
صنعاء - سبأ:
تشهد مديريات محافظة صنعاء نشاطاً واسعاً وحراكاً فاعلاً في إطار البرنامج الرمضاني اليومي، بإقامة المجالس والأمسيات الرمضانية التوعوية إحياءً لليالي الشهر الكريم.
وتشكل الفعاليات والأمسيات الرمضانية، أهمية خاصة على مستوى كل قرية وعزلة من مديريات المحافظة إضافة إلى المساجد، والساحات العامة، يستمع الجميع فيها للمحاضرة اليومية لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وعقبها يبدأ برنامج الأمسية بحضور قيادات وأعضاء المجالس المحلية ومسؤولي التعبئة والمكاتب التنفيذية.
تكمن أهمية البرنامج الرمضاني، بالنسبة لأبناء الشعب اليمني، في أنه تربوي وتثقيفي وتوعوي وتعبوي لتعزيز وترسيخ الهوية الإيمانية في أوساطهم.
تعتبر الأمسيات الرمضانية، محطة مهمة لتدارس الأوضاع الخدمية والتنموية والتعرف على هموم المواطنين واحتياجاتهم من المشاريع الخدمية الضرورية، والوقوف على الصعوبات التي تعترض سير العمل التنموي في المديريات.
وأوضح محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، أن المجالس الرمضانية فرصة للتزود بالطاعات وتزكية النفوس، ومناسبة لمراجعة الأعمال والأنشطة خلال الفترة الماضية والتأسيس لمرحلة من البناء التنموي والاجتماعي.
وأكد أهمية مواصلة البناء تحقيقاً لأهداف المسيرة القرآنية التنموية التي أرسى دعائمها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ما يتطلب العمل المشترك ومضاعفة الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمعية من موقع المسؤولية في هذا الجانب.
واعتبر المحافظ الهادي الشهر الفضيل، موسمًا للخير والبركة، يسهم في تعزيز اللقاءات التي ترسّخ قيم التواصل والتآخي والترابط، وتعكس في الوقت ذاته جوهر المجتمع اليمني بتعزيز الروح الإيمانية والعزيمة الجهادية والمسؤولية الوطنية وحب البذل والعطاء والسعي المستمر للإنجاز لتحقيق طموحات كافة أبناء المجتمع.
ودعا إلى تعزيز التلاحم الوطني والتماسك بين كافة أفراد المجتمع لتحقيق التطلعات ومواجهة كل المؤامرات، مؤكداً أهمية الرسالة التي تحملها المجالس في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الترابط المجتمعي والحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسبات ثورة الـ 21 من سبتمبر.
فيما أوضح وكيل أول المحافظة حميد عاصم، أن المجالس والأمسيات الرمضانية تسهم في إرساء قيم التعاون المجتمعي، ومواجهة التحديات وحل المشكلات ومناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وطرح بعض القضايا المتنوعة التي تلامس حياة الناس.
ولفت إلى أهمية المجالس والأمسيات الرمضانية التي تقام على مستوى المديريات والعزل والقرى في الاستفادة الثقافية والاجتماعية والدينية والفكرية وتدارس الشؤون المحلية.
وحث على الاستماع لدروس ومحاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ومتابعة محاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين خلال ليالي شهر رمضان والاستفادة من الدروس والعظات التي تحتويها.
وبشأن فائدة المجالس والأمسيات الرمضانية في الجوانب التنموية، ذكر الوكيل عاصم أن الوطن يمر بحصار منذ بداية العدوان عليه، ما يتوجب على الجميع الوعي بمخاطر ما يُحاك من مؤامرات، والتوجه نحو عملية التنمية والبناء.
وقال "أصبح المجتمع ركناً أساسياً في المشاريع التنموية على مستوى كل مديرية، وباتت المساهمات المجتمعية واضحة ومن المهم أن تتم مناقشة ذلك في المجالس الرمضانية، وما يمكن التركيز عليه من أولويات في تنفيذ المشاريع المستدامة، خاصة الزراعية والمائية وفي الطرق وبناء السدود والتعليم والصحة وغيرها".
وعدّ وكيل أول المحافظة، المجالس والأمسيات الرمضانية وسائل مهمة لتدارس الأوضاع وإحياء وتطوير التعاونيات وانتهاج تنمية المجتمع للوطن بالشراكة الحقيقية مع الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات والمديريات.
بدوره أفاد رئيس الفريق التنموي بالمحافظة عبدالله المروني، بأن أهمية المجالس والأمسيات الرمضانية تكمن في اكتساب المجتمع وعياً وبصيرة وثقافية قرآنية تزيده ارتباطاً بالله والقرآن الكريم والعمل وفق منهج الله في كل المجالات.
وأكد أن المجالس والأمسيات الرمضانية بما تتضمنه من دروس إيمانية تحصن المجتمع من الانزلاق وراء الأهواء والشيطان الرجيم.
وقال "عندما يصبح المجتمع، الذي يعتبر الإنسان فيه هو أساس التنمية، محصنًا وواعيًا مرتبطًا بالله والقرآن ورسوله الكريم وأعلام الهدى، ستكون التنمية قائمة على هدى الله وسيصبح الإنسان مهتماً بها كسلاح مهم في مواجهة التحديات والأخطار وصولًا للاكتفاء الذاتي، وكذا مهتماً ببناء وعمارة الأرض كأحد أسس مهام الإنسان في الحياة".
وبين المروني أنه تتم مناقشة وتبادل الآراء والمقترحات والعمل على تنفيذ المشاريع والخدمات وبما يسهم في بناء المجتمع، ويجعله قادراً على مواجهة مخططات الأعداء، مؤكداً أن إقامة الأمسيات والمجالس إحياء للقيم والمبادئ والألفة والقربى والأخوة الإيمانية.
من جهته أشار الناشط الثقافي أحسن العبَّادي، إلى أن من فضل الله على يمن الإيمان والحكمة، أن أوجد القيادة والمنهج القرآني.
وقال "لا يوجد اليوم بلد إسلامي يعيش في هذا الشهر الأجواء الروحانية والمظاهر الإيمانية والروابط الوثيقة بالقرآن كما هو الحال في اليمن، وهذا يعود إلى مجالس البرنامج الرمضاني التي تقام في كل العزل والقرى والأحياء والحارات".
وذكر أن ما تقدّم في المجالس الرمضانية من دروس أو محاضرات، تعززّ من الثقافة والهدي والمبادئ القرآنية التي تزرع في القلوب المعرفة الصحيحة بالله والثقة به والتوكل عليه.
وأوضح العبّادي، أن الحضور للمجالس الرمضانية والاستماع لمحاضرات السيد القائد تعززّ من حالة الوعي والبصيرة والمعرفة والنظرة الثاقبة للمخاطر التي تُحيط بالأمة.
تظل المجالس والأمسيات الرمضانية ساحة واسعة ومناسبة سنوية للاجتماع في كل سهل وجبل وقرية وعزلة ومديرية، وفي الوقت ذاته تعزّز من فرص التواصل وتدارس هموم المجتمع وأحواله وظروفه وتسهم في تجسيد روح التسامح بين اليمنيين.