وقف إطلاق النار في لبنان... ليس إلا نهاية لفصل من فصول معركة الإسناد التي لا تزال طويلة وشاقة


https://www.saba.ye/ar/news3404257.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
وقف إطلاق النار في لبنان... ليس إلا نهاية لفصل من فصول معركة الإسناد التي لا تزال طويلة وشاقة
[01/ ديسمبر/2024]

عواصم- سبأ:

في جوهر الأمر ، فإن صواريخ وقاذفات ومُسيرات وطلقات حزب الله اللبناني لم تكشف فقط مدى قدرة الحزب في إرغام العدو الصهيوني على القبول بوقف إطلاق النار، بل أكدت أنّ هذا الوقف ليس إلا نهاية لفصل من فصول معركة الإسناد التي لا تزال طويلة وشاقة حتّى تحرير فلسطين كاملة وإزالة الكيان الصهيوني من الوجود.

من هنا تبرز أهمية قراءة إنتصار حزب الله من أنه أفشل الكيان الصهيوني من تحقيق أي إنجاز يُذكر، بعدما ظل بضوء أخضر أمريكي يسعى الى الساعات الأخيرة قبل وقف النار للحصول على إنتصار رمزي، وأكد الحقيقة الساطعة بأنّ هزيمة المشروع الصهيوني وكيانه المجرم أصبحت أمراً واقعياً.

فما حدث في الكيان الصهيوني بفعل صواريخ ومُسيرات حزب الله قد قبر تاريخ مضى، وأسس لتاريخ جديد فيه المقاومة اللبنانية رقماً صعباً للغاية لا يمكن تجاوزها.

وبناءً على هذا الإدراك والفهم والوعي فإن حزب الله لن يترك الإسهام بطريقة أو بأخرى في الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية والمحورية للمقاومة، ولمحور المقاومة.

وشدد الشيخ قاسم على أن "دعم المقاومة لفلسطين لن يتوقف وبأشكال مختلفة".. مضيفاً: "نحن نعتبر أن فلسطين والقدس هي قضية الأحرار ودعمنا سيستمر بالطرق المختلفة".

وأعاد التذكير بأن حزب الله عندما انطلق في مساندة المقاومة في قطاع غزة كرر أنه لا يريد الحرب، ولكنه أكد أنه جاهز إذا فرضت عليه.

ومن هنا جاء تأكيد حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الإنتصار الذي حققه حزب الله هو إنتصار لفلسطين وأن هذا الإنتصار سوف يستمر بمقاومة الفلسطينيين للعدو الصهيوني على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشادت حركة حماس "بالدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الإسلامية في لبنان، إسناداً لقطاع غزَّة والمقاومة الفلسطينية، والتضحيات الجِسام التي بذلها حزبُ الله وقيادته، وفي مقدّمتهم الأمين العام الشهيد السيّد حسن نصر الله".

وتابعت: "إنّنا لمطمئنون إلى استمرار محور المقاومة في دعم شعبنا، وإسناد معركته بشتى الوسائل الممكنة" .

ومن هذا المشهد يرى محللون سياسيون أن جبهات الإسناد بين المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ستواصل عملها ولكن بتكتيكات مختلفة، لاسيما بعد أن تبين حجم ترابط وحدة مصير المنطقة بين لبنان وغزة.

وبحسب الكاتب والباحث السياسي، هادي قبيسي، فإن الطموح الصهيوني في مسألة الفصل بين جبهات المقاومة لن يتحقق، واستدل على كلامه بإعلان المستوطنين الصهاينة رفضهم العودة إلى منازلهم في الشمال، ومطالبتهم بوجود لقوات صهيونية داخل جنوب لبنان ومنطقة عازلة.

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، أن فصل الجبهات سيتحقق عمليا بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني، لكن لا يعني ذلك أن حزب الله سيتخلى عن المقاومة الفلسطينية في غزة، وربما سيدعمها بطرق وآليات أخرى.

وأوضح أنه ليس من السهل أن يستفرد الكيان الصهيوني بقطاع غزة،"لأن فترة الـ60 يوما قد تحمل من الألغام مع لبنان وحزب الله ما لا يمكن احتسابه الآن" .

وأشار إلى أن العدو الصهيوني تعوّد في الاتفاقيات السياسية أن يأخذ ما يريد ولا يلتزم بما يريد الطرف الآخر.

وبهذا الشأن لفت المحلل السياسي حامي الدين، إلى أن صورة إنتصار المقاومة في لبنان "يمكن أن نراها بشكل واضح بمجرد إعادة تركيب الوقائع والأحداث بشكل دقيق بعيدا عن الضجيج الإعلامي السائد هذه الأيام".. موضحا أن الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله حينما أعلن قرار إسناد جبهة غزة، "كان واضحا أنه لا يريد جر لبنان إلى حرب شاملة مع العدو الصّهيوني، ولكنه كان يرغب في تحقيق هدفين، أولهما إشغال جزء معتبر من جيش العدو في معركة استنزاف طويلة للتخفيف على غزة، وثانيهما منع مستوطني شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة من العودة إلى مستوطناتهم".