تسيّدت أمريكا العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد؛ هذه السيادة تحتاج بالتأكيد إلى عقل وحكمة لإدارتها لضمان ديمومتها لكن جنون العظمة الذي أعماها جعل أمريكا تخفق في تلك الإدارة.
تفقد وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة علي هضبان، مساء اليوم سير معسكر المنتخب الوطني الأول لكرة القدم المقام بالعاصمة الماليزية كوالالمبور؛ استعدادًا للمشاركة في بطولة خليجي 26 بالكويت.
العدو الصهيوني يغتال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية وسط تنديد واسع
صنعاء- سبأ: مرزاح العسل
في غارة صهيونية غادرة.. أقدم العدو الصهيوني فجر اليوم الأربعاء، في اليوم الـ299 من عدوانه الغاشم على غزة، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
وأعلنت حركة حماس في بيان لها عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.. قائلة: إن رئيس الحركة "قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران".. مؤكدة أن عملية الاغتيال لن تمر سُدى دون رد.
وجاءت عملية اغتيال القائد هنية خلال زيارة قام بها إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وبعد لقاء جمعه مع قائد الثورة والجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، وبعد ساعات من اعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت أدّى إلى استشهاد وجرح مدنيين، وأعلن العدو أنه محاولة لاغتيال أحد قيادات المقاومة الإسلامية في لبنان.
جريمة الاغتيال الجبانة هذه، لاقت ردود أفعال فلسطينية وعربية ودولية منددة واسعة في الوقت الذي تؤكد الحركة أنها تخوض حربا مفتوحة وأن اغتيال هنية لن يحقق أهدافه.. فيما رحبت أطراف صهيونية بهذه العملية.
ونعى عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" اليمنية محمد علي الحوثي عبر حسابه على منصة إكس هنية.. قائلاً.. إن "استهدافه جريمة إرهابية شنعاء وانتهاك صارخ للقوانين والقيم المثلى".
وفي أول رد فعل رسمي أعلنت إيران، اليوم، أن "دم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لن يذهب هباء".
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قوله: إن "استشهاد هنية في طهران سيقوي ويعمق الصلة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة".
فيما قال الحرس الثوري الإيراني في بيان له: "ندرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا".
وذكرت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء أيضا أن "التحقيق جار في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسيتم الإعلان عن النتائج قريبا".
وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري: "نخوض حربا مفتوحة لتحرير القدس وجاهزون لدفع الأثمان" وأكد أن اغتيال هنية "تصعيد خطير ولن يحقق أهدافه".
من جانبه، وصف عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق اغتيال هنية بأنه "عمل جبان لن يمر سدى".
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "القائد الوطني الكبير".. مؤكدة أن عملية الاغتيال لن تثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في المقاومة.
من جهته أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي، خلال لقاء متلفز صباح اليوم، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كان مشروع شهادة منذ نعومة أظفاره، وأن قامات كبيرة ودّعتها المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان من دون أن تكسرهما شهادتها.. مشدداً على أن "إسرائيل" وللمرة الأولى في تاريخها تواجه مثل هذه المقاومة.
وأشار إلى أن "إسرائيل" في منحنى الانهيار وردود أفعالها تعكس ارتباكاً وعجزاً عن تحقيق أي من أهدافها.. مؤكداً أن هذا الاغتيال ليس موجهاً إلى المقاومة الفلسطينية فقط وحركة حماس تحديداً بل هو موجه إلى إيران أيضاً.
وبين أن حركة حماس، بقدرتها الكبيرة، ستعوض أي فراغ ينجم عن هذا الاغتيال بسرعة.. مضيفاً: إن هنية كان مستعدا للشهادة منذ صغره.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال هنية.. معتبراً ذلك "عملا جبانا وتطوراً خطيرا".. فيما وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عملية الاغتيال بأنها "عمل جبان يدعونا إلى المزيد من الصمود والثبات في وجه الاحتلال".
من جانبها دعت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إضراب عام ومظاهرات حاشدة تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس.
كما نعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية للشعب الفلسطيني استشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأدانت إقدام جيش العدو على ارتكاب هذه الجريمة النكراء.
وتقدمت المبادرة الوطنية، لحركة حماس ومناضليها بالتعزية.. مؤكدة أن هذه الجريمة البشعة لن تزيد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة إلا إصرارا على مواصلة النضال و الكفاح من أجل الحرية و الكرامة وحق تقرير المصير.
بدوره قال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول، اليوم الأربعاء: إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية "جريمة كبرى" لا بد أن تسرع إنجاز الوحدة.
وأضاف في تصريحات صحفية: إن جرائم الحرب أحد سمات الاحتلال الصهيوني.. مؤكدا أن هنية بالنسبة لفتح "قائد وطني مهم"، وخسارته هي خسارة للشعب الفلسطيني بأكمله، ونتضامن مع ذويه وأهله ومع أبناء الشعب الفلسطيني في الوقوف معا أمام خسارة هذا القائد الفلسطيني.
