دراسة حديثة تكشف اللغز الكامن وراء الأعمدة الصخرية الغريبة في الصحراء الأسترالية


https://www.saba.ye/ar/news3380028.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
دراسة حديثة تكشف اللغز الكامن وراء الأعمدة الصخرية الغريبة في الصحراء الأسترالية
[05/ أكتوبر/2024]
كانبرا- سبأ:

كشفت دراسة حديثة أن التكوينات الحجرية الجيرية الغريبة التي تقف في وسط الصحراء في غرب أستراليا تشكلت منذ 100 ألف عام.

وبحسب ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، اليوم السبت، يعتقد شعب يويد الأسترالي الأصلي أن الأبراج الصخرية، أو ما تعرف باسم The Pinnacles، تمثل أيدي المحاربين الذين ابتلعهم المكان الرملي "كونغ كان" الممتد على مسافة ألف كيلومتر.

والآن، وجد علماء من جامعة كيرتن أن الأبراج الصخرية من الحجر الجيري التي يبلغ ارتفاعها نحو خمسة أمتار وعرضها مِترين تشكلت منذ 100 ألف عام خلال الفترة الأكثر رطوبة في نصف مليون سنة الماضية في المنطقة.

وقال ماتي ليبار، المؤلف المشارك في الدراسة: "وجدنا أن هذه الفترة كانت الأكثر رطوبة محليا في نصف مليون عام الماضية، وهي مختلفة عن المناطق الأخرى في أستراليا وبعيدة كل البعد عن المناخ المتوسطي الحالي في غرب أستراليا".

ووجد العلماء أن وفرة المياه خلال هذا الوقت تسببت في ذوبان الحجر الجيري، وتشكيل الأعمدة المميزة الغنية بالحديد.

ويقول العلماء: إن مثل هذه المناظر الطبيعية توجد عالميا على طول الخطوط الساحلية، بما في ذلك في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب شرق إفريقيا الساحلية، وكذلك شبه القارة الهندية ومنطقة البحر الكاريبي وبرمودا وبعض جزر المحيط الهادئ.

وأشاروا إلى أن التضاريس يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حساسة للتغير البيئي ولكن الآن فقط تم تطوير طريقة لدراسة تغييرات هذه التكوينات بعمق.

وأوضح الدكتور ليبار "أن دراستها ضمن جدول زمني دقيق تساعدنا على فهم كيفية استجابة الأنظمة الجيولوجية للأرض لتحولات المناخ".

وتعمل العقيدات الغنية بالحديد في تكوينات الحجر الجيري كساعات جيولوجية حيث تحبس الهيليوم من تحلل كميات صغيرة من اليورانيوم المشع والثوريوم في التربة.

وقال الدكتور مارتن دانيشيك، أحد مؤلفي الدراسة: "يوفر قياس هذا الهيليوم سجلا دقيقا لوقت تشكل العقيدات".. مضيفاً: "تكشف تقنيات التأريخ المبتكرة التي تم تطويرها في هذه الدراسة أن العقيدات يعود تاريخها إلى نحو مائة ألف عام، ما يسلط الضوء على فترة مناخية رطبة بشكل استثنائي".

ويأمل العلماء أن تسمح الطريقة الجديدة بتحديد تاريخ دقيق لتغيرات المناخ في مثل هذه المناظر الطبيعية وتساعد على توفير جدول زمني أكثر دقة للتغيرات البيئية السابقة.

فيما أشار ميلو بارهام، أحد المؤلفين المشاركين للدراسة إلى أنه "لا يعمل هذا البحث على تعزيز المعرفة العلمية فحسب، بل يقدم أيضا رؤى عملية حول تاريخ المناخ والتغير البيئي، وهي ذات صلة بأي شخص مهتم بحاضر ومستقبل كوكبنا".