صنعاء- سبأ: مرزاح العسل
على الرغم من التدمير الممنهج الذي يتبعه العدو الصهيوني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة والمناطق المحيطة به وخصوصاً مشروع بيت لاهيا وبيت لاهيا والمناطق الغربية.. تحوّل مُخيم جباليا إلى مصيدة حقيقية لقوات العدو، في ظل الهجوم الصهيوني البري المتواصل للشهر الثاني على التوالي.
ويحاول العدو الصهيوني منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسراً، من خلال فرض حصار مُشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب، وسط استخدام العدو سلاح التجويع والتدمير للضغط على الأهالي، ودفعهم من أجل ترك منازلهم والنزوح جنوباً.
ولتلقين العدو الصهيوني دروساً لا تُنسى، تنتهج المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها وعلى رأسها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تكتيكات عِدة في مواجهة التوغل الكثيف لقوات العدو في مناطق شمال قطاع غزة، ما يساهم في وقوع أعداد كبيرة من الجنود الصهاينة بين قتلى وجرحى، واُعلن في أوقات سابقة أن من بينهم قيادات في الوحدات الهندسية أو قادة الألوية لجيش العدو.
ومن بين هذه التكتيكات التي تتبعها المقاومة الفلسطينية أسلوب تفخيخ المنازل ونسفها في قوات العدو من خلال إعادة تدوير بعض الصواريخ التي ألقتها قوات العدو ولم تنفجر، إذ يجري استخدامها مواد متفجرة للفتك بالقوات الصهيونية، بالإضافة إلى الاعتماد على المقذوفات المحمولة، مثل قاذف (الياسين)، وقاذف (آر بي جي)، و(التاندوم)، وأيضاً العبوات الناسفة المصنعة محلياً.
كما تعتمد المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا على التشكيلات العسكرية صغيرة العدد التي يطلق عليها "الزُّمر"، وهي مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين خمسة إلى سبعة أفراد يعمل بها عناصر يمتلكون مهارات في القنص والرماية والهندسة، وتعمل هذه الخلايا على استهداف قوات العدو في محاور القتال عبر استدراجها لكمائن ثم مهاجمتها بشكل عنيف ومركز.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب الصهيونية دماراً واسعاً ألحقه العدو الصهيوني بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة.. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تُظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
ولاقى هذا المشهد انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تُظهر سُحباً كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس" قال فيها: "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
كما علق مدونون على منصة "إكس" بالقول: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد.. الجيش الصهيوني يضع خططاً عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يُندر مُشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة.. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش العدو الصهيوني وسط حصار خانق على العائلات".
ويرى مراقبون أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأمريكية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
وأعرب بعض المُغردين عن استغرابهم من تفجير العدو لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.. مشيرين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وبحسب صحيفة هآرتس الصهيونية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضع العدو الصهيوني خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسراً، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
ميدانياً.. بثت كتائب القسام، اليوم الأربعاء، مشاهد من التحام مقاتليها مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محور التوغل وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تضمنت المشاهد استهداف قوة صهيونية متحصنة بأحد المنازل قرب مستشفى اليمن السعيد وسط مخيم جباليا، وتفجير عبوة جانبية بدبابة "ميركافا" قرب مفترق البراوي، بالإضافة لمراحل التحضير لـ"كمائن الموت".
كما تمكن مقاومي القسام من تفجير ناقلة جند صهيونية بعبوة شواظ أرضية، قرب مفترق البراوي، وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
ونشرت كتائب القسام صورا تظهر استيلائها على طائرة مُسيّرة صهيونية من طراز "كواد كابتر" خلال قيامها بمهمة استخبارية وسط مخيم جباليا يوم السبت الماضي.
ومؤخرا، تزايدت العمليات التي تعُلن قوى المقاومة عن تنفيذها في قوات العدو الصهيوني بمخيم جباليا، وذلك بعد أكثر من شهر من بدء جيش العدو عملية عسكرية شمال قطاع غزة.
ودأبت كتائب القسام بقطاع غزة على توثيق عملياتها ضد قوات العدو وآلياتها في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الصهيونية في 27 أكتوبر الماضي، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نُفذت ضد قوات العدو.
والثلاثاء، أعلنت كتائب القسام عن إيقاع عشرة جنود صهاينة بين قتيل وجريح، إثر كمين نصبته لهم بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة، قائلة: إنها "فجرت منزلا بحي القصاصيب في جباليا بعبوة شديدة الانفجار فور دخول عشرة جنود صهاينة إليه عصر الاثنين".
وتزامن إعلان هذا الاستهداف، مع إقرار جيش العدو الصهيوني الإثنين بمصرع أربعة من جنوده خلال معارك في جباليا، دون أن يتضح على الفور ما إذا كانوا ضمن المجموعة نفسها التي قالت كتائب القسام إنها أوقعتهم في كمين أم لا.
وبحسب اعتراف إعلام العدو، فقد قُتل 24 جندياً منذ بدء التوغل البري في جباليا خلال شهر ونصف فقط، فيما أصيب العشرات بجراح متفاوتة في العملية البرية الثالثة التي تشهدها مناطق الشمال بعد عمليتين سابقتين في ديسمبر 2023 ومايو ويونيو الماضيين من العام الجاري.
وشهدت العملية البرية المتواصلة قتل المقاومة الفلسطينية لقائد لواء المدرعات 401 إحسان دقسة، حيث قُتل في العملية وأصيب نائبه بجراح خطرة، إلى جانب بعض الجنود الذين كانوا موجودين معه في مخيم جباليا، فيما تبنّت كتائب القسام العملية.
ويشهد مخيم جباليا، الذي يُطلق عليه مخيم "الغضب والثورة"، عمليات إطلاق نار واسعة واستهداف لجنود العدو، فيما أقر الإعلام الصهيوني بأن قائد جيش العدو ورئيس أركانه، هرتسي هليفي، نجا من محاولة لاغتياله من قبل عناصر حركة حماس، حيث استُهدف المكان الذي كان موجوداً به بعد لحظات بسيطة من مغادرته.
ويُعد مُخيم جباليا أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، حيث أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليها قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين، عقب النكبة عام 1948، فيما يقع المخيم جغرافياً في الشمال الشرقي لقطاع غزة، ويحُدّه من الشمال مشروع بيت لاهيا، ومن الجنوب والغرب مدينة جباليا والنزلة.
تاريخياً، كان للمخيم أثر كبير في العمل الوطني والثوري الفلسطيني، حيث كانت شرارة انتفاضة الحجارة من المخيم في الثامن من ديسمبر 1987، عندما دهس سائق شاحنة صهيوني مجموعة من العمال الفلسطينيين، ما أسفر عن استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين، لتنطلق معها شرارة الانتفاضة من المخيم التي انتشرت في جميع أنحاء القطاع والضفة، واستمرت حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
ومنذ الخامس من أكتوبر 2024، يتعرض مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وبعض مناطق بيت حانون لحصار صُهيوني مطبق، ما تسبب في استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، إضافة إلى التجويع وعمليات النسف والإبادة التي تجري في المنطقة.
وبدعم أمريكي، يشن العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
على الرغم من التدمير الممنهج الذي يتبعه العدو الصهيوني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة والمناطق المحيطة به وخصوصاً مشروع بيت لاهيا وبيت لاهيا والمناطق الغربية.. تحوّل مُخيم جباليا إلى مصيدة حقيقية لقوات العدو، في ظل الهجوم الصهيوني البري المتواصل للشهر الثاني على التوالي.
ويحاول العدو الصهيوني منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسراً، من خلال فرض حصار مُشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب، وسط استخدام العدو سلاح التجويع والتدمير للضغط على الأهالي، ودفعهم من أجل ترك منازلهم والنزوح جنوباً.
ولتلقين العدو الصهيوني دروساً لا تُنسى، تنتهج المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها وعلى رأسها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تكتيكات عِدة في مواجهة التوغل الكثيف لقوات العدو في مناطق شمال قطاع غزة، ما يساهم في وقوع أعداد كبيرة من الجنود الصهاينة بين قتلى وجرحى، واُعلن في أوقات سابقة أن من بينهم قيادات في الوحدات الهندسية أو قادة الألوية لجيش العدو.
ومن بين هذه التكتيكات التي تتبعها المقاومة الفلسطينية أسلوب تفخيخ المنازل ونسفها في قوات العدو من خلال إعادة تدوير بعض الصواريخ التي ألقتها قوات العدو ولم تنفجر، إذ يجري استخدامها مواد متفجرة للفتك بالقوات الصهيونية، بالإضافة إلى الاعتماد على المقذوفات المحمولة، مثل قاذف (الياسين)، وقاذف (آر بي جي)، و(التاندوم)، وأيضاً العبوات الناسفة المصنعة محلياً.
كما تعتمد المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا على التشكيلات العسكرية صغيرة العدد التي يطلق عليها "الزُّمر"، وهي مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين خمسة إلى سبعة أفراد يعمل بها عناصر يمتلكون مهارات في القنص والرماية والهندسة، وتعمل هذه الخلايا على استهداف قوات العدو في محاور القتال عبر استدراجها لكمائن ثم مهاجمتها بشكل عنيف ومركز.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب الصهيونية دماراً واسعاً ألحقه العدو الصهيوني بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة.. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تُظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
ولاقى هذا المشهد انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تُظهر سُحباً كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس" قال فيها: "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
كما علق مدونون على منصة "إكس" بالقول: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد.. الجيش الصهيوني يضع خططاً عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يُندر مُشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة.. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش العدو الصهيوني وسط حصار خانق على العائلات".
