مسيرات الأحرار في يوم القدس.. ارتباط عميق بخيار المقاومة كسبيل حقيقي لاستعادة القدس


https://www.saba.ye/ar/news3185629.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
مسيرات الأحرار في يوم القدس.. ارتباط عميق بخيار المقاومة كسبيل حقيقي لاستعادة القدس
[04/ مايو/2022]

عواصم سبأ:

جاءت مشاهد الحشود الضخمة لمسيرات الأحرار في العالم والتي امتدت من اليمن، إلى إيران، ولبنان، وسوريا، والجزائر، والعراق، وباكستان، وتونس، وسائر بقاع الأرض، بمناسبة حلول يوم القدس العالمي لتؤكد من جديد ارتباط محور المقاومة العميق بخيار المقاومة كسبيل حقيقي لاستعادة القدس المحتلة.

وأثبتت المسيرات أن محور المقاومة بات هو الداعم الرئيسي والحامي للشعب الفلسطيني، ومقدساته وأقصاه، وبات بالفعل قادراً على إفشال المشروع "الصهيو-أمريكى" الذي يهدف الى إنهاء القضية الفلسطينية.

وأظهرت هذه الحشود الضخمة بمسيراتها الكبيرة أن فلسطين ما زالت حيةً في ضمير الأحرار وأن إرادة هذا المحور بكامله دولًا وحركات مقاومة هي التي ستتحقق تحت لواء يوم القدس العالمي الذي وحد الأمة العربية والإسلامية وكل المجاهدين وكل أحرار العالم.

ويشكل ما شاهدناه في هذه المسيرات رسالة واضحة تُظهر أن معركة القدس هي معركة الأمة وأنه اذا ما قامت معركة مفتوحة من أجل القدس، فإنها ستتحوّل الى معركة إقليمية وسيكون هناك تدخّل ووحدة جبهات لدول محور المقاومة، ما يدلّ على عمق ارتباطهم بخيار المقاومة كسبيل حقيقي لاستعادة الحقوق والمقدّسات.

وفي هذا السياق أكد  رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أنه في يوم القدس "أظهرت الأمة الإسلامية وحدتها ضد المحتلين الصهاينة المجرمين من خلال النزول إلى الشوارع، وترديد شعارات تحرير فلسطين وقطع العهد على استئصال هذه الغدة الصهیونیة السرطانية".

ونوه بأن الأمة الإسلامية لن تتاجر بهدفها والمتمثل في تحرير القدس.. لافتا إلى أن الأمة الإسلامية ستحقق ذلك الهدف.

بدوره أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة "أن حشود ملايين الأحرار الذين لبوا نداء القدس في يوم القدس العالمي عبر المسيرات والتظاهرات التي جابت دول العالم وميادينها رافعة عنوان القدس عالياً، بعثَ بالأمل الذي يكبر كل يوم بالتحرير ودحر الكيان الصهيوني عن فلسطين".

وقال أبو حمزة: "نشد على أيدي الشعوب الحرية جميعاً في الثبات والاستعداد التام لكل ما يقرب من حرية فلسطين ومقدساتها الإسلامية".

من جانبهم أكد محللون سياسيون أن قضية فلسطين والقدس هي قضية مركزية ومن أجلها لابد من التنسيق بين جميع المسلمين وبين التحرك على أساس المشتركات، وهذا ما يرعب العدو الصهيوني وما اشتغل العدو على أساسه منذ أكثر من 50 سنة في تفكيك الأمة الإسلامية على أسس طائفية وسياسية ومناطقية وحدودية وغيرها.

