أطفال غزة.. أجساد نحيلة وعيون غائرة وحياة ينهشها التجويع الصهيوني


https://saba.ye/ar/news3529096.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
أطفال غزة.. أجساد نحيلة وعيون غائرة وحياة ينهشها التجويع الصهيوني
[05/ أغسطس/2025]

غزة - سبأ :

لم يعد موت الأطفال جوعاً في غزة اليوم مجازًا، بل بات حقيقة قاتلة انتجتها جرائم الإبادة والتجويع، التي فرضها العدو الإسرائيلي، على أكثر من مليون طفل مجوّعٍ، في القطاع المحاصر.

ونتيجة لسياسة التجويع المتوحشة، التي ينتهجها العدو الإسرائيلي، فإن أطفال غزة الذين نحلت أجسادهم من الجوع، مهددون بالموت البطيء.

ويرصد المركز الفلسطيني للإعلام، ما يعيشه أطفال غزة تحت الحصار، في ظل الدمار الذي يخلفه العدو الإسرائيلي، بمافيها تلك الصورة التي تلتقط لطفلة فلسطينية تنام مجوّعة،وتلتحف بطانية مهترئة في إحدى مدارس الإيواء، شمال قطاع غزة

لا تملك أم الطفلة المجوّعة ما تطعمها سوى فتات خبز جاف، ولا تملك كلمات تسكت به بكاء طفلتها التي أرهقها الجوع، سوى صمتُ أمٍّ مجوّعةٌ هي الأخرى.
ورصد برنامج الغذاء العالمي، أكثر من 1700 حالة وفاة، بين الأطفال منذ يناير 2024، بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية.

ووفق إحصائيات البرنامج الأممي ، يعاني 90% من أطفال القطاع من نقص حاد في الغذاء، بينما ينام 82% منهم مجوّعين في كل ليلة، و34% من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.

ويظهر سوء التغذية في أجساد الأطفال النحيلة، وعيونهم الغائرة، وتساقط شعرهم، وأكثر من ذلك يظهر في حالات التدهور العقلي والنفسي لأطفالٍ لا ذنب لهم سوى أن قاتلاً صهيونياً متوحشاً يتربص بهم.

لقد ارتفعت وفيات الرضّع بشكل مرعب في القطاع المجوّع، بسبب انعدام حليب الأطفال، وتراجع إدرار الحليب الطبيعي لدى الأمهات بفعل جرائم التجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي.

وفي إحصائية لا تقل كارثة عن سابقتها، ارتفعت وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بنسبة 45% مقارنة بالعام الماضي.

وفيما تعتمد 68% من العائلات الغزّية على وجبة واحدة أو أقل يوميًا، فإنها في حالاتٍ كثيرة تتنازل عن هذه الوجبة لتمنحها لأطفالها المجوّعين.

لا تقل الآثار النفسية التي خلفها العدو الإسرائيلي، على الأطفال قسوة، عن ما يعانونه من الجوع.

ووفقاً لتقارير اممية فإن آلاف الأطفال، يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، أبرزها القلق، والاكتئاب، واضطرابات ما بعد الصدمة، في ظل غياب شبه تام لبرامج الدعم والرعاية النفسية.

ليس التجويع في غزة طبيعياً بل هي جرائم إبادة يرتكبها عدوٌّ متوحش بشراكة أمريكية وتواطئٍ غربي وصمت دولي مريب.

يقوم العدو الإسرائيلي، بقتل الأطفال المجوّعين الباحثين عن الطعام، أمام مراكز المساعدات، التي يتشارك جريمتها مع الولايات المتحدة، مثلما يقتل الكثير من الباحثين عن المساعدات.

وقد كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن شهادات صادمة أدلى بها فتية، أفرجت عنهم قوات العدو الإسرائيلي، بعد اعتقالهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، أمام "مصائد الموت" التي يديرها بالشراكة مع واشنطن.

في ظل كل جرائم التجويع والإبادة الصهيونية التي تستهدف الطفول في غزة، يبرز صوتٌ انسانيٌ خافت، لا يرقى إلى حجم الجريمة، يدعو لإنقاذ أطفال القطاع المجوعين، وفتح المعابر الإنسانية فورًا، وتمويل برامج التغذية، وتوفير حليب الأطفال والمكملات الغذائية.

وكشف تقرير أممي أنّ من بين 14 ألفاً و750 طفلاً في غزة مصابون بسوء التغذية، ثمّة 3288 طفلاً مصاباً بسوء التغذية الحاد الوخيم.

وحسب تقرير وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 188 شهيدًا، من بينهم 94 طفلًا.

ويواجه فلسطينيو قطاع غزة موجة غير مسبوقة من الجوع منذ إغلاق العدو الإسرائيلي معابر القطاع، مطلع مارس الماضي، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء.

ومع مرور الوقت، استنفد سكان غزة كل موارد الطعام وأصبحت المحلات فارغة، وباتت العثور على رغيف خبز أشبه بالمستحيل، فيما يشهد المتوفر من البضائع ارتفاعاً خيالياً في الأسعار، حتى بات "الموت جوعًا" سببًا من أسباب الموت في القطاع وأشرسها.

وتستمر جرائم العدو الإسرائيلي بحق منتظري المساعدات من الفلسطينيين في قطاع غزة، بشكل يومي منذ بدء تنفيذ الآلية "الإسرائيلية الأميركية" التي تشرف عليها ما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، في 27 مايو الماضي.