صنعاء- سبأ:
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن عملية "طوفان الأقصى" كانت ضرورة أمام كل العدوان والهمجية والإجرام الإسرائيلي، والمظلومية للشعب الفلسطيني، وصنعت تحولاً في مسار القضية الفلسطينية.
وأوضح قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم بالذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى"، إلى أن هذه العملية تأتي في إطار الحق المشروع الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو المحتل الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم.
وأشار إلى أن طوفان الأقصى هو عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه، معتبراً الطوفان نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات.
وقال "مشهد عملية السابع من أكتوبر رهيب لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الإسرائيلية لأنه وجه ضربة هزت الغطرسة الإسرائيلية".. مؤكداً أن الأمريكي تحرك فور العملية ومعه البريطاني ودول غربية لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جدا للكيان الإسرائيلي، بل أن الدور الأمريكي أخذ راية العدوان والإجرام وتحرك بكل ثقله بالدعم والمشاركة والمساندة.
وأوضح السيد القائد أن عملية طوفان الأقصى أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول الآخرون أن يغيبوها من المشهد، وفرملت وأوقفت المسار الذي كان يقوده من يسمون أنفسهم بالمطبعين في مسار الموالين لإسرائيل.
ولفت إلى أن الموالين لإسرائيلي لم يكتفون لمسار الانحراف والخيانة والعمالة، بل كانوا يعملون على أن يتجه الجميع معهم لنفس الاتجاه، مؤكداً أن الدول الموالية لإسرائيل اتجهت لتحريف الخطاب الديني وتزويره بما ينسجم تماماً مع توجهات الأعداء.
وأفاد بأن "طوفان الأقصى" أعاد الأمة إلى مربع الموقف والتحرك والجهاد في سبيل الله تعالى وإعادة الاشتباك والمواجهة مع العدو، وفرزت واقع الأمة بجلاء ليتبين من هو الصادق ومن الكاذب في نصرة القضية الفلسطينية.
وتابع "30 عاماً من الإجرام البريطاني والعصابات اليهودية التي جلبها البريطاني لفلسطين و75 عاما من السيطرة والاحتلال والإجرام الصهيوني"، مؤكداً أن "طوفان الأقصى" امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين منذ الاتفاقات المذلة.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي سعى خلال السنوات الأخيرة، وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً، مبيناً أن العالم الغربي اتجه لسوق الخونة من منافقي الأمة لاتفاقية ذُل وانبطاح وارتداد تحت مسمى "التطبيع".
ومضى "كان يراد لفلسطين أن تتمزق وأن تطمس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن".. مؤكداً أن فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحات كبيرة ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماما وينهار كليا لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية، وبعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل.
وجددّ التأكيد على أن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة وبدون أي ضعف أو استسلام مهما كانت التضحيات، وأنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهك العدو وداعميه.
وحذر قائد الثورة من أطماع العدو الصهيوني التي لا تقف أبداً عند فلسطين بل تمتد إلى بقية العرب وبقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة، مؤكداً أن أطماع العدو الإسرائيلي ليست سرديات وروايات تحكى بل هي مشاريع ماثلة ويجري العمل عليها على الأرض وتوفر لها إمكانات ضخمة.
وقال " القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع، وكان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وتثير حفيظته وتُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة".
وأكد أن الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية، ويعملون على السيطرة على عدة أنظمة عربية وتجنيدها وتجنيد جيوشها لخدمة العدو الصهيوني وموجهة من يعادونه.
وأضاف "تحت عنوان المواجهة لإيران يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو الإسرائيلي قوة عسكرية مهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود"، مؤكداً أن الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف، وسعى الأعداء لإعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح للعدو الإسرائيلي بتوجيه ضربات مؤلمة وقاتلة ومدمرة في أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب.
