في خلط للأوراق.. نتنياهو يطيح بصفقة بايدن ويحاول جر أمريكا الى حربه


https://www.saba.ye/ar/news3342895.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
في خلط للأوراق.. نتنياهو يطيح بصفقة بايدن ويحاول جر أمريكا الى حربه
[25/ يونيو/2024]
صنعاء- سبأ: عبدالعزيز الحزي

يحاول رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو مجددا خلط الأوراق والتلاعب بشأن وقف العدوان على قطاع غزة بجر الولايات المتحدة الأمريكية الى صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط وذلك بسبب فشل عصابته الإجرامية وآلته الحربية من تحقيق أي انجاز في القطاع أمام ضربات المقاومة الفلسطينية المتلاحقة.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد كشف في تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، خلال الفترة الماضية، عن مخاوفه من أن نتنياهو، يحاول جر الولايات المتحدة أكثر إلى صراع أوسع، وذلك نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على تصريحات بايدن.

ونقلت الشبكة حينها عن مسؤولين كبيرين أحدهما بإدارة بايدن والثاني بوازرة الحرب، أن تلك المخاوف تعود جزئياً للعبر التي استخلصتها إدارة بايدن من طريقة تنفيذ الكيان الغاصب حربه على غزة، وكذا القصف الذي نفذه على دمشق.

ويرجح الخبراء أن خطاب وتصريحات نتنياهو الأخيرة عن تأخير توريد الأسلحة إلى الكيان الصهيوني تستهدف بالأخص الرئيس الأمريكي جو بايدن المرشح الديمقراطي الذي يسعى لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وبالتالي دعما للجمهوريين وتلميح لـ"اللوبي الصهيوني" لدعم الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب فيما يظل نتنياهو محافظا على منصبه حتى وصول ترامب للبيت الأبيض.

ومع ذلك توصل إدارة بايدن توفير الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا، وتجري اجتماعات متسارعة مع كبار المسؤولين الصهاينة وآخرها دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس وزيارة وزير الحرب الصهيوني لبحث التصعيد المتنامي في المنطقة.

في السياق ذاته، تنفذ فصائل المقاومة الفلسطينية عدة كمائن لقوات العدو الصهيوني، وتدمر دباباته وآلياته العسكرية، وتجهز على جنوده من مسافة صفر.

ونفذت كتائب القسام وسرايا القدس مؤخرا عدة كمائن محكمة على قوات العدو الصهيوني، وأجهزت عليها، بعد عمليات رصد دقيقة تستمر بين عدة أيام أو ساعات، فتدك بها تموضعات العدو وتدك آلياته العسكرية وجنوده.

وأعلنت القسام مؤخرا أن مقاتليها أجهزوا على جنود صهاينة من المسافة صفر، بعد ملاحقتهم داخل أزقة مخيم الشابورة، بمدينة رفح.

وفي حديثه عن صفقة جزئية، قال نتنياهو -في أول مقابلة له مع قناة صهيونية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبرالماضي- إنه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها المحتجزين لدى حركة حماس وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى الحرب.

وتنفي هذه التصريحات التأكيد الأمريكي على موافقة الكيان الصهيوني على مقترح الاتفاق الذي قدمه بايدن نهاية مايو الماضي، والذي ينص على إنهاء كامل للحرب.

ولاحقا، عاد نتنياهو وتراجع عن تصريحاته التي رفض فيها وقف الحرب في غزة في خطابه أمام "الكنيست" الصهيوني، مؤكدا التزامه بالمقترح الذي قدمه بايدن، لكن في منحى يبين مراوغته وتلاعبه أضاف نتنياهو: إن إنهاء الحرب في غزة مرتبط بالقضاء على حماس وإعادة مستوطني الجنوب والشمال إلى منازلهم، حسب وصفه.

وبمعنى آخر ليس هناك في تصريحات نتنياهو وخطاباته ما يشير إلى نية أو إرادة حقيقية لوقف العدوان على قطاع غزة، وعقد صفقة مع حركة حماس لوقف الحرب الإجرامية، انسحاب قواته، ورفع الحصار، وتبادل للأسرى، وإعادة البناء والإعمار بحسب الكثير من الخبراء.

ويأتي رجوع نتنياهو عن تصريحاته المتناقضة بعد ردود فعل غاضبة، في الوقت الذي يجري فيه وزير حربه يوآف غالانت مباحثات مع مسؤولين في واشنطن.

