خطة سموتريتش للسيطرة على الضفة تظهر الوجه الفاشي والعنصري لحكومة العدو الصهيوني


https://www.saba.ye/ar/news3342473.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
خطة سموتريتش للسيطرة على الضفة تظهر الوجه الفاشي والعنصري لحكومة العدو الصهيوني
[23/ يونيو/2024]
عواصم- سبأ:

تظهر الخطة السرية لما يسمى بوزير المالية الصهيوني اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والهادفة إلى تعزيز السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، مرةً أخرى الوجه الفاشي والعنصري لحكومة العدو الصهيوني التي لم تتوقف عن انتهاكاتها وإجرامها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

ففي ظل مواصلة العدو الصهيوني سياسة القضم التدريجي للأراضي الفلسطينية بهدف الاستيلاء عليها بشكل كامل وتجريدها من أي صفة فلسطينية حقيقية، أعلن المتطرف سموتريتش صراحة، عبر تسجيل صوتي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية"، عن انخراط حكومة العدو في جهد وصفه بـ"الخفي والسري" للسيطرة على الضفة الغربية المحتلة .

وقال سموتريتش في التسجيل المسرب ضمن خطاب: إن "حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة "إسرائيل" عليها بشكل لا رجعة فيه، بدون اتهامها بضمها رسميا".

وشدد سموتريتش في خطابه على أن الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو منع الضفة المحتلة من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.

وأضاف: "أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحمض النووي للنظام".

ويظهر التسجيل الصوتي وضع خطة واضحة لانتزاع السيطرة على الضفة الغربية بالتدريج من أيدي جيش الاحتلال وتسليمها إلى موظفين مدنيين يعملون تحت إمرته في وزارة الحرب، وتم بالفعل نقل بعض السلطات إلى المدنيين.

هذا وقد نددت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، بمخطط العدو الصهيوني الخطير في الضفة الغربية، حيث دعت لفتح حوار إستراتيجي جاد وحقيقي بين قوى الشعب الفلسطيني الحيّة لمواجهة العدو في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها القضية الفلسطينية، والعمل على حماية الضفة الغربية من التهويد.

وأوضحت لجنة المتابعة في بيان لها أن "استهداف الضفة ومحاولات تهويدها، جديرٌ بأن يدفع المجموع الوطني لهذه الخطوة".

وشددت على "ضرورة أن يستعد الشعب الفلسطيني لمرحلة مختلفة من الكفاح والنضال، تتطلب تحقيق الوحدة الوطنية والتوافق على استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني في كل ساحات فلسطين المحتلة، وكذلك التوافق على برنامج عمل وطني لإدارة الشأن الفلسطيني العام".

وأضافت: إن "ثمانية أشهر ونصف مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة؛ ببشره وشجره وحجره، حربٌ ارتكب فيها العدو جميع الموبقات والمجازر والمحارق، ولم يترك حركةً إلا انتهكها، ولا خطاً أحمر إلا تجاوزه، ولا ميثاقاً أو قانوناً دولياً إلا وضرب به عرض الحائط".

وتابعت لجنة المتابعة: "ورغم زحمة التفاصيل والأحداث وأخبار المجازر في قطاع غزة والتصعيد في شمال فلسطين المحتلة.. فإن المقولة الاستراتيجية الحاضرة هي: "إن كانت غزة هي مركز الحرب والعين على الشمال.. فإن جوهر الصراع في الضفة الغربية المحتلة"، الضفة الغربية التي تمثل خطراً استراتيجياً على كيان الاحتلال كونها ترتبط بالجغرافيا والديموغرافيا".

وأشارت إلى أن "سلوك العدو في التعامل مع الضفة الغربية على مستوى التصريحات السياسية وإجراءات الميدان يدلّ على النوايا الحقيقية له تجاه الضفة، فاعتبار العدو للضفة الغربية أنها إحدى الجبهات التي يحارب فيها حالياً وإطلاق يد المستوطنين وتسليحهم وإلغاء فك الارتباط بشمال الضفة والاندفاع غير المسبوق في إقامة المستوطنات والاقتحامات والاغتيالات اليومية".

