المحويت - سبأ :
اجتازت أكثر من 600 نازحة ومتضررة في محافظة المحويت خلال العام الماضي الظروف المعيشية الصعبة بالاتجاه نحو التأهيل والتدريب بحثاً عن فرص عمل إنتاجية لمواجهة تداعيات العدوان والحصار.
والتحقت النازحات من مختلف المديريات بدورات في مجالات الخياطة والتطريز وصناعة البخور والعطور وأشغال التريكو وعمل الإكسسوارات والتدبير المنزلي بالإضافة إلى دورات في اللغة الانجليزية والصحة المجتمعية تبناها فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة عبر مشروع سبل العيش والتمكين الاقتصادي الذي يموله صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وحصلت 160 امرأة من إجمالي النازحات علی مكائن خياطة و36 متدربة علی أدوات لصناعة البخور والعطور والتريكو والإكسسوارات والأشغال اليدوية بعد تفوقهن في الدورات، ضمن مشروع التدريب والتأهيل.
ونجحت أكثر من 400 امرأة وفتاة في دورات المهارات الحياتية والصحة المجتمعية والإسعافات الأولية واللغة الانجليزية والحاسوب على مدى ثلاثة أشهر في إطار أنشطة المساحة الآمنة للنساء والفتاة لتمكينهن من ممارسة أعمال مجتمعية تسهم في تحسين الوضع المعيشي لأسرهن وتعينهن على مواجهة أعباء ومتطلبات الحياة.
وضمن أنشطة تأهيل المرأة لخوض سبل العيش ومواجهة التحديات، تم تنظيم معارض وبازارات احتوت على معروضات من الملابس والبخور والعطور والأشغال اليدوية للترويج لمنتجات النازحات والأسر الفقيرة ومساعدتهن على إطلاق مشاريعهن الذاتية لإعالة أسرهن.
طوق النجاة :
تعيش المرأة في المحويت أوضاعاً اقتصادية صعبة خاصة مع فقدان رب الأسرة وعائلها الوحيد، جراء العدوان الذي تسبب في استشهاد الآلاف من أبناء اليمن؛ وتعمده زيادة معاناة اليمنيين بنقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتوقف المرتبات.
وشكلت الظروف الصعبة وآثار النزوح دافعاً قوياً للأسر الفقيرة والمتضررة على تجاوزها من خلال البحث عن فرص عمل تسهم في تلبية احتياجاتها وتحسين أوضاعها المعيشية وتعيد لها الأمل في العيش بكرامة بعيداً عن العوز.
وفي ظل تقصير بعض المنظمات الداعمة وغياب المبادرات المجتمعية في مساعدة الأسر النازحة والمحتاجة والأشد فقرا، أصرت النساء المتضررات على الانخراط ضمن أنشطة تدريبية في مجالات حرفية متنوعة تنمي مهاراتهن وتطور قدراتهن وتمكنهن من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة تعود عليهن بالنفع.
مبادرات طوعية :
رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة ابتسام الصنعاني، أوضحت أن الاتحاد أسهم خلال العام 2019 في تأهيل وتدريب النازحات والمتضررات بينهن عدد من أسر الشهداء والجرحی .. مؤكدة أهمية تضافر الجهود لتبني دعم مشاريع إنتاجية للأسر الفقيرة في المناطق النائية بمديريات المحافظة.
وأشارت إلی توسع الاتحاد في أنشطته التي تستهدف المجتمع ومناصرة قضايا المرأة بمديريات المحافظة .. مؤكدة الحرص علی مواصلة الأنشطة التدريبية في المجالات التي تساعد المرأة علی الإنتاج وإكسابها مهارات الأشغال والحرف اليدوية.
ودعت الصنعاني إلى دعم أنشطة الاتحاد من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية تسهم في تسويق منتجات النساء وفتح صالات تدريبية واسعة تستوعب أكبر عدد من المتدربات للإسهام في تأهيلهن وتمكينهن اقتصادياً.
وذكرت أن الاتحاد ينفذ كل ثلاثة أشهر برنامجاً تدريبياً لتأهيل دفعة من المستفيدات في إطار مشروع تمكين المرأة .. مؤكدة ضرورة تفاعل المجتمع والجهات ذات العلاقة في إيجاد فرص عمل للمرأة وتمكينها من الدخول في سوق العمل.
