منظمة دولية: تقاعس المجتمع الدولي تجاه غزة أمر مرعب ومروع


https://www.saba.ye/ar/news3451123.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
منظمة دولية: تقاعس المجتمع الدولي تجاه غزة أمر مرعب ومروع
[15/ مارس/2025]

غزة-سبأ:

قالت منظمة "هانديكاب إنترناشيونال" الدولية غير الحكومية، إن الفظائع التي تُرتكب أمام أعيننا في قطاع غزة، في ظل تقاعس المجتمع الدولي أمر مرعب، وإن درجة نزع الإنسانية عن الفلسطينيين مروعة.

جاء ذلك في مقابلة صحفية لـ مارا بيرناسكوني، المكلفة بمناصرة فلسطين بالمنظمة مع صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية، قدّمت خلالها، وصفاً للوضع الإنساني في قطاع غزة.

وأوضحت بيرناسكوني، العائدة قبل بضعة أيام من مهمة لتقديم المساعدات إلى قطاع غزة: " أن سكان غزة يعيشون في ظروف غير إنسانية.. بلا كهرباء، مع وصول محدود للمياه، وسط رطوبة وبرد وعواصف رملية.

وأضافت بيرناسكوني قائلة:" أثناء وجودي هناك، كانت الخيام تتطاير بفعل الرياح، في وقت لم يبقَ للناس شيء. الملاجئ لا توفر إلا الحد الأدنى من الحماية. حجم الدمار لا يمكن تصوره، المباني منهارة والأنقاض في كل مكان، الطرق مدمرة بسبب القصف، الأسفلت تحول إلى حطام لدرجة أن البعض لم يعد يتعرف على حيه".

وتابعت أن "الناس يعيشون في ظل خوف دائم من القصف القادم، مدركين أنهم قد يكونون الضحايا التاليين في أي لحظة، دون تمييز. كثيرون يتساءلون لماذا لم يُقصف حيّهم بعد، بل إن البعض يذهبون إلى حد القول: “لماذا ليس أنا؟”.

وأشارت أنه "لاتخاذ قرارات من أجل البقاء، تضطر العائلات إلى خيارات مؤلمة: ينقسم أفرادها، يذهب الأب مع بعض الأطفال، والأم مع الآخرين، البعض إلى وسط غزة، وآخرون إلى الجنوب. إنها ظروف مروعة. البعض لا يتناول إلا وجبة واحدة في اليوم حتى يتمكنوا من إطعام أطفالهم".

ورداً على سؤال الصحيفة عن مدى خشيتها ومنظمتها "هانديكاب إنترناشيونال" من حدوث مجاعات في ظل نقص الإمدادات جراء حظر سلطات العدو الصهيوني منذ أسبوعين المساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء، أوضحت مارا بيرناسكوني أنه خلال وقف إطلاق النار، تمكنت المنظمة من إدخال كميات كبيرة من المساعدات: أطراف صناعية، دعامات طبية، ومستلزمات أساسية. لكن مخزونها سينفد قريبًا.

واعتبرت أن منع دخول المساعدات في بداية الشهر يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. وفقًا للمعاهدات الدولية، تتحمل القوة المحتلة مسؤولية ضمان إمداد السكان بالطعام والمياه والأدوية، وتسهيل وصول فرق الإغاثة (كما تنص اتفاقية جنيف لعام 1949). ونددت باستخدام الإسرائيليين المساعدات الإنسانية كورقة مساومة في المفاوضات، “إنه عقاب جماعي”.

وعبرت العاملة في المجال الإنساني عن قلق وخشية من العواقب الوخيمة لهذا الحصار: المجاعة أصبحت سلاحًا في الحرب. إلى متى سنظل نراقب هذه الانتهاكات، ونعددها، ونتناقش حولها، دون أن نتحرك؟.

ورأت أن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية، وهي في أيدي عدد قليل من الدول، لديها هي الأخرى مسؤوليات تجاه القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حظر تقديم الدعم المادي أو المالي أو العسكري لأي طرف في النزاع، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وضمان احترام القانون. فالضغوط الدبلوماسية لم تعد كافية.

وقالت إن "التنديد بمنع وصول المساعدات الإنسانية شيء، لكن اتخاذ إجراءات ملموسة هو شيء آخر، وإن الكيان الصهيوني قوة احتلال في الأراضي الفلسطينية منذ عقود، وإن الحروب متكررة، لكن منذ 15 شهرًا، أصبحت الأوضاع شديدة الخطورة، مع عدد استثنائي من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.

ويشار إلى أن منظمة "هانديكاب إنترناشيونال" تضم أكثر من 300 موظف فلسطيني و6 دوليين، بينهم أطباء نفسيون، أخصائيو أطراف صناعية، خبراء إزالة الألغام، إضافة إلى فرق لوجستية وأمنية.

ومطلع مارس الجاري، عاود الكيان الصهيوني الغاصب إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، بعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وسط تجاهل أميركي وصمت دولي.

كما تنصلت حكومة الكيان الصهيوني من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق وإنهاء الحرب كما هو متفق عليه، وقطعت الكهرباء المحدودة عن محطة تحلية المياه وسط القطاع.