106.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
[11/ مارس/2024]
غزة - سبأ:

اشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الى ارتفاع وتيرة حالات الوفاة في صفوف المسنين في قطاع غزة، خاصة نتيجة الجوع وسوء التغذية والحرمان من العلاج، مع استمرار ارتكاب "العدو" لجريمة الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة على مدار خمسة أشهر.

وقال الأورومتوسطي في بيان له الليلة الماضية إن فريقه الميداني بات يوثق على نحو شبه يومي حالات الإستشهاد في صفوف كبار السن نتيجة جرائم التجويع والحرمان من العلاج التي يرتكبها "العدو" في القطاع على نحو منهجي وواسع النطاق، خاصة في مدينة غزة وشمالها.

وأكد أن أغلب هذه الحالات لا تصل إلى المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في شمال غزة، نظرًا لصعوبة الوصول وخطورة الحركة في ظل الهجمات العسكرية الصهيونية المتواصلة، وبالتالي تستشهد ويجري دفنها بجوار منازلها أو في المقابر المؤقتة المنتشرة في القطاع، والتي تجاوز عددها حتى الآن 140 مقبرة.

وأبرز الأورومتوسطي أن الحصيلة المباشرة للهجوم الصهيوني ارتفعت إلى أكثر من 40 ألف قتيل، نحو 92% منهم من المدنيين، ونحو سبعة % منهم من كبار السن، وذلك في غضون خمسة أشهر منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية.

وأكد أن آلاف الضحايا سقطوا ولم يوثقوا في المستشفيات كونهم ضحايا غير مباشرين؛ نتيجة الجوع وسوء التغذية وغياب الرعاية الصحية.

ووثق الأورومتوسطي استشهاد مسن (72 عامًا) في 6 مارس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف، مبينًا أنه من الحالات القليلة التي تمكنت من الوصول للمستشفيات.

وحذر الأورومتوسطي أن حياة مئات الآلاف من السكان المدنيين، وخاصة المسنون والأطفال، يواجهون خطرًا حقيقيًّا ومحدقًا بالموت بسبب الجوع والجفاف، نتيجة تداعيات أزمة المجاعة المتفشية بفعل استمرار" إسرائيل" في فرض حصار شامل غير قانوني على قطاع غزة، وعرقلة دخول وإيصال المساعدات الإنسانية على نحو متواصل، وبخاصة إلى شمالي القطاع.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن الإجراءات التي تطبقها "إسرائيل " والعقوبات الجماعية التي تفرضها على قطاع غزة تهدف بشكل مباشر وواضح إلى تجويع جميع السكان، وتعريضهم لخطر الهلاك الفعلي، وأنها تستخدم التجويع ليس فقط كأسلوب من أساليب الحرب، كجريمة حرب قائمة بحد ذاتها، بل كذلك تنفيذًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد سكان القطاع منذ خمسة أشهر.

كما شدد الأورومتوسطي على أن حالة التجويع التي وصلت إلى حد المجاعة وسوء التغذية الحاد، وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع والجفاف، وبخاصة بين الأطفال والأطفال الرضع، تتطلب تحركات عاجلة من المجتمع الدولي لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار والعدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وفعال، وتوفير رعاية صحية لائقة ومستعجلة خاصة للفئات الهشة.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل ضغط دولي فوري على "إسرائيل " من أجل وقف تنفيذها لجريمة الإبادة الجماعية، بما في ذلك تجويع السكان المدنيين، ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة ضد قطاع غزة وجميع سكانه الفلسطينيين، وإلى تشكيل تدخل دولي أكثر فاعلية وحسمًا من أجل ضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وكامل ومن دون أي عوائق لضمان التصدي للمجاعة الآخذة بالانتشار السريع، ووصول المساعدات إلى جميع الأشخاص المتضررين وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل، وإلا فإن الاستجابة بالمستوى المطلوب للحيلولة دون تفاقم كارثة المجاعة الجماعية الناشئة في قطاع غزة ستكون مستحيلة قريبًا.