صنعاء - سبأ:
كشفت اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن الأجندة والمشاريع الأمريكية لاستهداف المجالس المحلية في اليمن واستقطاب وتجنيد أعضائها.
وأكدت الاعترافات الجديدة التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليوم، أن الأمريكي عمل على اختراق الواقع الشعبي من خلال مشاريع ذات أجندة تجسسية تستهدف المجالس المحلية وأعضاءها وأنشطتها كسلطة لامركزية وذات علاقة مباشرة بالمجتمع.
وفي هذا السياق أوضح الجاسوس هشام الوزير، أن من أهم وأكبر مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية التي كانت مقررة في قطاع الديمقراطية والحكم الرشيد أثناء فترة العدوان، هو مشروع مجتمعات عالمية المنفذ من منظمة "قلوبل كومينيتيز" منظمة مجتمعات عالمية، والذي ينص على العمل مع المجالس المحلية على مستوى المحافظات وكان مقرر له أن يتم في الشمال والجنوب.
ولفت إلى أن الوكالة الأمريكية حاولت التفاوض مع المجلس الأعلى بصنعاء عن طريق منظمة مجتمعات عالمية للحصول على تصريح للمشروع، لكن لم تؤدي المفاوضات إلى نتيجة، حيث كان للمجلس الأعلى اشتراطات رأت الوكالة أنها غير مناسبة وغير قابلة للتنفيذ، وقررت عدم التنفيذ في صنعاء واكتفت بالتركيز على الجنوب فقط وتحديدا على محافظات عدن وجزء من أبين وجزء من لحج وجزء بسيط من محافظة حضرموت في المكلا تحديدا.
المشروع عبارة عن دعم للمجالس المحلية المتواجدة في تلك المناطق من خلال بناء قدراتها ومساعدتها في توفير الخدمات العامة من خلال جانب مالي يقوم المشروع بتوفيره.
وبحسب الجاسوس الوزير " من الأهداف الخفية لهذا المشروع هو عملية الاستقطاب وتجنيد للشخصيات الاجتماعية المتواجدة في هذه المناطق بحيث ترتبط بالوكالة الأمريكية للتنمية وبالحكومة والسفارة الأمريكية، وضمان إيجاد نفوذ وموطئ قدم للأمريكيين في هذه المديريات بما يخدم مصالح وأجندات الحكومة الأمريكية، وتوفير غطاء مدني لتواجد القوات الأمريكية العسكرية في الجنوب وتحديدا في مدينة عدن والمكلا".
وقال" الميزانية المقررة لهذا المشروع كانت في حدود خمسة ملايين دولار، والمشرف على عليه مباشرة هو مسؤول الديمقراطية والحكم الرشيد، وكانت "سيبل زيقلر" ولاحقا "سوفيا كسادا" وأنا كنت أنوب عنها في حالة غيابها".
بدوره أوضح الجاسوس عامر الأغبري أن مشروع تحسين المجتمعات المحلية الممول من الوكالة الأمريكية وبعض المنظمات الدولية عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كان من ضمن شروط الدعم في هذا المشروع الذي استهدف أربع محافظات هو إدخال الفساد الأخلاقي في المكونات الصغيرة في بعض المشاريع.
وأضاف" عملنا في محافظات المحويت والحديدة وعدن وحضرموت، وبالنسبة للمحويت عملنا على إنشاء مراكز لتعليم الشباب والشابات الطباعة على الكمبيوتر، وكان من ضمن الشروط أن تكون هذه المراكز مختلطة بهدف انتشار الفساد الأخلاقي في هذه المراكز، وهذا كان من الشروط التي تم طرحها من قبل المخابرات الأمريكية لتمويل مشروع تنمية المجتمعات المحلية".
وأشار إلى أن مشروع الحديدة المتمثل في معمل للرجال لإنتاج المعاوز، كان الشرط الأساسي للتمويل إدخال العنصر النسائي للعمل لزيادة دخل المرأة لكن الهدف هو نشر الفساد الأخلاقي وهذه كانت أهداف استراتيجية للاستخبارات الأمريكية.
فيما أشار الجاسوس هشام الوزير، إلى أن دعم المشاريع الخاصة بالديمقراطية والحكم الرشيد يتم بحيث تعمل في هذا الاتجاه، إشراك عناصر تكون قريبة من المنظمات الدولية والغربية والأمريكية في عمل المجلس المحلية وذلك من خلال اقتراحهم كمراقبين عن مجتمعاتهم أو كأشخاص يأتوا لمناصرة قضايا المجتمع، وعادةً ما يكون هؤلاء من فئات الشباب والبنات ومنظمات المجتمع المحلي والقيادات الدينية والمشايخ من العناصر الاجتماعية الفاعلة.
ولفت إلى أن القضايا التي تركز عليها هذه المشاريع هي المناصرة لقضايا مجتمعية محددة كثل قضايا تزويج الفتيات الصغيرات، والمساءلة المجتمعية وغيرها.
وقال" حتى في الجانب الإنساني يتم استخدام هذه الجزئية فمثلاً تأتي منظمات لتقوم بتوزيع قمح أو أي مساعدات إنسانية أو إعادة تأهيل شبكات المياه وتقوم بالارتباط بالمجلس المحلي مباشرة وتشكل لجان على هذا الأساس بنفس الطريقة، وهذا العمل منظم ودقيق ومدروس تقوم به الوكالة الأمريكية للتنمية والخارجية الأمريكية وكذا الوكالة الألمانية للتنمية ويقوم به البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقوم به منظمة اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي.
وأشار الجاسوس الوزير إلى أن المناطق الواقعة تحت سلطة صنعاء صعب القيام بهذا الدور من ناحية الدعوة إلى اجتماعات عامة تنظم في المجلس المحلي أو في المديريات، فيتم استخدام شبكات الانترنت ومجموعات الواتس آب بشكل مكثف.
فيما أكد الجاسوس شايف الهمداني، أن الهدف الرئيسي للوكالة الأمريكية للتنمية في اليمن هو الوصول إلى قواعد المجتمع على مستوى المواطن والدولة بشكل عام، من خلال جمع البيانات عن آرائهم والتأثير على حياة الفرد والمجتمع، وجمع المعلومات التي لا تستطيع الأقمار الاصطناعية جمعها وبالتالي السيطرة على سلوك ورأي المواطن.
وقال" تتركز اهتماماتنا في الوكالة الأمريكية على جمع البيانات والمعلومات التي تتمكن من خلالها الحكومة الأمريكية من تطويع البلد، كما أن من الأهداف تحسين نظرة الشعب اليمني تجاه أمريكا، من خلال التركيز على وضع شعار الوكالة مساعدات من الشعب الأمريكي للشعب اليمني في جميع المشاريع التي تقوم بتنفيذها، حيث كانت الوكالة تركز بشكل كبير على المناطق التي ترفض شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".