وفي السياق ذاته أعربت أمين عام الاتحاد الهام النزيلي عن الأسف لغياب دور التجار ورجال الأعمال في الاستثمار بمشاريع تخدم متطلبات النساء المتضررات وإيجاد فرص عمل ومصادر دخل لهن .. لافتة إلی الصعوبات التي تواجه الاتحاد خاصة في المناطق والمديريات البعيدة عن مركز المحافظة.
خارطة آمال :
وبين مخاوف وتفاؤل المستفيدات تمتد خارطة آمال النساء المستهدفات إلى استثمار قدراتهن في الحصول علی مصدر دخل دائم يساعدهن علی تحسين المستوی المعيشي لأسرهن وتأمين متطلبات الحياة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الذي يحد من تسويق منتجاتهن.
النازحة رقية خضري أكدت عزمها على مواجهة التحديات الاقتصادية وخوض مجالات التنافس من خلال تسويق نماذج جديدة من الملابس لتحصل على عائد مالي يساعدها على تأسيس مشروع صغير لإعالة أسرتها والاعتماد علی نفسها.
فيما أشارت النازحة خولة شروان إلی احتياجات المستفيدات من أنشطة المساحة الآمنة والتمكين الاقتصادي، والتي تتطلب تعاوناً رسمياً ومجتمعياً لتشجيعهن علی الإنتاج والعمل والترويج لمشاريعهن واستيعاب الكفاءات منهن في سوق العمل.
وفي حين أكدت النازحة مريم الحسني حاجتها لفرصة عمل لتطبيق ما تلقته من تدريب وتأهيل في إنتاج وصناعة البخور، عبرت المستفيدة المقيمة سوسن الشرفي عن تفاؤلها لتجاوز التحديات من خلال إتقان الأشغال اليدوية والتريكو وصناعة الإكسسوار وأن تحظی بطلب في السوق المحلي.
تطلعات رسمية :
يشكل مشروع سبل العيش وتمكين المرأة اقتصاديا أولی بوادر الاهتمام بشريحة معينة في مجتمع النساء للتخفيف من آثار الأزمة الراهنة، وسط تطلعات بأن تسهم المنظمات بدور فاعل في تغطية مساحة أوسع من احتياجات الأسر التي تعيش تحت خط الفقر ودعم تأهيل المرأة والفتاة في مجالات اقتصادية متنوعة، تمكنها من الاندماج ضمن سوق العمل.
وأكد أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة الدكتور علي الزيكم غياب دور المنظمات وعدم وجود مشاريع متخصصة تغطي مجالات احتياجات المرأة علی النحو المطلوب.
ونوه بأنشطة فرع اتحاد نساء اليمن وتواجده في ميدان عمل المرأة منذ وقت مبكر رغم افتقاره للدعم واحتياجه للتوسع في تنفيذ مشاريع جديدة لتحقيق نجاحات تخدم المرأة والمجتمع.
بدوره أشار مدير مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة الدكتور عبد الملك مزارق إلی ما تعانيه المرأة في المحويت من أوضاع مادية صعبة خصوصاً الأسر التي فقدت عائلها .. مؤكداً ضرورة دعم مشاريع إضافية وتمويل برامج مختلفة لتأهيل وتدريب المرأة والوصول إلى كافة المتضررات بمديريات المحافظة.
ونوه بما تحقق خلال العام الماضي ضمن خطة دعم المرأة بمنح المستفيدات أنشطة تدريبية في مجالات التمكين الاقتصادي وحصولهن على شهادات رسمية معتمدة وإقامة دورات مرخصة بما يكفل استيعاب مخرجات الاتحاد في سوق العمل.
من جهته لفت مدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بالمحافظة عادل الزارقة إلی شحة الدراسات والمسوح الميدانية لتصنيف احتياجات المرأة في المحويت وجدولة أولويات تنفيذ وتبني برامج وأنشطة عمل هادفة تسهم في تلمس احتياجات المتضررات في المجتمع.
وأكد أن المرحلة الراهنة تستدعي تعزيز التنسيق مع المنظمات والجهات ذات العلاقة لتمويل مشاريع صغيرة تسهم في تشجيع المرأة والأسر المنتجة لمواجهة سبل العيش.
ورصدت تقارير قطاعات متعددة تزايد مؤشرات الأضرار في أوساط المجتمع، ما يجعل الكثير من النساء في الأسر الفقيرة والنازحة في تسع مديريات بمحافظة المحويت تساهم في مواجهة تهديد الوضع المعيشي وخوض سوق العمل لتوفير جزء من احتياجات أسرهن.