اكتشاف تراكيب جيولوجية غاضمة تحت بحر الشمال


https://saba.ye/ar/news3514652.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
اكتشاف تراكيب جيولوجية غاضمة تحت بحر الشمال
[11/ يوليو/2025]
لندن - سبأ:


اكتشف العلماء من جامعة "مانشستر" مئات التكوينات الرملية الغامضة تحت بحر الشمال تقلب المفاهيم الأساسية عن تركيب القشرة الأرضية.


وهذه التكوينات، المُسمّاة "التكوينات الغائرة" (Sinkites)، هي تلال رملية عملاقة بعرض عدة كيلومترات، لم تترسب فوق الصخور القديمة كما يحدث عادة، بل غاصت إلى الأسفل مزاحة المواد الأكثر ليونة ومسامية تحتها.
ويتحدى هذا الاكتشاف مبدأ أساسيا في علم الجيولوجيا، يفيد بأن الطبقات الأحدث تتشكل فوق الطبقات الأقدم، وتُعرف هذه الظاهرة الجديدة باسم "الانقلاب الطبقي" (Stratigraphic Inversion)، حيث ينقلب الترتيب المعتاد للطبقات الصخرية، ولم تُرصد هذه الظاهرة سابقا إلا على نطاق ضيق، لكن "التكوينات الغائرة" تُعدّ أكبر مثال مسجل علميا لهذا الانقلاب.
وقال المؤلف الرئيسي للبحث، البروفيسور مادس هيوز: "رصدنا هياكل غاص فيها الرمل الكثيف داخل رواسب أخف وزنا، بينما طفت تلك الرواسب إلى الأعلى، الأمر الذي يقلب تماما المفاهيم السائدة عن طبقات القشرة الأرضية، ويشكل تلالا هائلة تحت قاع البحر".
وقد اكتُشف في الموقع 34/8-A-14 ضمن مكمن فيزوند (Visund) رمل كثيف مسامي غاص تحت طبقة من الطين الأقل كثافة. ويُعدّ هذا أحد أمثلة "التكوينات الغائرة"، حيث يهبط الرمل الثقيل ليحل محل الصخور الأخف، التي تصعد إلى الأعلى، محدثة اضطرابا في الترتيب الطبقي الطبيعي.
ويُعتقد أن هذه التكوينات قد تشكلت قبل ملايين السنين خلال العصر الميوسيني المتأخر، نتيجة زلازل أو تغيرات مفاجئة في الضغط الجوفي، وأدى ذلك إلى تحوّل الرمل إلى حالة سائلة، وغوصه عبر شقوق في قاع البحر، مزاحما الصخور الأخف، والمكوّنة من حفريات بحرية مجهرية، نحو الأعلى، ومشكّلا هياكل طافية تُعرف باسم "العوالق الصخرية" (Floaters).
وقد استخدم الفريق البحثي تقنية التصوير السيزمي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة، بالإضافة إلى بيانات من مئات الآبار الاستكشافية وعيّنات صخرية من أعماق البحر، ومكّنت هذه الأدوات من الكشف عن نظام جيولوجي كامن تحت بحر الشمال، يتجاوز كونه مجرد شذوذ طفيف