صنعاء - سبأ :
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المسؤولية الإيمانية والمصلحة الوطنية والجامعة للشعب اليمني هي في وحدته اليمنية المباركة.
وقال قائد الثورة في كلمته اليوم حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية "ليست المشكلة في الوحدة اليمنية حتى يكون الحل في الفرقة والتفرقة والاختلاف، فهناك أسباب أخرى تؤثر على الشعب اليمني وفي مقدمتها التدخل الخارجي من الدول والجهات التي لديها عقدة من الوحدة اليمنية".
وأشار إلى أن الوحدة اليمنية تذكر الشعب اليمني بما ينبغي أن يكون عليه باعتبار ذلك منسجماً مع هويته الإيمانية، لافتا إلى أن هناك أسباب تؤثر على أبناء اليمن، في مقدمتها التدخل الخارجي، من الدول والجهات التي لديها عُقدة في وحدة الشعب اليمني وتريد أن يكون اليمن ممزقا وضعيفا ومأزوما بمشاكل في كل المجالات لا نهاية لها.
وأضاف "في ظل الظروف التي يعاني وعانى منها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، نتج عنه احتلال أجزاء واسعة من البلاد وقيام الأمريكي والسعودي والإماراتي ببناء تشكيلات ضد الشعب والوطن والوحدة".
كما أكد قائد الثورة أن تحالف العدوان ضد اليمن صنع تشكيلات معادية وسعى لزرع الفرقة بين أبناء الشعب اليمني، بعناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية واجتماعية، معبراً عن الأسف لاستجابة البعض في الداخل للمساعي الخارجية لتمزيق اليمن بدافع الأطماع والبعض الآخر بدافع الأحقاد والضغائن وتصفية حساباتهم بدعم خارجي.
ومضى قائلاً "ما ينسجم مع الهوية الإيمانية ويجسد المصلحة الحقيقية لشعبنا العزيز، هو في وحدته وتعاونه ومعالجة أي مشاكل ومظالم بالعدل والإنصاف والتفاهم وعلى مبدأ الشراكة الوطنية بما يُفيد الشعب اليمني ومصلحته".
ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية الساحات في المحافظات، خروجاً مشرفاً يُعبر عن ثباته ووفائه وعن صدقه مع الله تعالى ومع رسوله الكريم ومع أمته بكلها وفي المقدمة الشعب الفلسطيني المظلوم وسكان قطاع غزة، ومع المجاهدين والمرابطين في مختلف محاور القتال في غزة".
وجدد التأكيد على أن " شعبنا يتحرك باهتمام وهو يشاطر الشعب الفلسطيني آلامه وأوجاعه، ما يشهد على حقيقة موقفه الصادق".
وتوّقف قائد الثورة عند الجبهة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".. مؤكداً أن الشعب اليمني ظهر في كل محافظاته متوحداً في نصرة القضية الفلسطينية ودعم مقاومته الباسلة.
وقال "لقد عبرت الإرادة الشعبية لليمنيين في بلدنا من المحافظات الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والمناطق الوسطى، عن التأييد للشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته، وتبين من الذي جسد هذه الإرادة بشكل عملي وجاد بالسقف الذي في إطار الممكن".
وأردف قائلاً "عملياتنا العسكرية مستمرة، والقوات المسلحة تواصل عملياتها الصاروخية والبحرية، وعلى مستوى العمليات العسكرية تم بعون الله خلال هذا الأسبوع تنفيذ ثمان عمليات بـ15 صاروخاً ومسيرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي".
وذكر بأن إحدى العمليات العسكرية للقوات المسلحة خلال هذا الأسبوع نُفذت باتجاه البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن عدد السفن المستهدفة حتى اليوم بلغت 119 سفينة مرتبطة بالعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن الأسبوع الجاري شهد إسقاط طائرتين أمريكيتين من طراز MQ9 في أجواء محافظتي مأرب والبيضاء، كأهم طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكي الذي تعتمد عليه في أنشطتها العدائية، ليصل عدد الطائرات التي تم اسقاطها خلال الفترة الراهنة إلى خمس طائرات، معتبراً إسقاطها إنجازاً مهما ونجاحاً للدفاع الجوي بالقوات المسلحة اليمنية.
