القاضي الشاعر عبدالرب الشرعي في قصيدة تمتدح الهبة اليمنية مع فلسطين بعنوان "والضرب في يافا لأول مرة"صنعاء - سبأ: منح القاضي العلامة الشاعر، عبدالرب يحيى الشرعي، هبة الشعب اليمني لنصرة غزة بُعدها الحقيقي، وهو يُجيد توظيف الصورة والدلالة في التعبير عن الخصوصية التي تمثلتها الهبة اليمنية في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، من خلال التزام الشعب اليمني موقفا لا لبس فيه، متسلحًا بايمان راسخ لا يتزعزع مع فلسطين. حلّق القاضي العلامة الشرعي، في سماوات الحماس متسلحًا بقيم الصدق والوفاء للذات والوطن والأمة، وفي مقدمة ذلك تجلى مخاطبًا مظلومية فلسطين ومأساتها، معتبرًا في المستهل الضربات اليمنية في مدنية يافا هي زئير الشعب اليمني، وهو يهز كيان العدو، كما حاور النجاحات التي حققها القوات المسلحة اليمنية في استهداف عمق العدو الصهيوني. وامتدح القاضي الشرعي في قصيدته، صلابة وبأس الشعب اليمني الذي يخرج أسبوعياً إلى ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته ودعم مقاومته الباسلة، انطلاقاً من هويته الإيمانية واقتداءً بالأجداد اليمنيين الذين ناصروا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم..فيما يلي نص القصيدة: " والضرب في يافا لأول مرةٍ" هَذَا زَئِيْرُ الشّعْبِ قَدْ هَزّ الْعِدَا فِيْ سَاحَةِ السّبْعِيْن حِيْنَ تَوَعّدَا وَبِكُلّ سَاحَاتِ الْبِلَادِ فَصَوْتُهُ قَدْ رَوّعَ الْأَعْدَاءَ لَمّا هَدّدَا نَحْنُ الْيَمَانِيّيْنَ أَرْبَاب النّهَىَ نحن الْيَمَانيّين أرْبَاب الْهُدَىَ لَا فَخْرَ أنّا وَحْدَنَا فِي الدّهْرِ قَدْ نِلْنَا الْمَكَارِمَ وَالْإِبَا وَالْمُحْتَدَى نِلْنَا وسَامَاتِ النّبِيّ مُحَمّدٍ وَجُدُوْدُنَا نَصَرُوْا النّبِيّ مُحَمّدَا نَحْنُ السّلَامُ وَإِنّنَا لِعَدُوّنَا صِرْنَا صَوَارِيْخًا بِهِ وَمُهَنّدَا وَنُذِيْقُ أَمْرِيْكَا الْعَدُوّةَ عَلْقَمًا يَقْضِيْ عَلَىَ الطّغْيَانِ فِيْهَا سَرْمَدَا سَنَدُكّهَا وَنَدُكّ كُلّ تَحَرّكٍ مِنْهَا وَمِنْ أَذْنَابِهَا وَمَن اعْتَدَى وَسَنُغْرِقُ الْأسْطُوْلَ بِالصّارُوْخِ فِيْ يَوْمِ النّزَالِ إِذَا النّزَالُ تَجَدّدَا وَبِقُدْرَةِ الرّحْمَنِ أَعْظَمَ قُدْرَةٍ يَامَنْ غُرُوْرُكُمُ اسْتَبَدّ وَأَفْسَدَا لَعَنَتْكُمُ الْحَسَنَاتُ وَالْآثَامُ فِيْ الْأَعْصَارِ طُرًّا شَامِلًا وَمُؤَبّدَا وَسَيَنْتَهِيْ حَتْمًا بِمَا فِيْهِ وَلَا يَلْقَىَ بِذَلِكَ مُنْقِذًا أَوْ مُنْجِدَا فَتَوَرّطُوْا إِنّ التّوَرّطَ دَأْبُكُمْ فَقُبُوْرُكُمْ مَفْتُوْحَةٌ وَبِهَا الرّدَى لَنْ يَخْضَعَ الْوَطَنُ الْحَبِيْبُ لِدَوْلَةٍ مِثْلِيّةٍ ذَهَبَتْ مَبَادِؤهَا سُدَىَ تَبًّا لَهَا مِنْ دَوْلَةٍ كَمْ أَسْهمَتْ فِيْ قَتْلِ كُلّ الْأَبْرِيَاءِ عَلَىَ الْمَدَى أُسْتَاذَةٌ لِلْإِنْحِرَافِ وَلِلشّقَا وَضَمِيْرُهَا بِالْمُوْبِقَاتِ تَفَرّدَا يَا أَيّهَا الْبَحْرُ الّذِيْ هُزِمَتْ بِهِ سُفُنُ الْيَهُوْدِ وَكًانَ مِنْهَا مُزْبِدَا يَا بَحْرُ أَنْتَ مُعينُنَا وَرَفِيْقُنَا فِيْ ضَرْبِ أَشْرَارِ الْبَرِيّةِ سَرْمَدَا يَابَحْرُ أَنْتَ الْحُرّ مِنْكَ سَبِيْلُنَا نَمْضِيْ بِهِ لَمّا نَرُوْحُ إِلَىَ الْعِدَا تَتَلَاطَمُ الْأَمْوَاجُ فِيْكَ إِذَا سَرَىَ مِنّا الْمُسَيّرُ لِلْعَدُوّ إِذَا اعْتَدَىَ إِنّا نُهِيْبُ بِجَيْشِنَا فِيْ الْبَحْرِ فِيْ شَمَمٍ إِذَا مَدّوْا إِلَىَ الْأَعْدَا يَدَا يَا أَيّهَا الْأَبْطَالُ فِيْ بَرٍّ وَفِيْ بَحْرٍ لَكُمْ أَرْوَاحُنَا دَامَتْ فِدَى صُنْتُمْ بِقُوّتِكُمْ وَجُوْدُ ثَبَاتِكُمْ وَجِهَادِكُمْ يَمَنَ الْكَرَامَةِ وَالنّدَىَ جَيْشٌ تَفَاخَرَت الْبِحَارُ بِبَأْسِهِ وَلَهِيْب نَارِ الْحَرْبِ مِنْهُ تَوَقّدَا وَتَعَطّلَتْ إيْلَاتُ مِنْ ضَرَبَاتِهِ وَغَدَتْ لَدَىَ الْمُحْتَلّ لَوْنًا أَسْوَدَا جَيْشٌ كَأَنّا حِيْنَ نَذْكُرُهُ نَرَىَ شَيْئًا أَطَلّ عَلَىَ الْحَيَاةِ وَأَسْعَدَا قَصَفُوْا الْبرَيْطَانِيْ وَمَاتَرَكُوْا لَهُ فُرَصًا بِهَذَا الْبَحْرِ أَنْ يَتَمَرّدَا بَلْ عَادَ يَكْتُمُ غَيْظَهُ فِيْ ذِلّةٍ وَهُوَ الّذِيْ فِيْ الدّهْرِ أَضْحَىَ مُفْسِدَا جَمَعَتْهُ بِالْأَمْرِيْكِ مَصْلَحَةٌ بِهِ عِشْقٌ لِإِسْرَائْيْل قَدْ بَلَغ الْمَدَى وَالْحَامِلَاتُ الطّائِرَاتِ بِحَجْمِهَا خَابَتْ وَلَاذَتْ بِالْفِرَارِ تَعَمّدَا كَمْ لِلْعَدُوّ بِهَا أَرَاجِيْفٌ وَكَمْ فِيْ الْبَحْرِ أَرْجَفَ فِيْ الْأَنَامِ وَعَرْبَدَا وَلِجَيْشِنَا الْمُغْوَار ثَمّ مَوَاقِفٌ بَهَرَتْ نُهَىَ الْأَحْرَارِ وَانْذَهَل الْعِدَا جَيْشٌ تَأَزّرَ فِيْ الْوجُوْدِ بِمَجْدِهِ وَهَوِيّةٍ كَانَتْ لَدَيْهِ الْمَقْصَدَا وَبِظِلّ قَائِدِهِ الْعَظِيْمِ وَنَهْجِهِ نَالَ الْمَكَارِمَ كُلّهَا وَالسّؤْدَدَا أَكْرِمْ بِهِ مِنْ قَائِدٍ حُرٍّ أَتَىَ لِلشّعْبِ نِبْرَاسًا لَهُ وَمُؤَيّدَا وَبِرَبّهِ انْتَصَرَتْ إِرَادَتُهُ وَفِيْ كُلّ الْمَوَاقِفِ بِالنّجَاحِ تَعَوّدَا والشّعْبُ طَاعَتُهُ لَهُ مَكْتُوْبَةٌ فِيْ كُلّ مَايَبْغِيْهِ لَنْ يَتَرَدّدَا وَالرّوْحُ لِلشّعْبِ الْعَظِيْمِ قِيَادَةٌ عُظْمَىَ تُحِبّ لَهُ السّبِيْلَ الْأَرْشَدَا وَحَكِيْمَةٌ كَقِيَادِةٍ فِيْ شَعْبِنَا عَزّ الزّمَانُ بِمِثْلِهَا أَنْ يَعْهَدَا نَادَتْ نِظَامَ الْعُرْبِ فِيْ حَقٍّ بِمَا نَادَىَ بِهِ الْقُرْآنُ فِيْهِ وَأَرْشَدَا أَنْ تَفْهَمُوْا بِحَيَاتِكُمْ أَعْدَائَكُمْ وَهُمُ الْيَهُوْدُ وَمَنْ بِسَاحَتِهِم