كما أكد السيد القائد أن الأعداء يسعون لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات "إسرائيل" مع القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذا استراتيجيا عالمياً، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية تتعامل بشكل مؤسف ومخزٍ مع أطماع العدو الصهيوني أو تعاملها تجاه ما يجري في غزة.
وعبر عن الأسف في أن تنفق بعض الدول العربية المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عما يجري وصولا إلى حالة اللا شعور بالمسؤولية.. مؤكداً أن أسلوب الإلهاء أحد أهداف إلهاء واحتواء أي تحرك عربي أو مسلم.
وعدّ الإرهاب الإعلامي وتوجيه الاتهامات والتثبيط والتهويل من الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء في احتواء أي تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن السعودية ما تزال تغازل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بالرغم مما حدث في غزة، ما يدل على متانة العلاقات بينهما.
وأوضح أن بعض الأنظمة العربية تعمل وكأنها جماعة ضغط في الغرب من أجل تسريع وتيرة التسليح للعدو الإسرائيلي، فيما المجتمع الغربي بات مندهشاً مما يحصل من قبل الأنظمة والحكومات العربية وحتى من مواقف بعض الشعوب العربية تجاه غزة.
وبين قائد الثورة أنه مع حجم العدوان الإسرائيلي، تبقى حتمية الزوال لهذا العدو من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق، مضيفاً "حالة التخاذل والخيانة لا تخلص العدو الإسرائيلي من حتمية زواله، ويُدرك العدو المجرم وداعموه الغربيون بحتمية زوال الكيان المجرم والنبتة الشيطانية والورم الخبيث في جسد الأمة".
ولفت إلى أن التغيرات الكبيرة في المنطقة ونمو حركات الجهاد والمقاومة هو ما يزيد من هواجس الزوال لدى الصهاينة، مؤكداً أن الصهاينة لجأوا إلى المستوى الرهيب من الإجرام بغزة لمحاولة الهروب من الواقع الذي لا بد منه، وباتت "إسرائيل" مع كل جرائمها الفظيعة والرهيبة والوحشية منبوذة في هذه المرحلة دولياً وعالمياً بأكثر من أي وقت مضى.
وعرّج السيد القائد على ثبات حزب الله ومجاهديه الأعزاء.. وقال " حزب الله ومجاهديه لا يزال ثابتاً، وثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال، ومن أول محاولة تقدم للعدو الإسرائيلي في حدود فلسطين المحتلة مع لبنان واجه مواجهة شرسة ودخل في ورطة".
وأوضح أن أبطال مجاهدي حزب الله كان شعارهم "إنا على العهد يا نصر الله" في كل معاركهم، وبعد استشهاد سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله كان شعار مجاهدي حزب الله "فهذا العهد صار أوكد وأرسخ وأقوى ويجري دافع الوفاء له مجرى الدم في الشرايين".
وأكد أن رجال حزب الله الأبطال يواصلون ويستمرون في استهداف المواقع والمراكز والثكنات العسكرية والمستعمرات المغتصبة للعدو الإسرائيلي، مؤكداً أن السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في قلب ووجدان وسواعد عشرات آلاف المقاتلين المجاهدين الأبطال.
وأضاف "خطابات السيد حسن نصر الله وكلماته وتوجيهاته تحيي في المجاهدين روح المسؤولية وتمدهم بالمزيد من العزم، وشهادته وتضحياته حوّلت المجاهدين إلى استشهاديين مستبصرين منتصرين بإذن الله تعالى".
كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المنطقة العربية والعالم الإسلامي لم تشهد تحديات ومخاطر كما يستهدف الشعب الفلسطيني، معتبراً عملية طوفان الأقصى لها أهمية كبيرة وتأثيرات ونتائج ومهمة وقد وجهت ضربة كبيرة وقاسية جدا للعدو الإسرائيلي.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يريد أن يطمس معالم الإسلام ويعادي حتى المقدسات، وما يقوله عن مكة والمدينة والحج معروف في كتبهم وتصريحاتهم، مشيراً إلى أن الأبواق الإعلامية الموالية لإسرائيل تتحدث دائما بما يخدم العدو وتسيء للمجاهدين والفلسطينيين.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي اعتمد في عدوانه على تكتيك الإبادة الجماعية والتدمير الشامل ثم الاغتيال للقادة، واتجه بكل ما يملك من وسائل القتل والتدمير واستخدم أيضا وسيلة التجويع.