ولفتت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية إلى أن "تسريبات المجرم سموتريتش الخطيرة التي أعلن فيها صراحةً عن المخططات السرية التي مازالت تُنفَّذ في الضفة الغربية بالاتفاق مع نتنياهو؛ والتي تترجم وصف "حكومة حسم الصراع"، كل هذا يؤشر على نوايا نتنياهو بتقديم الضفة كجائزة يسترضي بها حلفاءه المجانين".

واستغربت القوى الوطنية موقف السلطة، فهي بدلاً من أن تتخذ خطوات حقيقيةً لمواجهة هذه التحديات في الضفة الغربية، فإننا نشهد منها صمتاً غير مفهوم للأسف! وإصراراً على المضيّ في ذات المسار الذي أثبت فشله منذ سنين، واعتقاداً بأن الاعتماد على التمويل الأمريكي لإنتاج الشرعية مازال ممكناً، وتصديقاً للوعود الأمريكية بدهم السلطة؛ هذه الوعود التي ستتبخر كما تبخرت وعود أوسلو ومراحلها البالية من قبل.

وفي ظل هذا التوجه الصهيوني، واستمرار العدوان على غزة، أكد محللون سياسيون أن الخطة تهدف الى زيادة السيطرة على الضفة الغربية وتكريس السيطرة الاستيطانية والأمنية عليها وممارسة مزيد من القمع بحق كل ما هو فلسطيني.

وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات لموقع "قدس برس": إن خطة سموتريتش ليست جديدة وهي فعليا موجودة ومطروحة منذ فترة تزيد عن العامين، وهو حينها أعلن خطته بحسم الصراع في الضفة بديلا عن خطة إدارة الصراع، وقبل توليه منصب وزاري في هذه الحكومة، وهو من ارسى بنود هذا الطرح، وهي خطة تندرج وتتماهى مع خطة الضم في اعقاب صفقة القرن والتي هي أيضا اسقاطا لخطة سموتريتش.

ولفت بشارات إلى أن أبرز معالم الخطة تنفيذها بشكل ملموس في البنية التحتية التي شرع العدو بتطبيقها في الضفة، من خلال ربط التجمعات بشبكة طرق التفافية تعمل على ربطها بشكل كامل جغرافيا وديموغرافيا، وتحويل الوجود الفلسطيني إلى معازل.

بدوره قال الكاتب السياسي والمحاضر في كلية الاعلام بجامعة النجاح فريد أبو ظهير: إنه لا يمكن التقليل من قيمة هذه الأفكار والخطط والتي إن اتيحت لها الفرصة ستطبق بشكل أسوء مما تم التصريح عنه.

ويرى أبو ظهير أن وجود مثل هذه الخطط والإعلان عنها في هذا الوقت تحديدا نابع من شدة القهر التي يعاني منه الصهاينة نتيجة أحداث السابع من أكتوبر ونتيجة استمرار الحرب دون تحقيق نتائج، فهم يتخبطون ويريدون أن يفعلوا أي شيء يشفي غليلهم ويحفظ ماء الوجه وخصوصا أنهم بحالة انكسار أمام المجتمع الصهيوني.

واردف بالقول: "سموتريتش وبن غفير لديهم وجهة نظر عنوانها إذا خسرنا في غزة، فأمامنا الضفة الغربية التي أصلا تعتبر أهم بالنسبة إليهم من قطاع غزة لعدة اعتبارات أولها كونها تشكل عمق استراتيجي وجغرافي، بالإضافة للأهمية الدينية لوجود مناطق مقدسة وكونها حدود مهمة لحماية كيان الاحتلال من أي هجوم من أي من الدول العربية وهي عمق لا يمكن الاستغناء عنه ".

وتابع أبو ظهير: "بالمحصلة فهذه الخطط لا يمكن ان تجد لها طريق في التطبيق الا اذا استطاع الصهاينة إعادة مكانتهم التي تآكلت على المستوى الدولي وهذا الكلام مشكوك فيه وخصوصا بعد حرب غزة ، فهناك معارضة دولية سنلمسها كلما تقدم الوقت وخصوصا بعد التغييرات التي حصلت اثر حرب غزة وما رافق ذلك من ردات فعل دولية".