وأضاف " من بين السفن التي استهدفت، سفينة تتبع إحدى الشركات التي خرقت الحظر ودخلت إلى الموانئ فلسطين المحتلة، تم استهدافها في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد "، مؤكداً أن فاعلية العمليات العسكرية اليمنية وتأثيراتها واضحة على الأعداء.
ولفت إلى أن القلق الأمريكي من العمليات العسكرية اليمنية، اعترف به مسؤول دفاعي كبير، نقلت تصريحاته وسائل الإعلام وهو يعبر عن قلقه من المرحلة الرابعة ومداها البعيد.. مؤكداً سعي الأمريكي لإعاقة المرحلة الرابعة من التصعيد ويشتغل بالكثير من الأحزمة والأنشطة التي يقوم بها من نشر طائرات الاعتراض للعمليات اليمنية لكنه سيفشل.
ومضى بالقول "نحن بحمد الله في عملية تطوير مستمر، وتنسيقنا مع الأشقاء في العراق سيكون له إسهام إضافي، وفي ذات الوقت عملياتنا المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها تأثير كبير بإذن الله، وهناك بشائر قادمة في هذا الجانب وستشهد الزخم العظيم والكبير والمؤثر، كما هو الحال بالنسبة للبحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب".
واستعرض قائد الثورة التأثيرات الاقتصادية المتصاعدة نتيجة العمليات العسكرية اليمنية على السفن الأمريكية والبريطانية والصهيونية من خلال استمرار ارتفاع الأسعار وتكاليف الشحن، مضيفاً "أكثر البضائع تنقل عبر البحار".
ولفت إلى أن التعنت الأمريكي والبريطاني والإصرار على حصار الشعب الفلسطيني واستمرار جرائمه، هو السبب في التأثيرات التي تطالهم، مؤكداً على الموقف اليمني الثابت والمستمر في نصرة فلسطين، انطلاقاً من استشعار الشعب اليمني بالمسؤولية والوعي تجاه قضية الأمة الأولى والمركزية.
وقال "موقف شعبنا لن ينقص ولن يفتر لا بطول الوقت ولا في مقابل تصعيد العدو، ولن تشوش عليه أعمال المتحالفين مع أمريكا والمرتبطين بإسرائيل وبريطانيا، لأن سقف الشعب اليمني عال وما نعمله في نصرة فلسطين هو بقدر ما نستطيع ولكن ما يريده شعبنا هو أكبر".
وأضاف "كنا وما زلنا نتمنى أن يكون هناك طرق برية تصل بالأفواج بمئات الآلاف من أبناء شعبنا للذهاب والاشتراك بشكل مباشر مع العدو والجهاد في سبيل الله مع فصائل المقاومة في فلسطين، لكن الحاصل الجغرافي والدول التي تفصل بيننا وفلسطين لم تقبل أن تفتح الطرق ليعبر الشعب اليمني منها للذهاب إلى فلسطين".
وجدّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على استمرار تطوير القدرات الصاروخية وتحقيق النجاح في هذا الجانب.. مضيفاً "مهما فعلنا فسقف الشعب اليمني ما يزال أعلى من ذلك وأكبر وأعظم، لأن الشعب بهويته وبوجدانه يترجم حقيقة إيمانه وتتجسد فيه مقولة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
وتناول ما وصلت إليه التعبئة العسكرية والتدريب من مستويات جيدة، حيث بلغ عدد المتدربين 327 ألفاً و105 متدربين، وهناك أنشطة أخرى من مناورات ومسير عسكري بأكثر ألف و500 نشاط، والمظاهرات والمسيرات والندوات والفعاليات بلغت 557 ألفا و380 ما بين مظاهرة وفعالية وندوة، وهو عدد ضخم جداً ولا مثيل له في أي بلد.
وأعاد قائد الثورة التذكير بجرائم العدوان الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة المستمر لأجل القتل والتدمير والذي لن يحقق أهدافه التي أعلنها بالرغم من اعتراف الأمريكي والإسرائيلي باستحالة تحقيق أهداف العدوان على غزة، والتشبث بها ليس إلا وسيلة للقتل.
