ندوة بوزارة الخارجية بعنوان "معًا لتحرير أولى القبلتين ومسرى سيد الثقلين وثالث الحرمين الشريفين"صنعاء - سبأ : بدأت بصنعاء اليوم ندوة سياسية بعنوان "معًا لتحرير أولى القبلتين ومسرى سيد الثقلين وثالث الحرمين الشريفين"، تنظمها وزارة الخارجية والمغتربين في ضوء التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر فلسطين الدولي الثالث واحتفاءًا بانتصارات معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023م. وفي افتتاح الندوة دعا رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أبناء فلسطين بمختلف فصائلهم إلى توحيد الصفوف على قاسم مشترك يتمثل في تحرير أرضهم وترحيل خلافاتهم وتبايناتهم خلال الفترة الراهنة وتسخير طاقاتهم وإمكانياتهم في مواجهة العدو الغاصب وعدم تكرار التجارب والأخطاء الفاشلة. وأشار إلى أن استمرار الخلافات لا يخدم القضية الفلسطينية وإنما العدو الذي يعمل من أجل تغذية روح العداء التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني من خيرة أبنائه وقادته .. لافتًا إلى أن اتفاق "بكين" ينبغي أن يتم العمل به. وأفاد الرهوي بأن اليمن سيظل إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية وسيواصل دعمه للقضية المركزية والأولى ومستعد لتحمل ما ترتب وسيترتب عليه من إجراءات وضغوطات وعقوبات .. مؤكدًا أن هذا الخيار سيظل هو الخيار المبدئي، الأخوي، الإنساني والديني للشعب اليمني الذي اختطه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي لا رجعة عنه. واستعرض معاناة الشعب الفلسطيني الكبيرة جراء استمرار الاحتلال الذي لم يعد موجودًا على مستوى العالم إلا في أرض فلسطين وتضحياته الجسيمة المستمرة منذ أكثر من 70 عامًا من أجل الحرية والاستقلال وعلى طريق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدًا أن معركة "طوفان الأقصى" ستظل معركة مفصلية في تاريخ الصراع الوجودي ضد العدو الإسرائيلي. واعتبر رئيس مجلس الوزراء معركة "طوفان الأقصى" التي زلزلت كيان العدو الصهيوني وأجبرته على الرضوخ، انتصارًا عظيمًا للمقاومة الفلسطينية وفشلًا ذريعًا للعدو وقواته بمختلف تشكيلاتها. وتطرق إلى الدور الأخوي والأخلاقي والإنساني الكبير لليمن والمقاومة الإسلامية في لبنان والعراق في مسار هذه المعركة ونصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والإصرار على مواصلة الإسناد في ظل استمرار النهج العدواني الاجرامي لكيان العدو. وأضاف الرهوي "المحتل الصهيوني لم يكتف بجرائم الحرب التي ارتكبها بحق أبناء غزة بل يواصل اليوم انتهاكاته وحرب التطهير بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بجنين وطول كرم سعيًا منه لتوسيع حجم استيطانه في الأراضي المحتلة". ومضى بالقول "أثبت الشعب الفلسطيني قدرته على الصمود والثبات واجتراح الانتصارات في أرض الجهاد والرباط والدفاع عن أرضه وعرضه وتاريخه المشرف وتحمل مسؤولية الدفاع عن الأمة بكلها في مواجهة المشروع التوسعي المعلن صراحة من قبل العدو الأمريكي، الإسرائيلي في المنطقة". ولفت إلى أن للكرامة والاستقلال أثمان باهظة تدفعها الشعوب الحرة في سبيل تحقيقها، ومنها الشعب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات بكل عنفوان وشموخ وإرادة فولاذية لا تُقهر. وبارك رئيس مجلس الوزراء لوزارة الخارجية والمغتربين انعقاد الندوة .. معربًا عن الأمل في أن تخرج بتوصيات تخدم القضية وتسهم في رفع مستوى الوعي بعظمة نهج المقاومة ومعركة "طوفان الأقصى". بدوره أكد وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، أن الندوة تأتي انطلاقًا من توجه الدولة قيادة وحكومة وشعبًا في إطار المبدأ الإيماني والأخلاقي والإنساني الدائم في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة ودعم مقاومته الباسلة. وأشاد بما سطرته المقاومة في غزة من ملاحم بطولية لمواجهة الاحتلال الصهيوني، وتمكنهما من تركيعه .. وقال "إن الحرب مع الكيان الصهيوني، هي حرب إرادة، وفعلًا هزمت المقاومة كيان العدو الصهيوني بإرادتها الباقية وصمودها الأسطوري وثباتها على الأرض". وأضاف "طالما أن المقاومة