هل تعمل أجهزة كشف الكذب فعلاً؟


https://www.saba.ye/ar/news3445258.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
هل تعمل أجهزة كشف الكذب فعلاً؟
[02/ مارس/2025]
لندن-سبأ:
تثار تساؤلات حول إمكانية ودقة ما يُعرف شعبياً باسم "جهاز كشف الكذب"، نظراً لهدفه المتمثل في ضبط الأشخاص وهم يكذبون. ولكن هل جهاز كشف الكذب دقيق كما نعتقد في الثقافة الشعبية؟!

وقدم تقرير نشر في موسوعة Britannica تفاصيل حول الموضوع، وقال التقرير إن أحد العناصر الأساسية في برامج الجريمة التلفزيونية هو صورة المشتبه به الذي يتصبب عرقاً في غرفة الاستجواب بينما يستخدم المحققون اختبار كشف الكذب لتحديد ما إذا كان المشتبه به بريئاً أم مذنباً، وإن جهاز كشف الكذب، الذي يُعرض كثيراً في هذه البرامج التلفزيونية كوسيلة أكيدة لتحديد ذنب الشخص، يُعرف شعبياً باسم "جهاز كشف الكذب"، نظراً لهدفه المتمثل في ضبط الأشخاص وهم يكذبون. ولكن هل جهاز كشف الكذب دقيق كما نعتقد في الثقافة الشعبية؟ باختصار: قد لا يكون "جهاز كشف الكذب" هو أفضل لقب لجهاز كشف الكذب.

وتقيس أجهزة كشف الكذب التعرق ومعدل النبض وعوامل فسيولوجية أخرى لدى الشخص الذي يجري اختباره.

وبهذه الطريقة تكون اختبارات كشف الكذب دقيقة في قياس ما يفترض أنها تكتشفه: الإثارة العصبية. عندما يخضع شخص لاختبار كشف الكذب، يبدأ المشرف على الاختبار بطرح نوعين من أسئلة التحكم: أسئلة يُتوقع من الشخص الإجابة عليها بصدق وأسئلة يُتوقع من الشخص الإجابة عليها بكذب (غالبًا ما يطلب المشرف من الشخص كتابة رقم ثم يسأل "هل كتبت 1؟" "هل كتبت 2؟" وهكذا للحصول على الإجابات المطلوبة).

وبهذه الطريقة، عندما يطرح المشرف على الاختبار أسئلة أكثر صلة في وقت لاحق، يمكن مقارنة ردود الفعل الفسيولوجية للمريض بردود الفعل على أسئلة التحكم لتحديد ما إذا كان الشخص يقول الحقيقة أم لا.

ومع ذلك، فمن الممكن أن يتفاعل الناس بطريقة أكثر حماسة حتى عند الإجابة على الأسئلة بصدق. وإذا لم تظهر أسئلة التحكم بدقة كيف يتفاعل الشخص عندما يكذب، فسيكون من الصعب على المسؤول أن يقرر بشكل قاطع ما إذا كان الشخص يكذب أم لا عند الإجابة على الأسئلة ذات الصلة.

ولذا، في حين أن جهاز كشف الكذب قد يكون فعالاً في قياس العوامل الفسيولوجية المرتبطة بالتوتر، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه قادر دائمًا على التمييز بين الشخص الكاذب والشخص الذي يقول الحقيقة،وإن معرفة إمكانية التلاعب بنتائج اختبار كشف الكذب تجعل من جهاز كشف الكذب كجهاز لكشف الكذب جهازاً غير موثوق إلى حد كبير في حد ذاته.

بالإضافة إلى ذلك، يقيس جهاز كشف الكذب العوامل الفسيولوجية المرتبطة ليس فقط بالكذب ولكن أيضاً بالتوتر - وهو شعور شائع قد يشعر به المرء عند الاستجواب.

ولهذا السبب انحرف ضباط الشرطة في السنوات الأخيرة عن الاعتماد الكامل على اختبارات كشف الكذب كدليل قاطع على براءة الشخص أو ذنبه.

بشكل عام، من المهم مراعاة احتمالات الخطأ عند فحص نتائج اختبار كشف الكذب، ولكن من الممكن ضبط الشخص متلبساً بالكذب.