وأوضح أنه مع كل جرائم الإبادة الواضحة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة يخرج الرئيس الأمريكي لنفي ذلك.. مشيراً إلى أن قتل عشرات الأطفال والنساء ونسف الأحياء المدنية وتدمير المربعات السكنية لا تعتبر جرائم إبادة بنظر الرئيس الأمريكي.
ولفت إلى أن قتل الفلسطينيين في الطرق واستهداف تجمعاتهم والتجويع لمئات الآلاف وتدمير المنظومة الصحية ومنع الدواء وقتل المرضى ودفن الكثير منهم أحياء وسحق المعاقين تحت جنازير الدبابات ليست إبادة ولا تُعد جرائم إبادة بنظر بايدن.
وقال "تشريد مئات الآلاف وملاحقتهم وقتلهم في مراكز الإيواء واستهداف المخابز وآبار المياه ليست جريمة بنظر الرئيس الأمريكي بايدن، وليس غريبا ألا يعتبر بايدن ما يجري في غزة حرب إبادة فالأمريكيون أساتذة الإجرام ولهم سوابق في الإبادة الجماعية".
وأضاف "من غير الغريب على الأمريكيين نفي جرائم الإبادة الصهيونية فهم يدعمونها ويشتركون فيها ضد الشعب الفلسطيني، ولم يكن للعدوان الصهيوني في قطاع غزة أن يكون بهذا المستوى من الإجرام لولا الدعم والغطاء الأمريكي".
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الميناء العائم الأمريكي في غزة هو قاعدة عسكرية وقد افتضحت واشنطن حينما جلبت المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي.. مبيناً أن الأمريكي يريد أن يحول قطاع غزة إلى سجن له بوابة واحدة عبر البحر يشرف عليها العسكريون الأمريكيون.
وأكد أن الأمريكي عبر الميناء العائم يريد أن يتحكم بالقليل من المساعدات وتوظيفها بما يخدمه عسكرياً ويخدم الإسرائيلي، ومن الغرائب ما كان يقوله الأمريكي عن توقيف شحنة أسلحة للعدو ثم انكشف لاحقاً إرسالها لقتل الشعب الفلسطيني.
وبين أن الأمريكي بحديثه السابق عن تعليق شحنة أسلحة للعدو حاول أن يتظاهر بشيء من التعقل وكأنه حريص على حياة المدنيين.. مؤكداً الحرص على ترسيخ النظرة الصحيحة والواعية لدى الشعوب عن الدور الأمريكي العدائي والمستهتر بالإنسانية.
وحذر قائد الثورة من التوجه الأمريكي العدواني الذي لا يُراعي الكرامة الإنسانية والحقوق، مؤكداً أن كل العناوين الإنسانية التي يسوقها الأمريكي ليست إلا للتوظيف السياسي.
وتابع "إن إعلان وزير الحرب الإسرائيلي عودة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية تصعيد خطير يأتي في سياق تكريس الاحتلال".. معتبراً تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المجرم "بن غفير" والتهديد الذي أطلقه، تصعيداً خطيراً وتحدياً لكل المسلمين.
وأردف قائلاً "من واجب المسلمين أن يستفيدوا من أحداث فلسطين في سياق النظرة الواعية إلى حقيقة الحرب الإسرائيلية الشاملة"، مؤكداً أن الصهاينة ومعهم بعض وسائل الإعلام العربية العميلة تصور المواجهة وكأنها فقط بين العدو وحركة حماس.
وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن العدوان الصهيوني يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأغلب ضحاياه من المدنيين، مضيفاً "لا يجوز لأحد ينتمي للإسلام ويحسب نفسه من العرب أن يتحدث بالمنطق الإسرائيلي حول ما يجري في فلسطين".
ومضى بالقول "حتى لو كانت المشكلة الصهيونية فقط مع حماس، فحماس من العرب والمسلمين وواجب الأمة مناصرتهم، ما يجب أن يستفيق الضمير الإنساني أمام حرب الإبادة الصهيونية وأن يكون التحرك في إطار خطوات عملية.
وجددّ التأكيد على أن البيانات والإدانات للجرائم الصهيونية التي صدرت من مختلف البلدان لا تكفي ولابد من خطوات عملية، ما يتطلب أن تستمر الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية والأوروبية وفي بلدان أخرى للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً.