وتابع "مهما ارتكب العدو الإسرائيلي من جرائم إبادة واستهدافات واغتيالات فلن يصل إلى النتيجة التي يريدها، ومهما ارتكب من جرائم إبادة، لن يغير المآل الحتمي الذي يتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم"، مؤكداً أن جرائم الإبادة بالقتل والتجويع والحصار ليست إنجازاً عسكرياً، وما يقدمه المجاهدون في غزة من ثبات يعتبر إنجازا فعلياً.
وذكر بأن العدو الإسرائيلي صُدِم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقا من الثبات والاستبسال والصمود.. لافتاً إلى أن من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل هو جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن.
وأوضح أن جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو الإسرائيلي وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه.. مؤكداً أن من بركات هذه العملية أن نرى في ساحة الأمة هذه الجبهات الثابتة الوفية المستمرة التي تتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر.
وتحدث السيد القائد عن جبهة الإسناد في اليمن التي اتجهت بفاعلية منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" بعمليات جادة وقوية، مشيراً إلى أن من نتائج عمليات اليمن المهمة هو منع العدو الإسرائيلي من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب.
وقال "من نتائج عمليات اليمن استهداف العدو الإسرائيلي إلى داخل فلسطين المحتلة واستهداف ما يرتبط به من سفن إلى المحيط الهندي وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أن عمليات اليمن تطورت وصولا إلى المرحلة الخامسة مع تطوير القدرات العسكرية وصنع صاروخ "فلسطين 2" ومسيّرة "يافا".
وأكد استمرار الجهود في جبهة اليمن لتطوير القدرات والارتقاء بمستوى الأداء وفي زيادة العمليات أكثر وأكثر، مشيرا إلى أن التفاعل الشعبي في اليمن غير مسبوق، ولا مثيل له في العالم الإسلامي ولا في غيره.
وأضاف "ما يخرج من مظاهرات ومسيرات مليونية بشكل مستمر خلال هذا العام دون كلل ولا ملل لم يسبق له مثيل في اليمن تجاه أي قضية أو موقف"، لافتاً إلى أن من تطورات معركة طوفان الأقصى ما يحصل اليوم من مواجهة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والعدو الإسرائيلي.
وأوضح قائد الثورة، أن الجمهورية الإسلامية كانت وما تزال داعما للشعب الفلسطيني ومجاهديه ومجاهدي لبنان على المستوى العسكري والسياسي والإعلامي والمالي، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم جبهات الإسناد وتقف معها، ثم وصولاً إلى الاشتباك المباشر ما بينها وبين العدو الإسرائيلي.
وتابع "التوجه الطامع لدى العدو الصهيوني متوجه إلى العرب قبل غيرهم، لكن الجمهورية الإسلامية تقوم بواجبها الإسلامي على نحو متميز".. مبيناً أن الأمريكي والإسرائيلي استخفوا ببعض العرب عندما وصفوا قضيتهم بأنها إيرانية، ووصل استخفاف الأمريكي والإسرائيلي بالعرب إلى السماح للإسرائيلي باحتلال أرضهم ومصادرة حريتهم واستقلالهم، وإن وقفوا ضده فهم إيرانيون وعملاء لإيران!!.
وبين أن المنطق الأمريكي والإسرائيلي، هو احتقار للعرب وتصويرهم بأنه لا شأن لهم بأنفسهم وبقضاياهم وأرضهم حتى لا يُتهموا بأنهم عملاء لإيران.. مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية منذ بداية ثورتها وإلى اليوم وقفت مع المسلمين لأداء واجبها المقدس في القضايا الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، ودخلت في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي.