ويرى مراقبون أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأمريكية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
وأعرب بعض المُغردين عن استغرابهم من تفجير العدو لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.. مشيرين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وبحسب صحيفة هآرتس الصهيونية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضع العدو الصهيوني خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسراً، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
ميدانياً.. بثت كتائب القسام، اليوم الأربعاء، مشاهد من التحام مقاتليها مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محور التوغل وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تضمنت المشاهد استهداف قوة صهيونية متحصنة بأحد المنازل قرب مستشفى اليمن السعيد وسط مخيم جباليا، وتفجير عبوة جانبية بدبابة "ميركافا" قرب مفترق البراوي، بالإضافة لمراحل التحضير لـ"كمائن الموت".
كما تمكن مقاومي القسام من تفجير ناقلة جند صهيونية بعبوة شواظ أرضية، قرب مفترق البراوي، وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
ونشرت كتائب القسام صورا تظهر استيلائها على طائرة مُسيّرة صهيونية من طراز "كواد كابتر" خلال قيامها بمهمة استخبارية وسط مخيم جباليا يوم السبت الماضي.
ومؤخرا، تزايدت العمليات التي تعُلن قوى المقاومة عن تنفيذها في قوات العدو الصهيوني بمخيم جباليا، وذلك بعد أكثر من شهر من بدء جيش العدو عملية عسكرية شمال قطاع غزة.
ودأبت كتائب القسام بقطاع غزة على توثيق عملياتها ضد قوات العدو وآلياتها في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الصهيونية في 27 أكتوبر الماضي، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نُفذت ضد قوات العدو.
والثلاثاء، أعلنت كتائب القسام عن إيقاع عشرة جنود صهاينة بين قتيل وجريح، إثر كمين نصبته لهم بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة، قائلة: إنها "فجرت منزلا بحي القصاصيب في جباليا بعبوة شديدة الانفجار فور دخول عشرة جنود صهاينة إليه عصر الاثنين".
وتزامن إعلان هذا الاستهداف، مع إقرار جيش العدو الصهيوني الإثنين بمصرع أربعة من جنوده خلال معارك في جباليا، دون أن يتضح على الفور ما إذا كانوا ضمن المجموعة نفسها التي قالت كتائب القسام إنها أوقعتهم في كمين أم لا.
وبحسب اعتراف إعلام العدو، فقد قُتل 24 جندياً منذ بدء التوغل البري في جباليا خلال شهر ونصف فقط، فيما أصيب العشرات بجراح متفاوتة في العملية البرية الثالثة التي تشهدها مناطق الشمال بعد عمليتين سابقتين في ديسمبر 2023 ومايو ويونيو الماضيين من العام الجاري.
وشهدت العملية البرية المتواصلة قتل المقاومة الفلسطينية لقائد لواء المدرعات 401 إحسان دقسة، حيث قُتل في العملية وأصيب نائبه بجراح خطرة، إلى جانب بعض الجنود الذين كانوا موجودين معه في مخيم جباليا، فيما تبنّت كتائب القسام العملية.
ويشهد مخيم جباليا، الذي يُطلق عليه مخيم "الغضب والثورة"، عمليات إطلاق نار واسعة واستهداف لجنود العدو، فيما أقر الإعلام الصهيوني بأن قائد جيش العدو ورئيس أركانه، هرتسي هليفي، نجا من محاولة لاغتياله من قبل عناصر حركة حماس، حيث استُهدف المكان الذي كان موجوداً به بعد لحظات بسيطة من مغادرته.
ويُعد مُخيم جباليا أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، حيث أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليها قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين، عقب النكبة عام 1948، فيما يقع المخيم جغرافياً في الشمال الشرقي لقطاع غزة، ويحُدّه من الشمال مشروع بيت لاهيا، ومن الجنوب والغرب مدينة جباليا والنزلة.
تاريخياً، كان للمخيم أثر كبير في العمل الوطني والثوري الفلسطيني، حيث كانت شرارة انتفاضة الحجارة من المخيم في الثامن من ديسمبر 1987، عندما دهس سائق شاحنة صهيوني مجموعة من العمال الفلسطينيين، ما أسفر عن استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين، لتنطلق معها شرارة الانتفاضة من المخيم التي انتشرت في جميع أنحاء القطاع والضفة، واستمرت حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
ومنذ الخامس من أكتوبر 2024، يتعرض مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وبعض مناطق بيت حانون لحصار صُهيوني مطبق، ما تسبب في استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، إضافة إلى التجويع وعمليات النسف والإبادة التي تجري في المنطقة.
وبدعم أمريكي، يشن العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.