وعبر قائد الثورة عن الأمل في أن يستمر السعي والتحرك بين بقية البلدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتستمر الاحتجاجات والمظاهرات لطلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية للضغط على حكوماتهم وأنظمتهم لوقف الدعم للعدو الصهيوني.
وعدّ السكوت أمام ما يمارسه العدو الإسرائيلي من جرائم فظيعة إساءة كبيرة جدا للإنسانية، مشيراً إلى أن إعلان ثلاث دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية مع أنه موقف ناقص، خطوة سياسية مهمة.
وقال "كنا نتمنى من الدول الأوروبية الاعتراف بالحق الفلسطيني كاملا لأنه الموقف المنصف والعادل والحق، ولو اتجهت بقية البلدان الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فسيشكل ضغطا سياسيا على العدو الإسرائيلي".
وأضاف "هناك شعور كبير بالحرج والخزي في الوسط الأوروبي بعد فضيحة أنظمتها التي ترفع قيم الحرية والحقوق، والغرب الذي يتحدث عن حقوق القطط وبقية الحيوانات افتضح في مساهمته بجرائم الإبادة الصهيونية ضد الإنسانية".
ووصف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بيان المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية الذي ساوى بين الضحية والجلاد بغير المنصف نهائياً، وأنه يأتي في سياق الحرج الفاضح الذي يشعر به الغرب فيهرب إلى تقديم بعض المواقف.
وتساءل "كيف للمدعي العام أن يساوي بين نتنياهو ووزير حربه وهم مجرمون معتدون مع قيادات فلسطينية تدافع عن قضيتها العادلة؟.. وقال" لم يعد مستساغاً من الغرب السكوت عن الجرائم الصهيونية لأن ذلك فضيحة كبيرة فأرادوا التحرك في مواقف متدنية للمساواة بين الضحية والجلاد".
وتابع "نحن لا ننتظر من الغرب أن يكونوا واقعيين ومنصفين أو من ذوي العدل والحق وهذا لا يفاجئنا".. مؤكداً أن الغرب يتفرج على المظلومية الفلسطينية منذ 76 عاما بل كان داعما للعدو الإسرائيلي في كل المراحل.
وشدد قائد الثورة على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المسلمين، وبعض الدول العربية التي لم تصل إلى مستوى القطع الكامل لعلاقاتها مع العدو الصهيوني.. معبراً عن الأسف من استمرار إعلام بعض الدول العربية في دعم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وقال "أمام التصعيد الصهيوني لا تكفي البيانات والقمم العربية، والمطلوب مواقف وقرارات عملية وخطوات جادة، وكان من المفترض بالدول العربية والإسلامية أن تتجه بوضوح إلى دعم المجاهدين في قطاع غزة".
وأكد أنه كان من أبسط الخطوات لبعض الدول العربية أن تقوم بإلغاء تصنيف حركات المقاومة الفلسطينية في قوائم "الإرهاب"، متسائلاً " الدول العربية التي تمتلك إمكانات مالية هائلة، لماذا لا تُقدم دعمها المالي للشعب الفلسطيني ومجاهديه؟".
وأفاد السيد القائد بأن المجاهدين في غزة قدموا بصمودهم العظيم صورة حقيقية تعطي الأمل عن إمكانية الوصول إلى النصر، مضيفاً "أمام الدعم الأمريكي والغربي للكيان، أين التعاون العربي الذي هو مسؤولية إسلامية دينية وإنسانية وأخلاقية؟".
كما أكد أن استمرار عمليات المقاومة البطولية والقصف للمستوطنات يشهد على مدى الإخفاق والفشل للعدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الصهاينة يشعرون بالقلق الوجودي وهو يتسع في أوساطهم نتيجة الإخفاق في قطاع غزة.
ولفت إلى أن دائرة العزلة الخارجية للكيان الإسرائيلي تتسع وتزداد الفضيحة بصورته الإجرامية وقد حاول سابقا التغطية عليها، بالرغم من محاولة كيان العدو أن يقدم صورة زائفة عنه لكنه افتضح وظهر بصورته الإجرامية وتأثرت علاقاته بالكثير من الدول.
