أكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سيظل ثابتاً ينطلق من مبادئ وقيم إيمانية وإنسانية وأخلاقية راسخة لا تتزعزع ولا تتبدل مهما تكالبت التحديات على اليمن وانهالت عليه التهديدات.
أقامت الجالية اليمنية في ألمانيا ومبادرة "أوقفوا الحرب على اليمن"، السبت، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في برلين، بمناسبة اليوم الوطني للصمود، والذكرى العاشرة للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، واسنادًا ونصرة لغزة.
انخفضت البورصات الأوروبية، اليوم الإثنين، مع ترقب الأسواق دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الأوروبية حيز التنفيذ.
في يوم القدس العالمي.. شعب اليمن يجدد العهد بمواصلة الجهاد حتى تحرير فلسطين
صنعاء - سبأ : تقرير: يحيى جارالله
بخروج مليوني فاق كل التوقعات، في يوم القدس العالمي، أعلنها الشعب اليمني مدوية لكل شعوب العالم، للعدو والصديق، بأنه ماض بكل إيمان وثبات وعزيمة في موقفه الجهادي المساند لغزة حتى تحرير أرض فلسطين وعاصمتها التاريخية القدس، واستعادة الأقصى الشريف.
الشعب اليمني جدد من خلال المسيرات المليونية غير المسبوقة في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات العهد والوعد والالتزام بمواصلة السير في طريق الجهاد في سبيل الله، ومواجهة كل الأخطار والمؤامرات التي تواجه الأمة مهما كانت النتائج ومهما ترتب على موقفه من عواقب.
ترجم أبناء هذا الشعب الأبي بحشودهم المذهلة اليوم ما قاله عنهم سيد القول والفعل قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأنهم أبناء وأحفاد الأنصار الحاملين لراية الإسلام في مواجهة كل التحديات والأخطار المحدقة بأمة الإسلام.
وكما قالها السيد القائد، أغاظ أبناء يمن الإيمان والحكمة بخروجهم الكبير أعداء الأمة من الأمريكان والصهاينة وأذنابهم، وأثبتوا كما هي عادتهم أنهم أهل الوفاء والمدد والنصرة، وصمام الأمان المعول عليهم دائما الوقوف إلى جانب المظلومين في وجه أهل الباطل والضلال، الذين يمثلهم اليوم أمريكا والكيان الصهيوني.
في هذه المحطة المهمة "يوم القدس العالمي"، وهذا اليوم المبارك من أيام الشهر الفضيل، هتف الملايين، وأطلقوا صرخة غضب من أجل أولى القبلتين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدين للقاصي والداني بأن فلسطين ستظل كما كانت قضية الأمة المركزية، ولا يمكن لهذا الحق أن يضيع مادامت الدماء تسري في عروق اليمنيين وكل أحرار الأمة.
لبى اليمانيون نداء الواجب، معتبرين إحياء "يوم القدس العالمي"، في هذا اليوم العظيم والشهر المبارك، من أهم الأعمال الحسنة التي تقربهم إلى الله عز وجل وينالون فيها الأجر والثواب، فهم الشعب الوحيد الذي ما يزال يتمسك بهويته الإيمانية وأصالته وانتمائه للإسلام والسير على نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أوصلت الجماهير اليمنية رسائلها لكل قوى الباطل وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، وتابعيهم من أنظمة النفاق والعمالة والتطبيع بأن بعد المسافات، والحدود الجغرافية التي أوجدها المحتلون، وأي حواجز أخرى لا يمكنها أن تمنع الأحرار أو تحول دون مواصلة واجبهم المقدس في مناصرة الأشقاء في فلسطين.
قالوها بملء الفم وبكل ثقة، ومن واقع تجربة بأن بعد المسافة والحدود المصطنعة لا يمكن أن تكون عائقا أمام أداء واجب النصرة، فها هو اليمن العظيم الذي يفصله عن فلسطين أكثر من ألفي كيلو متر، يكسر القواعد، ويشكل جبهة الإسناد الأولى لفلسطين، والأكثر تأثيرا وفعالية على العدو، بما يفرضه من حصار بحري على الكيان الصهيوني، وبما تقوم به قواته المسلحة من استهداف لعمق هذا الكيان الغاصب.
مثلت المسيرات الجماهيرية رسالة تحدي للعدو الأمريكي والمجرم ترمب الذي يواصل عدوانه الهمجي على الشعب اليمني مستهدفا المدنيين داخل المنازل والأحياء، ومتعمدا تدمير المصانع والمستشفيات والمصالح الخدمية سعيا منه لثني اليمن عن إسناد غزة، ليأتيه الرد الجماهيري المزلزل من ساحات الحرية بأن عدوانه لن يزيد اليمنيين إلا ثباتا وصمودا، وسيقابله تصعيد أكبر في الموقف اليمني المساند لغزة.
الحشود المليونية وجهت أيضا رسائل عتاب لكل من تبقى في قلبه ذرة من إيمان ونخوة من تلك الأنظمة والشعوب المحسوبة على الأمة العربية والإسلامية والتي تمتلك من الخيارات والأسباب والعوامل ما يؤهلها للعب دور كبير في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق وإلحاق الضرر الكبير بعدو الأمة الكيان الصهيوني، لتُكفر بذلك عن خيانتها للدين والمقدسات، وتنصلها عن واجبها ومسؤوليتها تجاه فلسطين.
ومن باب إقامة الحجة يكرر اليمنيون تلك النداءات علها توقظ الضمائر الميتة لتفيق من الغفلة بعد نحو عام ونصف من الصمت، واللاموقف دون أن تحركها كل تلك المذابح والإبادة الجماعية التي يواصل الصهاينة والأمريكان ارتكابها في غزة بحق شعب فلسطين الذي تجمعهم به أواصر الدم والإخاء والدين والعروبة.
لم يدرك هؤلاء الأغبياء، أو أنهم لا يريدون أن يدركوا أن الدور قادم عليهم لا محالة، وأن ما أصبح اليوم في فلسطين سيمسي في ديارهم غدا، فالمخطط الصهيوني الأمريكي يشملهم جميعا، والدور آت عليهم واحدا تلو الآخر، وحينها لن ينفعهم حكامهم الخونة وأنظمتهم العميلة، التي وضعها الأمريكي والصهيوني لتؤدي مهاما وأدوارا محددة في تخذيل شعوب الأمة، وتسهيل مهمة الصهاينة في تنفيذ مخططهم التوسعي في الجسد العربي.