وأشار العالول إلى أن اغتيال هنية "يشكل حافزا ودافعا إضافيا للتوحد في صفوف الفصائل الفلسطينية".. لافتا النظر إلى إعلان بكين الذي وقع قبل أيام للمصالحة الفلسطينية.
وتابع العالول: "مثل هذا الحدث العدوان الإسرائيلي والجريمة الإسرائيلية الكبرى لا بد أن تسرع الإجراءات بشأن الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهذه مسألة ضرورية للغاية ولا بد أن يعرف الجميع موقفنا أن الدم الفلسطيني دما واحدا وأننا دائما معا متضامنين وأولويتنا جميع هي التصدي لهذا الاحتلال".
ونعت مساجد الضفة الغربية المحتلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عبر مكبرات الصوت ودعت للإضراب الشامل، حدادا على "اغتياله" في طهران.
دولياً.. عبرت الخارجية التركية عن إدانتها لاغتيال هنية ووصفت ما جرى في طهران بأنها "عملية اغتيال دنيئة" تهدف إلى "مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي"، وتظهر أن "حكومة نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام".
كما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس "جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق".. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف: "هذه جريمة قتل سياسية غير مقبولة على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات".
وعلق رئيس حكومة العدو الصهيوني، صباح اليوم، على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قصف صهيوني في العاصمة الايرانية طهران.
وبحسب قناة كان الصهيونية، فإن رئيس حكومة الكيان الغاصب "بنيامين نتنياهو"، أوعز لوزراء حكومته عدم التصريح أو التطرّق لاغتيال اسماعيل هنية
فيما قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": إن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بينما وجه الوزراء بعدم التعليق على عملية اغتيال هنية في طهران، خرج وزير التراث عميحاي إلياهو بأول تصريح صهيوني عن العملية.. معتبراً أن "موت هنية يجعل العالم أفضل قليلا".
وقال إلياهو في منشور على منصة "إكس": "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم.. لا مزيد من اتفاقيات السلام والاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر.". حسب قوله.
وأضاف: إن "اليد الحديدية التي ستضربهم هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام".
ولم يصدر موقف رسمي من الولايات المتحدة إلى غاية الآن، واكتفى وزير الحرب لويد أوستن بالقول: "علمت بهذا الخبر وليس لدي المزيد بهذا الصدد".. فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "لقد رأينا الأنباء المتعلقة بمقتل إسماعيل هنية في إيران"، دون تقديم تفاصيل أخرى.
من هو القائد إسماعيل هنية:
انتُخب إسماعيل هنية (62 عاما) رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل، لكن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
وُلد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فر والداه من منزلهما بالقرب مما يعرف الآن ببلدة عسقلان الإسرائيلية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987 وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الأدب العربي.
برز هنية خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية، كما شغل عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عميدا لها عام 1992، كما تولى عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج إسرائيل عنه.
واعتقلت سلطات الاحتلال هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر.
دخل هنية السجن الصهيوني مجددا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى إثر توقيع اتفاق أوسلو، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
وترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير 2006.
تعرض لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جُرحت يده يوم السادس من سبتمبر 2003 إثر غارة صهيونية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر 2006.
كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت "إسرائيل" منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.
أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 14 يونيو 2007 بعد سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى "الحكومة المقالة" التي تتخذ من غزة مقرا لها.
وحرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
ونتيجة لذلك تم الإعلان عن حكومة جديدة يوم الثاني من يونيو 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة قائلا "إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة".
اختاره مجلس شورى حماس رئيسا لمكتبها السياسي يوم السادس من مايو 2017 بعد انتخابات متزامنة أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).
أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 31 يناير 2018 اسم هنية على "قوائم الإرهاب"، وجاء هذا القرار في فترة توتر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيين بسبب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.
ووصفت حركة حماس القرار بأنه "مثير للسخرية".. قائلة: "كأننا كفلسطينيين نبحث عن شهادة حسن سلوك عند أميركا".
وأعلن محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، عن عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023، والتي شملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، ورد جيش العدو الصهيوني على هذه العملية بإطلاق عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية "السيوف الحديدية"، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع، وإجلاء لكامل المستوطنين من الغلاف.
وقصفت طائرات العدو يوم العاشر من نوفمبر 2023، حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو عشرة أيام استشهد الحفيد الأكبر لهنية بعد تنفيذ ضربة جوية صهيونية على منزله.
واعتقلت شرطة العدو في الأول من أبريل 2024 إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة.
كما اغتال العدو ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية يوم العاشر من أبريل 2024 كانوا على متن سيارة مع خمسة من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وفي فجر اليوم الأربعاء 31 يوليو 2024 أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.