وقال "أمام افتضاح العدو الصهيوني، لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية"، مؤكداً أن سعي بعض الدول للحصول على الحماية الأمريكية من شعبها أو جيرانها هو توجه خاطئ وسياسة فاشلة.
وحث قائد الثورة بعض الأنظمة على الاستفادة من الآخرين الذين اعتمدوا على الحماية الأمريكية ليأمنوا من شعوبهم، لكنهم فشلوا.. داعياً الأنظمة التي تسعى للحماية الأمريكية من جيرانها إلى تغيير سياساتها العدائية، لأن المشكلة منها وليست في محيطها.
وذكر أن حسن الجوار والتعامل بالقيم الإسلامية والعربية هو ما سيجلب الأمن لبعض الأنظمة وليس التطبيع، لأن الذهاب للتطبيع بعد كل ما حصل خاطئ، ومعناه الارتهان للأمريكي ضمن سياساته التي تقوم على الابتزاز والاستغلال والحلب.
ونبه من يتجه ليرمي بنفسه في أحضان الأمريكي، بأنه سيخضع كل مقدراته وأمنه للاستغلال الأمريكي البشع.. مضيفاً "نقول على وجه القطع واليقين بأن الأمريكي لا تهمه مصلحة أي بلد عربي إنما مصلحته مع الكيان الصهيوني".
وأكد أن من يرتهنون للأمريكي ولسياساته الخاطئة سيدفع بهم دائما في المشاكل ويورطهم في المواقف السيئة والسلبية التي تخدمه ومصالحه.
وعبر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن أحر التعازي للجمهورية الإسلامية في إيران باستشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما.. وقال "نشاطر إيران الحزن بهذه الحادثة الأليمة".
وأضاف "إيران وقفت مع فلسطين بشكل مميز وبما لا مثيل له على المستوى الرسمي عربيا وإسلاميا في إطار موقف ثابت ومبدئي"، مؤكداً أن إيران تبنت قضايا الأمة الإسلامية والشعوب المظلومة، ومنها الموقف تجاه مظلومية الشعب اليمني.
وتابع "لم يكن هناك أي موقف رسمي قوي وواضح وصريح لمساندة الشعب اليمني ضد العدوان على بلدنا كالموقف الإيراني"، مشيراً إلى أن السيد إبراهيم رئيسي كان حاملا للموقف الإيراني تجاه قضايا الأمة ومعبراً عنه بكل ثبات ورغبة وجرأة.
وأوضح أن الكثير من الزعماء يتحدثون بلهجة يراعون فيها دائماً ما قد يغضب الأمريكي، معتبراً الرئيس الإيراني السيد رئيسي كان مختلفاً عن بقية الزعماء ومتميزاً بصوته وموقفه الواضح والجريء دون اكتراث للضغوط الأمريكية.
وتحدث قائد الثورة عن موقف السيد رئيسي المعبر عن الثورة الإسلامية في تبنيها للقضية الفلسطينية دون تأثر بالحسابات السياسية والاقتصادية، حيث كان قائداً إسلامياً يحق للأمة أن تفتخر به في مؤهلاته الراقية على المستوى الأخلاقي والعلمي، ويمثل في ذات الوقت أنموذجا في موقع المسؤولية وفي العلاقة بشعبه، وهذا درس مهم لبقية الزعماء.
واستشهد في ذلك بالخروج المليوني في إيران لتشييع السيد رئيسي والذي يعكس علاقته الإيجابية مع شعبه بخلاف كثير من القادة حول العالم، لأنه كان يُقدّم نفسه كخادم لشعبه وترجم ذلك في أفعاله حتى اللحظة الأخيرة من حياته وهذا درس مهم.
وقدّم ملخصاً عن جبهة حزب الله في لبنان المستمرة بتنامي الضربات وتصعيده لعملياته العسكرية النوعية ضد العدو الصهيوني، وذلك باعتراف وسائل إعلام صهيونية، على سخونة الجبهة اللبنانية وتأثيرها المباشر على العدو.
وعلى الجبهة العراقية، أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المقاومة العراقية نفذت خمس عمليات استهدفت مواقع للعدو الصهيوني في أم الرشراش والجولان المحتل.