وجددّ السيد القائد التأكيد على "أن جبهة اليمن مستمرة في موقفها المبدئي الإنساني الأخلاقي الديني الإيماني لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وإخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع إخوتنا في العراق ومع كل أحرار الأمة".
وشدد على أن مسؤولية الجميع هي في الوقوف ضد العدو الإسرائيلي عدو الأمة ولا يقف معه إلا مجرم ظالم فاسد سيء مستبيح للدماء والحرمات، مضيفاً "نحن في جبهة اليمن قصفنا على مدى عام بأكثر من ألف صاروخ ومسيّرة، واستخدمنا الزوارق في البحار".
وبين أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأمريكي والبريطاني، وأسقطت 11 طائرة مسيّرة مسلحة أمريكية من نوع "إم كيو 9"، فيما الأنشطة العسكرية مستمرة مع تطوير القدرات لما هو أكبر وعلى كل المستويات، وفي مجال التبرعات وغيرها.
وتحدث قائد الثورة عن دور الجبهة الإعلامية اليمنية التي تتحرك باستمرار في إطار هذه المعركة وفي هذا الموقف المقدس، مضيفاً "نحن نتحرك كشعب مسلم هويته إيمانية، يمن الإيمان والحكمة، جهاده من إيمانه، وموقفه من إيمانه، وعزته من إيمانه".
وتابع "نحن ثابتون في إطار هذا الموقف الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى وحملٌ لراية الإسلام، وعلى ثقة تامة ونؤمن إيمانا قاطعا ويقينياً بأن وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي، وحتمية زوال العدو نؤمن بها إيمانا يقينيا بإيماننا بالله وكتابه وآياته".
واستعرض عمليات القصف الجوي والبحري للأعداء على اليمن والتي تمت بـ 774 عدوانا، ونتج عنه 82 شهيدا و340 مصاباً، مؤكداً أنه مهما بلغ عدوانهم العسكري على بلدنا ومهما كانت التضحيات فلن يثني اليمن عن موقفه الثابت والمبدئي.
وأردف قائلاً "نحن نواجه الأعداء ونتصدى لهم ونضرب بعون الله سفنهم وبارجاتهم وحاملات طائراتهم، ولن نتردد في فعل ما نستطيع في هذا السياق، هم يحاولون أن يضغطوا علينا اقتصادياً وإنسانياً واتجهوا في هذا المسار، وشعبنا صابر بالرغم من حجم المعاناة".
وأفاد بأن حرب الأعداء الإعلامية مستمرة على الدوام وأبواقهم لا تسكت لا ليلا ولا نهارا، وهي توجه كل ما لديها من أكاذيب ودعايات نحو الشعب اليمني، الذي هو اليوم على مستوى عالٍ من الوعي والبصيرة، مضيفاً "لا إعلامهم يؤثر عليه في وعيه، ولا يشككه في موقفه، ولا يضعفه في توجهه".
وتناول السيد القائد المسار الأمني الذي هو مسار مهم ومنَّ الله فيه بالكثير من التأييد وافتضحت الكثير من شبكاتهم وخلاياهم، مؤكداً أن "مسارنا مستمر في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وبين أن الأنشطة الشعبية بلغت إلى 746 ألفاً و972 نشاطاً، وأنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية بلغت ألفين و866 نشاطاً، معبراً عن الثقة بالله تعالى في أن العاقبة الحسنة لكل هذا الجهد والجهاد والموقف المشرف لليمن هو النصر المحتوم والعزة والكرامة، والخزي واللوم هو على المتواطئين مع كيان العدو ومن يقفون في صفه ومن يناصروه حتى بالكلمة.
وخاطب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الأشقاء في حركة حماس وفي كتائب القسام وفي الحركات الفلسطينية المجاهدة وفي حركة الجهاد الإسلامي، وسرايا القدس وكل الحركات التي تجاهد في فلسطين بالقول "نحن إلى جانبكم وشعبنا هو سند لكم، يتحرك معكم بكل ما يستطيع وعندما توجهون مثل هذه الدعوة ستجدون شعبنا اليمني بوفائه بصبره باستجابته المميزة يخرج يوم الغد إن شاء الله تعالى خروجا مليونيا مشرفا لا مثيل له في أي بلد في العالم".