وقال نتنياهو في كلمة أمام الكنيست: "نحن ملتزمون بالمقترح الصهيوني الذي رحب به الرئيس بايدن، وإن موقفه لم يتغير، لكنه أضاف: إن إنهاء الحرب في غزة مرتبط بالقضاء على حماس وإعادة مستوطني الجنوب والشمال إلى منازلهم.

وتؤكد وسائل إعلام العدو الصهيوني نقلا عن مصادر مطلعة، أن تصريحات نتنياهو يمكن أن تخرب احتمالات التوصل إلى اتفاق.

وكانت فرنسا والولايات المتحدة قد عملت في الأشهر القليلة الماضية على محاولة نزع فتيل التوتر في المنطقة، وقدمت باريس مقترحات مكتوبة إلى الجانبين في المقاومة اللبنانية والكيان الصهيوني استهدفت وقف تبادل إطلاق النار على الحدود.

وقال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا: "اتفقنا مع الولايات المتحدة على مبدأ (مجموعة اتصال) ثلاثية تضم "إسرائيل" والولايات المتحدة وفرنسا للمضي قدما في خريطة الطريق التي اقترحناها وسنفعل الشيء نفسه مع السلطات اللبنانية".

وقال مسؤول فرنسي كبير: إن هناك حاجة ملحة للولايات المتحدة وفرنسا لتكثيف جهودهما نظرا للتصعيد الخطير.

وكشف موقع أكسيوس الأمريكي، الأربعاء، عن جهود أمريكية حثيثة لمنع تحول التصعيد المتواصل على جبهة لبنان إلى حرب شاملة، وهو ما تشعر الإدارة الأمريكية بقلق بالغ من وقوعه.

وقال مسؤولون أمريكيون، في حديث مع الموقع ذاته: إنّ الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء اندفاع "إسرائيل" إلى حرب مع حزب الله دون وضع استراتيجية واضحة أو النظر في التداعيات الكاملة في حال توسّع الصراع.

ويعتقد البيت الأبيض أنّ تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يمنع بشكل كبير توسّع الاشتباكات على الجبهة اللبنانية إلى حرب شاملة.

وفي خضم الجهود الحساسة للغاية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ترى واشنطن، بحسب "أكسيوس"، أنّ حربا صهيونية شاملة مع حزب الله من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وتجرّ الولايات المتحدة إلى عمق الصراع.

وكانت إدارة بايدن قد حذرت الكيان الصهيوني، في الأسابيع الأخيرة، من توسّع الحرب في لبنان.. منبهة أيضاً من أنّ هذا يعني أنّ إيران قد تتدخل وتدعم لبنان بكل ما تستطيع.

ورفعت المقاومة اللبنانية تصعيدها على الحدود الجنوبية لفلسطين المحتلة ردا على اغتيال أربعة من عناصرها بينهم القيادي في حزب الله سامي طالب عبد الله، (الحاج أبو طالب) في قصف طاول منطقة جويا، جنوبي لبنان مطلقاً عشرات الصواريخ .

وفي هذا السياق، يرى الخبراء والمحللون السياسيون أن كل ما يهم نتنياهو، هو أن يحصل على الدعم الأمريكي اللامحدود خاصة على جبهة الشمال في حربه مع المقامة اللبنانية.

كما يرون أنه ليس لديه نية لوقف العدوان على قطاع غزة والإدارة الأمريكية تستمع له لأنه صاحب القوة لذا فإنه سيستمر بالعدوان على القطاع ولكن ليس بشكل كبير.

وهرب المستوطنون الصهاينة من شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة الى العمق مما يكلف الكيان الصهيوني أموالًا طائلة.

ويؤكد الخبراء انه لا يمكن عودة أولئك المستوطنين الى المستوطنات الصهيونية إلا بعقد صفقة حقيقية لوقف إطلاق النار التام والدائم في غزة وتضمن المطالب الفلسطينية المشروعة، بحسب الخبراء .

ويواجه أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة خطر المجاعة الكارثية الحادة والموت بحلول منتصف يوليو، بحسب ما جاء في تقرير مشترك أصدرته منظمة الأغذية للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي.

وبالرغم من مطالبة العالم أجمع وقرار مجلس الأمن، بوقف العدوان على قطاع غزة ووقف الجرائم والمجازر الوحشية، والإبادة الجماعية، والتصفية العرقية، يواصل رئيس حكومة الكيان الصهيوني حتى الآن رفضه وقف الحرب على القطاع، وفتح المعابر لدخول المساعدات، وعقد صفقة حقيقية لتبادل الأسرى، في تعنت واضح وتحدي للمجتمع الدولي وللقوانين الإنسانية الدولية.