أرغمت الاحتلال الصهيوني على التفاوض وإطلاق المئات من الأسرى، فإنها ما تزال قوية وقائمة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية". واعتبر الوزير عامر تبني هذه الندوة رسالة واضحة بانتماء القيادة الثورية والشعب اليمني للقضية الفلسطينية واستعدادهم الدائم للدفاع عن قضايا الأمة وبذل ما يمكن في سبيل مساندة مظلومية غزة الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والوفاء لبلدهم وشعبهم. ولفت إلى أن المرحلة الراهنة، مرحلة صعبة ليست على الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما على الشعوب العربية .. وقال "لو كُسرت إرادة المقاومة ولو تم التهجير من قبل الامبريالية الأمريكية وترامب، فإنه لن يكون هناك دولة بعيدة هذا الانكسار وستكون مرحلة يعيدونا إلى القرن الـ 19 عندما كانت الهيمنة الأمريكية سائدة على العالم والقوي يأكل الضعيف". وقٌدمت في الندوة التي حضرها ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة، أربع أوراق عمل، الورقة الأولى مقدمة من مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية السفير عبدالإله حجر، بعنوان "القضية الفلسطينية في فكر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والموقف اليمني المعبر عن التحام الإدارتين الشعبية والسياسية منها". وأشار إلى أن انطلاق الشعب اليمني في موقفه تجاه معركة "طوفان الأقصى"، ارتبط بإيمانه منذ دخوله في دين الله أفواجًا قبل 1400 سنة وبقدسية المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالإضافة إلى النخوة اليمنية الإسلامية لنصرة المظلومين والعقيدة المرتبطة بإيمانه بخطر اليهود على الأمة. وقال "ما إن جاءت أحداث "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر 2023م، كانت الفرصة العظيمة لمواجهة العدو الصهيوني ونصرة الشعب الفلسطيني الذي مثلت بطولة قادة المقاومة الإسلامية زلزالًا في المنطقة العربية والعالم وحطّمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر". وأوضح السفير حجر، أن قائد الثورة أصدر عقب معركة "طوفان الأقصى"، قرارًا بإسناد الشعب الفلسطيني بفرض حظر على السفن الإسرائيلية أو السفن التي تقصد ميناء إيلات في البحر الأحمر ولاقى القرار ترحيبًا شعبيًا واسعًا وخرج ملايين اليمنيين في تظاهرات أسبوعية استمرت 15 شهرًا شملت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات لمساندة الشعب الفلسطيني. وأضاف "أقدمت القوات المسلحة اليمنية بإمكاناتها المحدودة على ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وصواريخ فرط الصوتي التي وصلت إلى كافة أنحاء الكيان الصهيوني خاصة منطقة "يافا" التي تسمى تل أبيب. وبين مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية أنه كان للموقف اليمني صدى عالمي لدى الكثير من الناشطين والمحليين السياسيين والشعوب الحرة في كافة أنحاء العالم، كما كان لها الأثر الرادع للعدو الصهيوني الذي عجزه وحليفه الأمريكي عن وقف الهجمات الصاروخية والمسيرات التي استهدفت مواقع حساسة في تل أبيب وكذا الحصار البحري الذي عطل وبشكل كامل ميناء إيلات وألحقت الضرر الاقتصادي بالكيان الصهيوني. وتناولت الورقة الثانية المقدمة من رئيس دائرة الجزيرة والخليج بوزارة الخارجية السفير زيد حسن الوريث، مواقف كل من جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية العراق الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجية بشأن معركة "طوفان الأقصى". وتطرقت الورقة إلى التطورات الحالية في طبيعة الصراع العربي - الصهيوني "عمليات طوفان الأقصى". وركزت الورقة الثالثة المقدمة من رئيس دائرة آسيا بوزارة الخارجية السفير يحيى هاشم الشهاري على مواقف الدول الآسيوية، ومواقف منظمة شانغهاي من الحرب اللا أخلاقية الصهيونية على الشعب الفلسطيني مع التركيز على المواقف التركية. واستعرضت الورقة الرابعة التي قدّمها رئيس دائرة الأمريكيتين بوزارة الخارجية موقف الولايات المتحدة الأمريكية من عمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني مع أبرز المواقف الطلابية والشعبية منها. 
|
|