وقال "أدعوكم يا شعبنا العزيز للخروج يوم الغد إن شاء الله تعالى خروجا مليونيا كبيرا في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات والمديريات، هذا الأسبوع سيكون الخروج فيه يوم الاثنين بدلا عن خروج يوم الجمعة القادم استجابة لإخوتنا في حماس".. لافتاً إلى أن ذكرى العملية البطولية العظيمة التي صنعت تحولاً كبيراً في مسار القضية الفلسطينية هي جديرة بالخروج الشعبي الواسع والتفاعل الكبير.
وتوقف السيد القائد عند جبهة الإسناد في العراق تتجه إلى تصعيد مستمر، واعترف العدو الإسرائيلي هذه الأيام بالقتلى والجرحى من جنوده نتيجة لتلك الضربات.
وكان قائد الثورة، استهل كلمته باستعراض ما ارتكبه العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل من جرائم بشن أكثر من ربع مليون غارة وقصف مدفعي على قطاع غزة، وهناك ما يقارب 150 ألف شهيد ومفقود وجريح في القطاع.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي، استخدم حوالي 100 ألف طن متفجرات من خلال القنابل والصواريخ والقذائف التي قدمها الأمريكي، للكيان الصهيوني، وهناك أكثر من 10 آلاف طن عبارة عن ألغام مؤقتة لم تنفجر بعد بهدف تفخيخ قطاع غزة.
ولفت قائد الثورة إلى أن جثامين سبعة آلاف و820 شهيداً في غزة لم تحظ بالدفن ولم تصل إلى المستشفيات ولم تسجل بياناتهم، وكلها أعداد تقديرية.. مشيرا إلى أن اختفاء كثير من الجثث سببه استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحة وقنابل أمريكية محرمة دولياً ذات تأثير للإبادة الجماعية والتدمير الشامل.
وأفاد بأن العدو الصهيوني حشد كل مقدراته ومن خلفه أمريكا وبريطانيا والغرب الداعم له لمهاجمة غزة، وهاجم غزة بجيش قوامه 350 ألفاً من الجنود النظاميين والاحتياط، ودفع بخمس فرق عسكرية لمهاجمة غزة بغطاء ناري بحري وبري وجوي هو الأعنف والأكثر همجية في تاريخ الحروب.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي ارتكب ما يقارب ثلاثة آلاف و700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ومذابح مستشفى المعمداني ومخيم جباليا ومدرسة الفاخورة من أبرز المذابح المروعة التي لن ينساها كل ذي ضمير وستبقى صفحة سوداء في ذاكرة التاريخ.
وبين السيد القائد أن مذبحة مستشفى المعمداني بلغت ما يقارب 500 شهيد و700 جريح بضربة واحدة، لن ينسى ذوو الضمير في العالم، ومذبحة مخيم جباليا بلغت أكثر من 400 ما بين شهيد وجريح، ومذبحة مدرسة الفاخورة 200 بين شهيد وجريح.
واعتبر مذبحة الطحين لعنة ستلاحق الصهاينة ولن تسقط عنهم تبعاتها، وشهداؤها وجرحاها ما يقارب ألف مدني، ومذبحة مستشفى الشفاء بلغت 400 شهيد وجريح، وجرى فيها إعدام 300 فلسطيني بدم بارد من المرضى والأطفال والنساء والمعاقين.
وأكد أن العدو الإسرائيلي استخدم كل وسيلة للقتل والإبادة وسعى للإبادة بالتجويع بما لا مثيل له في أي بلد في العالم، لافتاً إلى أن أمريكا شريك وممول لكل إجرام العدو الصهيوني، وتقتل وتصنع وتمول المآسي في الشعب الفلسطيني.