غَدَا مَنْ هُمْ لَكُمْ فِيْ الدّهْرِ سُمٌّ ناَقِعٌ مَهْمَا تَكُوْنُوْا رُكّعًا أَوْ سُجّدَا أَوْ أَنّكُمْ كُنْتُمْ لَهُمْ بِحَيَاتِهِمْ خَدَمًا تُحِسّوْنَ الْهَوَانَ وَأَعْبُدَا فَلَنَا الْجِهَادُ هَوِيّةٌ نِلْنَا بِهِ شَرَفًا نُزَاحِمُ مِنْ عُلَاهُ الْفَرْقَدَا سُدْنَا بِهِ الْيَمَنَ الْحَبِيْبَ وَحَسْبُنَا أَنّا بِهِ أَحْرَارُ فِيْ دَرْبِ الْهُدَى وَلَنَا بِغَزّةَ أخْوَةٌ وَجِهَادُهُمْ فَخْرٌ لَنَا وَبِهِمْ سَنَحْمِيْ الْمَسْجِدَا هُمْ أخْوَةٌ وَيَدٌ لَنَا بِجِهَادِنَا وَكَذَاك نَحْنُ لَهُمْ بِهِ صِرْنَا يَدَا وَمَعَ الْمقَاوَمَةِ الْبَوَاسِلِ نَغْتَدِيْ لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَىَ وَلِلدّيْنِ الْفِدَى وَالْجَار هَذَا لَيْتَهُ بِحَيَاتِهِ مَاكَان جَارًا لِلرّجَالِ وَلَا اغْتَدَى جَارٌ أَرَاد لَنَا الْمَكَائِدَ وَالشّقَا مِنْ أَجْلِ أَمْرِيْكَا اسْتَهَامَ وَأَخْلَدَا شيءٌ قَبِيْحٌ غَيْر أَنّ عِلَاجَهُ مِنّا صَوَارِيْخٌ قَصِيْرَاتُ الْمَدَى مَهْمَا أَرَاد الْحَرْبَ فِيْهِ غَبَاءهُ سَنُعِيْدُ وَيْلَاتِ النّزَالِ مُجَدّدَا تَبًّا لِمَنْ يَرْضَىَ الْهوَانَ لِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِ أَمْرِيكَا بِهِ أَنْ تَسْعَدَا يَا أَيّهَا الشّعْبُ الْحِجَازِيّ الّذِيْ أَصْبَحْتَ مِنْ قِبَلِ الْيَهُوْدِ مُهَدّدَا قُمْ وَاتّخِذْ سُبَلَ الْجِهَادِ وَلَاتَخَفْ مِنْ ظَالِمٍ أَضْحَىَ بِدَرْبِكَ أَبْلَدَا والضّرْبُ فِيْ يَافَا لِأَوّلِ مَرّةٍ ضُرِبَتْ بِعَوْنِ اللِه فِيْ قَلْبِ الْعِدَا ذَاقَ الْعَدُوّ بِهَا نَتِيْجَةَ جُرمِهِ ضَرْبًا بِهِ تَارِيْخُهَا لَنْ يَشْهَدَا للهِ مِنْ عِزٍّ وَمِنْ عَزْمٍ أَتَىَ مَاكَان لِلدّنْيَا بِهِ أَنْ تَعْهَدَا ضَرْبًا تُبَارِكُهُ الْمَلَائِكُ فِيْ السّمَا وَتَرَاهُ لِلْمظْلُوْمِ شَأْنًا مُسْنِدَا مَاشَعّ نُوْرُ الصّبْحِ إِلّا حِيْنَمَا نارُ الْمُسَيّرِ فِيْ حَشَاهَا اوْقِدَا فَكَأَنّهُ الْبُرْكَانُ هَزّ كِيَانَهَا فَغَدَتْ بِهِ صَرْعَىَ تَخُوْرُ مِن الصّدَى لَوْ كَانَ لِلْإِصْبَاحِ صُبْحٌ هَكَذَا لَنَأَى الْعَدُوّ بِأَهْلِهِ وَتَشَرّدَا وَإِلَىَ الْمَزِيْدِ إِلَىَ الْمَزِيْدِ فَبَعْدهُ يَلْقَىَ الْيَهُوْدِيّ التّشَرُّدَ وَالرّدَى يَاغَزّةَ الْإِيْمَانِ وَالْعِزّ الّذِيْ قَدْ بَاتَ فِيْ صَدْرِ الزّمَانِ مُخَلّدَا لاَ لَمْ وَلَنْ مَهْمَا تَعَاظَمَ خَطْبُنَا لَنَ نَنْثَنِي عَنْ غَزّةٍ أَوْ نَقْعُدَا وَالشّعْبُ فِيْ التّصْعِيْدِ رغْم ثَبَاتِهِ قَدْ فَوّضَ الْعَلَمَ الْكَرِيْمَ السّيّدَا وَهْوَ الْمُنَفّذُ قَوْلَ قَائِدِهِ وَفِيِ كُلّ الظّرُوْفِ فَلَمْ وَلَنْ يَتَرَدّدَا |
|