وقال المحللون: إنه لا يرعب أعداء الأمة المسلمة شيء مثل الدعوة الى توحيد أبنائها وإلى التنسيق فيما بين قواهم المختلفة ولذلك فمظهر الحشود في مختلف الدول العربية والإسلامية على اختلاف توجهاتها السياسية والفكرية هو خطوة مهمة جدا ورسالة للأعداء قبل الأصدقاء أن الأمة الإسلامية لا زالت أمة واحدة ربها واحد ونبيها واحد ومصيرها المشترك واحد.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، حسن لافي، أن خروج الحشود الكبيرة في يوم القدس العالمي
يثبت دوماً أن القدس هي القضية القادرة على توحيد الأمة بكامل أطيافها، وتجييش كامل قدراتها ومقدّراتها في خضم معركتها المركزية ضد المشروع الغربي الإمبريالي ورأس حربته "إسرائيل"

وقال لافي: إن يوم القدس العالمي في هذا العام يحمل خصوصية كبرى، كونه أتى في ذروة نضال الشعب الفلسطيني في كل جبهاته الجغرافية، التي توحّدت على خيار المقاومة ضدّ الهجمة الصهيونية الشرسة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، في محاولة إسرائيلية لفرض سيادتها الدينية على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانياً وزمانياً، مستمدة قوتها من الانحدار المتسارع لقطار التطبيع العربي، والذي وصل بالمطبّعين العرب إلى الاجتماع في النقب حول قبر بن غوريون مؤسس الكيان الموقّت، والمسؤول الأول عن نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضه.

وأكد أنّ يوم القدس العالمي في هذا الظرف الحرج الذي تمر فيه مدينة القدس، بصورة خاصة، والقضية الفلسطينية بصورة عامة، يبرز كقوة إسناد ودعم للشعب الفلسطيني، ويمنحه مزيداً من الثقة العالية بأمته وقواها الحية المقاومة، التي جعلت شعارها "القدس هي المحور" في يوم القدس، كتأكيد أن القدس والقضية الفلسطينية ما زالت وستبقى القضية المركزية للأمة.

وتابع قائلا: "إنه مهما تلاطمت أمواج التطبيع الصهيو- عربي، فإنها حتماً ستنحسر وتتلاشى أمام مد رقعة محور القدس واتساعها، والذي بات يملك قناعة وثقة جمعيتين، جنداً وقادة، بأنه قادر على تحقيق الانتصارات على هذا الكيان الموقت".

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن ذكرى يوم القدس العالمي جاء هذا العام بنكهة الشموخ والانتصار وقد تغيرت موازين القوى في المنطقة، وأصبح للمقاومة محور قوي متكامل يفرض معادلاته كما يشاء، وبات يشكّل كابوساً على مستقبل "إسرائيل"، وفي وقت بدأ العد التنازلي لزوالها بالفعل في ظل معطيات كثيرة.

وأوضح أن هذه المعادلات بدأت معالمها تتضح أكثر بعد معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية قبل عام دفاعاً عن المسجد الأقصى.

كما أكد فشل الكيان الصهيوني منذ إعلان يوم القدس وحتى اليوم في أن يقضي على روح المقاومة في فلسطين، بعد نجاح محور المقاومة الكبير بإحداث نقلات نوعية سُجلت على مدار تاريخ الصراع مع "إسرائيل"، منذ أن كان الشعب الفلسطيني يقاوم بالحجر إلى أن امتلك الصاروخ الذي يضرب على طول 250 كيلومتراً في عمق فلسطين المحتلة، فتغيرت الموازين، وأصبحت مقاومته تمتلك قوة صاروخية وإرادة وقدرة على هزيمة "إسرائيل" التي لم تعد قادرةً على مواجهتها. 

وتابع قائلاً: إن "القدس أصبحت حاضرةً في فكر دول محور المقاومة والدول المحبة لفلسطين ووجدانها، وعادت إلى الطاولة الدولية من جديد أيضاً، ما يعد فشلاً ذريعاً لاستراتيجية "إسرائيل" ودول التطبيع في الإجهاز على القضية الفلسطينية بشكل كامل".

الجدير ذكره أن مشاهد خروج الملايين من المسلمين حول العالم في يوم القدس أثلجت الصدور وبعثت الأمل في أن الأمة الإسلامية رغم كل القهر والتضليل والزيف الذي يحيط بها من كل جانب إلا أنها تُبقي بوصلتها متجهة نحو القدس كقضية مركزية للامة الإسلامية، وأن واجب تحرير المسجد الأقصى يقع على عاتقها وأن وجدانها ومشاعرها متجهة بفطرتها نحو فلسطين وأرضها وشعبها ومقدساتها.