وأضاف "أمريكا لأكثر من نصف قرن تضخ كميات كبيرة من الأسلحة إلى العدو الإسرائيلي منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين"، مؤكداً أنه خلال عام من العدوان على غزة شيّد شيطان الحروب الأمريكي جسراً جوياً وبحرياً لإمداد الصهاينة بأفتك وسائل القتل والإبادة.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأمريكي نقل بمئات طائرات الشحن الجوي العملاقة وأكثر من 100 سفينة عشرات آلاف الأطنان من الوسائل الإجرامية للعدو الإسرائيلي وكان الأمريكي مسارعاً في العدوان على غزة بشكل فوري وقدم أسلحة بمليارات الدولارات من اليوم الثاني في الثامن من أكتوبر.
وتابع "في الثلاثة الأشهر الأولى من العدوان فقط قدّم الأمريكي اثنين مليار دولار وأكثر من 100 صفقة سلاح بأكثر من 240 طائرة شحن و20 سفينة، والصفقات الأمريكية لكيان العدو مستمرة شهرياً ولم تتوقف على مدار العام وآخرها الشهر الماضي صفقة بمليارات الدولارات ووفق تقارير أمريكية فإن "إسرائيل" تنفق أغلب أموال الضرائب الأمريكية لشراء الأسلحة والمعدات التي تصنعها شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية".
ومضى بالقول "رغم أن "إسرائيل" لديها صناعة أسلحة خاصة بها إلا أنها تعتمد بشكل كبير على الطائرات والقنابل والأسلحة الأخرى الأمريكية في عدوانها على غزة، وتحركت أمريكا سياسياً فمنعت خمسة قرارات لمجلس الأمن لفرض هدنة أو إيقاف لإطلاق النار في غزة".
وتطرق قائد الثورة إلى تحرك قادة الكيان وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي المجرم بايدن وأبرز مسؤولي الإدارة الشيطانية في واشنطن لزيارة الكيان حوالي 10 مرات، وقمعت السلطات الأمريكية البلطجية التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية بوحشية لمجرد أنهم رفضوا جريمة الإبادة في غزة.
وأوضح أن الإجرام الصهيوني في قطاع غزة استهدف القطاع التربوي والتعليمي فحرم 800 ألف طالب فلسطيني من التعليم، مشيراً إلى أنه استشهد منذ بداية العدوان ما يقارب 12 ألف طفل في سن التعليم و750 معلماً وتربوياً واستشهد 1100 طالب في التعليم الجامعي و130 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي دمر في قطاع غزة 93 بالمائة من المباني المدرسية بشكل كلي أو جزئي وما يقارب 650 مدرسة و130 منشأة إدارية وجامعية، كما دمّر القطاع الصحي في القطاع بشكل شبه كلي تقريباً، واستهدف 162 منشأة صحية ومستشفى وخرجت نسبة كبيرة منها عن العمل كلياً، وما تبقى يقدم الحد الأدنى من الخدمات الصحية.
وأفاد السيد القائد بأن العدو الإسرائيلي استهدف وبشكل ممنهج الكادر الصحي في القطاع بالقتل والاختطاف، واستشهد خلال عام ما يقارب ألف من الكوادر الصحية في قطاع غزة واختُطِف أكثر من 300 آخرين نتيجة العدوان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي دمر 814 مسجداً بما نسبته 79 بالمائة من مساجد قطاع غزة في إطار حربه المعلنة على الإسلام، وانتهك حرمات المساجد وأحرق المصاحف وقتل المصلين فيها وآخرها ما حصل الليلة الماضية في دير البلح.
وتحدث عن مجازر وجرائم العدو الإسرائيلي، الذي استهدف حتى المقابر وبشكل ممنهج حيث استهدف 19 مقبرة منها ثمان مقابر دمرها كلياً، وكثف كيان العدو من اعتداءاته في الضفة الغربية، ولم يكن ذلك الإجرام وليد "طوفان الأقصى" بل هو متوالية تاريخية من الإجرام.
وقال "بإمكان الجميع أن يتذكر عملية "كاسر الأمواج" الإجرامية، عندما شن العدو الإسرائيلي عدواناً على الضفة استشهد فيه أكثر من 100 فلسطيني، وخاصة في نابلس وجنين"، مبيناً أن بعض الإحصائيات رصدت ما يقارب 1400 اعتداء في الضفة الغربية من قطعان المستوطنين المغتصبين خلال العام الماضي.
وأضاف "تم تهجير 28 تجمعا سكانيا فلسطينيا يضم مئات العائلات وآلاف الفلسطينيين في سعي العدو لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وبلغ مجموع ما تم اقتطاعه من أراضي فلسطين ما يقارب 27 ألف دونم خلال النصف الأول من العام الجاري".
وتناول السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ما يتعرض له المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي من انتهاكات كبيرة، واقتحم عشرات آلاف الصهاينة المسجد الأقصى، وما يزيد على 50 ألف صهيوني شاركوا في الاقتحامات للأقصى ومارسوا كل أنواع الاستفزازات والإساءة للإسلام والقرآن وإلى نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتم اعتماد مبلغ يصل إلى نصف مليار دولار لتنظيم الاقتحامات للمقدسات وتمويلها".
وأكد أن المسار الإجرامي العدواني لم يكن وليداً لـ "طوفان الأقصى" بل يأتي في سياق تاريخي كله عدوان وإجرام من قبل العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه منذ وعد بلفور المشؤوم وبداية تجميع اليهود إلى فلسطين اتبع الصهاينة سياسة المجازر والمذابح الوحشية بحق الفلسطينيين قبل إعلان تأسيس الكيان.
وتابع "العصابات الصهيونية ارتكبت عشرات المذابح وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني قبل إعلان الولادة غير الشرعية للكيان المحتل، الذي بعد تأسيسه تواصلت سياسة الإجرام والمذابح بحق الشعب الفلسطيني بشكل متكرر ومنها مذبحة دير ياسين الشهيرة".
وبين قائد الثورة أن المجازر الصهيونية المبكرة كان لها هدف إشباع غريزة القتل والإجرام، والتسبب في نزوح الملايين من سكان فلسطين من منازلهم وقراهم وبلداتهم، معتبراً حرب الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، امتداداً لأساليب العدو الصهيوني بهدف محو الهوية الفلسطينية والتهجير.
وأردف قائلاً "حرب الإبادة ضد غزة والعرب كررها العديد من الصهاينة تحت مسمى الحرب المقدسة، وفي مقابل كل الإجرام الصهيوني والطغيان وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشديد، كان صمود المجاهدين وأهالي غزة عظيماً".
وأشاد بالصمود الكبير والتاريخي للمجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة والذي لا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي، وأثبت صمود الشعب الفلسطيني أن الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقما حاسما في المعارك.
وذكر السيد القائد أن فصائل المقاومة بغزة تواصل المعركة ضد العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكياً وغربياً بثبات كبير وفي منطقة صغيرة جداً ومحاصرة بشكل كلي لما يقارب 20 عاماً، موضحاً أن دولاً كبرى ذات إمكانيات ضخمة وجيوشاً كبيرة وبمساحات شاسعة لم تصمد لأيام أو أسابيع عندما تعرضت لغزو يفوقها في الإمكانات.
وقال "خلال الحرب العالمية الثانية اجتاحت ألمانيا دولا أوروبية عديدة بمساحات شاسعة وجيوش كبيرة خلال أسابيع معدودة، وفي الحرب العالمية الثانية سقطت فرنسا التي كانت من أكبر الدول الأوروبية في أقل من شهرين ولها جيش كبير وموارد هائلة".
وأضاف قائد الثورة "لم تصمد الجيوش العربية في حرب "النكسة" في العام 67م أمام العدو الإسرائيلي لأكثر من ستة أيام، واستسلمت أمامه بالرغم مما تمتلكه من العدة والعتاد".